يبدو أن الاهتمام المتزايد من قبل الحكومة السعودية والقطاع الخاص السعودي معاً في قطاع السياحة وتطوير صناعتها، وتحديداً ذلك التركيز على منطقة عسير الواقعة في الجنوب الغربي للمملكة العربية السعودية وتمتلك طبيعة خلابة ومقومات سياحية طبيعية جيدة خلال السنوات القليلة الماضية، قد بدأ يؤتي ثماره ,, مما يؤكد سداد النظرة والخطط التي اتخذت منذ ذلك الحين.
فقد كشفت دراسة تحليلية احصائية صدرت مؤخراً واطلعت عليها وكالة الأنباء السعودية أن ما حققته منطقة عسير من السياحة الداخلية خلال موسم الصيف الماضي 1997 زاد عن مليارين ومائتين وتسعة وستين مليون ريال سعودي وهو أعلى عائد تحققه منطقة من مناطق المملكة حتى الآن.
ورصدت الدراسة حجم التدفق السياحي وخصائص المصطافين في تلك المنطقة خلال موسم الصيف الماضي حيث تبين أن عدد المصطافين بلغ 1,312,500 (مليونا وثلاثمائة واثني عشر ألفاً وخمسمائة مصطاف صرفوا أكثر من مليارين ومائتين وتسعة وستين مليون ريال، الأمر الذي يؤكد إسهام السياحة الداخلية بدرجة فاعلة ومتنامية في دعم الاقتصاد المحلي للمنطقة وتحقيق عائد مجز يشجع الراغبين في التوجه نحو الاستثمار في هذا المجال الحيوي، وأكدت مؤشرات الدراسة على نجاح منطقة عسير في إتاحة فرصة السياحة والاصطياف لكل شرائح المجتمع بالمملكة مما يعتبر انجازاً كبيراً بالمنظور الوطني لنجاح السياحة الداخلية ودور منطقة عسير الرائد في تحقيق ذلك بفضل الله ثم بالدعم السخي والمتواصل من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ثم باهتمام ومتابعة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير.
وأوردت الدراسة معدل الانفاق اليومي لمختلف فئات المصطافين بعسير حيث أشارت إلى أن 50,4 في المائة تقريباً يصرفون ما بين مائتن وخمسين إلى 500 ريال يومياً بينما 31,3 في المائة يصرفون أكثر من خمسمائة ريال و6,7 في المائة تجاوز متوسط انفاقهم اليومي ألفي ريال، كما بلغت نسبة من قل متوسط انفاقهم اليومي عن مائتين وخمسين ريالاً (15,6) في المائة.
ونوهت الدراسة إلى أن هذه الأرقام تؤيد ما سبق وأن أكده صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير بأن متوسط تكلفة الاقامة والاعاشة في منطقة عسير يقل كثيراً عن المتوسط الوطني وبالضرورة عن المتوسط اليومي لانفاق السعوديين على السياحة الخارجية.
كما تطرقت الدراسة إلى معدل تكرار الزيارة إلى المنطقة حيث بلغت نسبة المصطافين الذين زاروا عسير لأكثر من مرة 80 في المائة والذين زاروها أكثر من مرتين 64 في المائة وهناك 28 في المائة زاروها أكثر من خمس مرات و13,5 في المائة زاروها تسع مرات وأكثر، وهذا يؤكد أن المنطقة رغم المنافسة الشديدة بين مناطق الاصطياف في المملكة مثل جدة والطائف والباحة تتمتع بجاذبية أكثر وهو مؤشر هام إلى مستقبل واعد للسياحة والاستثمار السياحي في عسير.
ودللت الدراسة على أن السياحة في عسير حافظت على طابعها كسياحة أسرية عائلية تتناسب وطبيعة المجتمع السعودي المحافظ والمجتمع الخليجي بصفة عامة بما توفره من محافظة على خصوصية التقاليد العربية وتلبيتها لرغبة كل فئات وشرائح المجتمع.
وأوصت الدراسة بالعمل على اجتذاب المزيد من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي للسياحة في المنطقة من خلال توفير البرامج الثقافية والرياضية والترويحية المناسبة لهم.
وأوضح رئيس لجنة التنشيط السياحي المساعد بمنطقة عسير ونائب رئيس مجلس الغرف السعودية رئيس الغرفة التجارية الصناعية بأبها عبدالله بن سعيد أبو ملحة أن هذه الدراسة تأتي ضمن سلسلة الدراسات المسحية التي تعدها الغرفة بالتعاون مع الجهات المختصة في نهاية كل موسم لتقييم أداء كل الفعاليات المشاركة في النشاط السياحي والعمل على تفادي السلبيات وتكريس الايجابيات والتركيز عليها,وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء السعودية إبان صدور الدراسة : أن هذه الدراسة لها أهمية خاصة لما تضمنته من معلومات جيدة ومؤشرات ايجابية تجسد واقع السياحة بالمنطقة خاصة.
يذكر أن الدراسة أجريت بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بأبها وقسم الجغرافيا بكلية التربية بفرع جامعة الملك سعود بأبها، وقد اتبع الباحثان الدكتور محمد بن مفرح الشبلي الأستاذ المشارك ورئيس قسم الجغرافيا بكلية التربية بأبها والدكتور عبدالمنعم علي ابراهيم الأستاذ المشارك وعضو هيئة التدريس في القسم ، أسلوب العينة الاحصائية في هذه الدراسة وبذلا جهداً مقدراً للاستفادة من المعلومات الصحيحة من خلال الجهات ذات العلاقة المباشرة بنشاط السياحة مثل الغرفة التجارية الصناعية بأبها والخطوط السعودية وإدارة منتزه عسير الوطني ومؤسسات الايواء السياحي وإدارة المرور والشركة الوطنية للسياحة، وقبل ذلك توجيهات صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير وحرص سموه الدائم على المتابعة والرصد العملي والعلمي الدقيق لمستجدات التنمية السياحية في هذه المنطقة ذات المستقبل المشرق.
|