أول من أنتج مسلسلاً للصم ,,بشير الغنيم انتظروني في طاش 7 ووزارة الإعلام لم تبخل على الأعمال المميزة |
حوار : علي الزهراني
يعتبر الفنان بشير الغنيم واحدا من أولئك الممثلين الذين يحرصون على تقديم العمل الهادف والمميز بعيدا عن مطامع أخرى، مادية كانت او لأجل الظهور تحت الأضواء,
ويملك الفنان الغنيم الحس الكوميدي الذي جعله يصل الى درجة التساؤل عنه عند وجود عرض مسرحي او مسلسل تلفزيوني وهو خارج دائرته.
وفي لقائنا بالغنيم تعرفنا على ما يدور تجاه مسيرته الفنية ودار بيننا وبينه التالي:
* الفنان بشير الغنيم انطلق بقوة وبنى مسيرته الفنية من خلال المثابرة الجادة بالصبغة الكوميدية منذ أكثر من خمسة عشر عاما ثم تلاشى ببطء فما تعليقك على ذلك؟
أولا أحب ان اقول ان الأعمال الفنية الدرامية سابقا كانت تعتمد على حب الفنان لهوايته الأولى وكان معظم الزملاء يسعون لتقديم اعمال فنية ولكن في الفترة اللاحقة وعندما اصبح اغلب الزملاء منتجين ويهتمون بالنواحي المادية أكثر قلت هذه الأعمال واصبح المنتجون موسميين ويعتمدون فقط على شهر واحد في السنة وهو شهر رمضان مما جعل أغلب المنتجين يعملون في هذا الشهر ولعدم توفر الممثلين اصبح ظهور بعضهم قليلا جدا لضيق الوقت ولعدم تفرغه.
* المجال الكوميدي الذي تعايش معك وتعايشت معه هل هو كفيل بإيصال الدراما الحقيقية لما يمتلكه بشير الغنيم ام ان هناك تغيرات يمكن ان تحدث حسب اتجاه النص وتستطيع ان تتعايش معها؟
المجال الكوميدي هو أحد المجالات للتوصيل وليس كل المجالات واعتقد ان أغلب الممثلين وصلوا ووصلوا الدراما الحقيقية في مجال التراجيديا دون الكوميديا واعتقد ان مجال الكوميدي هو الأقرب رغم قيامي بادوار عددة غير كوميدية ولا ننسى ان النص هو الأساس في الدراما وان الدور المسند الى الممثل هو من يتحكم أحيانا في الشخصية ومن لا يستطيع ان يؤدي التراجيديا والكوميديا بنفس المستوى والأداء المتميز يعتبر نصف فنان او ممثل ولا يعتبر فنانا كاملا او ممثلا كاملا.
* ما هي العلاقة التي تربطك بالانتاج الدرامي خلاف التمثيل؟ وهل حقيقة ما يقال بانك انتجت وفشلت وما هي الأسباب ان حدث ذلك بالفعل؟
العلاقة وثيقة جدا منذ سنوات مضت حيث كان الباب مفتوحا للانتاج وكان هناك تعاون مع بعض المؤسسات والشركات المختصة بالانتاج وهي تجربة عشتها بحلاوتها ومرارتها ولا ننسى ما سببته أزمة الخليج من توقف لكثير من المنتجين العرب ولا ننسى الأزمات المالية التي تخلفت من جراء ذلك وكذلك خوف الممولين من الانتاج الإعلامي التلفزيوني.
* كنت في السابق أكثر التصاقا بعدد من الأسماء مثل السدحان، القصبي، الحمود، العلي، وفي الفترة الحالية نشعر بأن هناك نوعا من التباعد الفني بينك وبينهم فما هي الحقائق خلف ذلك؟
اجزم بأن العلاقة مازالت موجودة وترسخت أكثر لأن هناك علاقة قديمة منذ بداية اعمالنا مع بعضنا البعض وهناك تعاون أحب ان أذكر فيه, فالاستاذ عامر الحمود عملت معه في مسلسله الذي انتجه واخرجه الحاسة السادسة وهناك تعاون ان شاء الله مع الزميلين ناصر وعبدالله في الحلقات القادمة التي سوف تنتج بهذا العام والسنوات القادمة أو الأشهر سوف تثبت لكم صحة قولي لأن الممثلين يرتبطون بعلاقة قوية فيما بينهم وليس فقط من خلال الشاشة التلفزيونية أو الأعمال الدرامية,
وقد تم ترشيحي من قبل المخرج عامر الحمود عندما اخرج مسلسل مرزوق في رمضان ولا اعتقد بأن هناك رابطة أخوية أكثر من ذلك.
* عندما بدأ الفنان الغنيم التمثيل كان واحدا من العناصر التي اشعلت المسرح توهجا إلا انه خلال السنوات الأخيرة لم يشارك سوى بعدد لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة فما هو السبب؟
ياعزيزي لا تنس بأني من أكثر الممثلين الذين شاركوا في المسرح سواء على المستوى المحلي او الخليجي او العربي ولكن المسرح في السنوات الماضية اصبح في ركود غريب ليس فقط على مستوى الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بل حتى على مستوى المهتمين بالمسرح من مختلف القطاعات وإن بدأ الاهتمام في هذه السنة بالمسرح وتمت الوعود لتحسين صورته من خلال التركيز عليه من الجمعية والحرس الوطني من خلال مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة واهتمام بعض الأندية الرياضية مثل نادي الشباب ولا ننسى المسرح الجامعي بمختلف الجامعات فالمشاركة في الماضي كانت بسيطة في ظل الركود المسرحي على عموم الممثلين وليس مقتصرة على بشير الغنيم.
* ضمن المشاركات الخارجية كان لك نصيب الأسد في التواجد في عدد من المسلسلات خلال السنوات الماضية وتحديدا في الأعمال المنتجة في الشام,, إلا ان التحركات شبه متوقفة فما هو السبب في ابتعادك؟
ما زال التواجد موجوداً ولكن لا تنس ان الارتباطات الأسرية لها مفعول قوي جدا بالنسبة لي وكذلك المشاركة لا بد ان يكون لها دور ايجابي في العمل والممثل السعودي ليس امامه إلا ان يشارك في الأعمال البدوية او الأعمال التاريخية والبدوية اصبحت أعمالا كثيرة وتدور احداثها جميعا على نمط معين دون التفكير في جديد لتقديمها والأعمال التاريخية باللغة الفصحى تحتاج الى وقت أطول وفترة زمنية قد تمتد الى اشهر طويلة واعتقد ان الممثل السعودي يحتاج الى جهد مضاعف حينما يشارك في مسلسل ليس بلهجته المحلية او البدوية او اللغة الفصحى.
* يتهمك البعض من المنتجين بانك مبالغ في شروطك المادية عند طلبهم إياك للمشاركة في انتاجهم,, ومثال ذلك عندما رفضت المشاركة في مسلسل زمن المجد والعرفان فما تعليقك على ذلك؟
هذا الاتهام مردود على من يقول هذا بدليل انني شاركت في أعمال تلفزيونية منذ سنوات ولم استلم مستحقاتي بعد وشاركت في مسلسلات واستلمت مستحقاتي دون ان اوقع عقدا أو أتفاوض مع المنتج على القيمة المادية او الأجر الخاص بي واسألوا سامي العثمان أو عامر الحمود أو الفنان علي ابراهيم او ART وغيرها من المؤسسات والشركات وحتى في مسلسل زمن المجد وقعت العقد معهم على بياض وبعد التوقيع اخبروني بأجري على الحلقة.
وما حصل في العرفان انهم ارادوا ان اشارك في المسلسل بمبلغ أقل مما اتفقوا معي عليه في زمن المجد رغم ان الانتاج سعودي وفي السعودية تم الانتاج بالكامل إلا ان الشركة المنفذة غير سعودية, بالاضافة لعدم اشتراك أي ممثل معروف من الممثلين السعوديين إلا ما ندررغم غرابة عدم تدخل الشركة الأساسية في هذا الموضوع.
* مجال اعداد النصوص والكتابة الدرامية موهبة تقع ضمن دائرة اهتمامك الفني,, حدثنا عن هذا الجانب وما هي ابرز القضايا والمواضيع التي تطرقت إليها؟
اعداد النصوص وكتابة الدراما ليس بالشكل المعروف لدى الناس فأنا أكتب حلقات تلفزيونية توجيهية وارشادية لا تزيد مدتها عن الخمس دقائق ولا اعتقد بأن هذا يعتبر موهبة في مجال الكتابة الدرامية وقد كتبت في هذا المجال لوزارة الزراعة والمياه وتشغيل وصيانة مياه الرياض وقد وجدت الدعم منهم والمساندة على ذلك وكذلك وجدت الحماس والتشجيع من أمين مدينة الرياض الذي رحب بما قدمته في هذا المجال وقد كتبت حلقات خاصة بحماية البيئة والحدائق والتجميل والنظافة وهناك تفاهم مع ادارة التسمية والترقيم التابعة للأمانة بالتعاون مع مدير ادارتها وأيضا كتابة عدد من الحلقات التوجيهية إن شاء الله لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد وهناك تعاون قادم بإذن الله مع الحرس الوطني ممثلا في وكيل الحرس الوطني للشؤون التعليمية والثقافية.
* انخراطك ضمن قائمة الكوميديين السعوديين امر معترف به من قبل المنتجين والرواد والمشاهدين ولكن لم نلاحظ لك أي تواجد في سلسلة الأعمال الكوميدية الهادفة مثل مسلسل طاش ما طاش فأين أنت عنهم وأين هم عنك؟
الا يكفي وجود أبطال المسلسل ناصر القصبي وعبدالله السدحان وبقية الزملاء ولماذا نحن لا نستمتع بما يقدمونه ولكن في السنوات القادمة اذا استمر ويستمر إن شاء الله طاش ما طاش ستراني فيه وقد اتفقت معهم واتفقوا معي على المشاركة في هذا العمل ولكن ايضا هناك أعمال كوميدية محلية تمت مشاركتي فيها مثل مرزوق في رمضان بطولة الفنان القدير سعد خضر وعلي ابراهيم وكذلك مسلسل المشوار الأخير الذي يعج بالنجوم الكوميديين والأعمال القادمة في الطريق إن شاء الله.
* الانتاج المحلي هل ساهم حقا في ايصال ما بداخل الفنان تجاه وطنه,, وهل هناك مرئيات خاصة تتمنى ان يؤخد بها من قبل الفنان او المنتج؟
لا اعتقد ان هناك فنانا سعوديا اوصل ما بداخله تجاه وطنه ولن يستطيع لأنه مهما بذل هذا الفنان لن يصل الى عطاء هذا الوطن ويكفي الأمن والأمان الذي نعيشه, وهناك أماني كثيرة ان نقدم لوطننا عملا متكاملا يحكي قصته منذ ميلاده وحتى عصرنا الحاضر ولكن لم نشاهد حتى هذه اللحظة عملا متكاملا ومتميزا يحكي عن المملكة, قد تكون هناك أعمال لم تنفذ بعد او لم نشاهدها فهذا جائز ولكن للأسف ليس هناك عمل او كاتب سيناريو وحوار عمل عملا متلفزا عن تاريخ هذا الوطن وإن كان هناك عمل فأتمنى ان يكون سعوديا 100% لانه ليس أفضل من يقدم عملا عن السعودية غير ابنائها، لانهم منها وإليها ولأنهم الأجدر بتاريخها وتراثها وبلهجتها من غيرهم.
* وزارة الإعلام السعودي لعبت ادوارا بطولية جادة في سبيل خدمة الانتاج الدرامى وذلك من خلال منحها التعميدات السنوية للمنتجين مما نتج عن ذلك ان يصبح الفنان خاضعا بفنه الى تلك المؤسسات,, هل هذا الاتجاه سبب في تواجد ما يسمى (بالشللية) وهل لديك وجهة نظر بهذا الخصوص؟
انا من مؤيدي الشللية بشرط تقديم عمل مميز وجاد فكم من الفنانين الذين ارتبطوا مع بعضهم البعض وقدموا أعمالا جيدة ومميزة وهذا في صالح الدراما السعودية والشللية قد تنتج أعمالا ليست جيدة فهذه الشللية مرفوضة ومرفوض استمرارها فأحيانا قد يوضع ممثل في غير مكانه الصحيح وقد يعطى دورا أكبر او اصغر من امكاناته الفنية بسبب الزمالة والشللية.
ووزارة الإعلام لم تمنح التعميدات السنوية للمنتجين من أجل هذه التجمعات بل من أجل خلق عمل سعودي 100% ومن أجل انتاج عمل مميز يرقى الى الأعمال في دول لديها الامكانيات البشرية والفنية وهذا معروف لدينا بسبب الشروط العديدة التي تفرض على المنتج من ناحية التقييم للأعمال المنتجة.
* بشير الغنيم يعتبر أول من قدم عملا للأطفال الصم ثم تلاشت هذه التجربة ولم نعد نشاهدها ألا ترى ان اتجاه المنتجين في هذه السنوات قد اهمل هذا الجانب وهو الانتاج التلفزيوني للطفل؟
الانتاج التلفزيوني للطفل قبل ان اتحدث عنه يجب ان اتحدث عن الجهة المسؤولة عنه فقد بحثنا عن جهة ترعى أعمالا للطفولة وتساعد في انتاج اعمال تخص اطفالنا فلم نجد وقد مل الأطفال من الرسوم المتحركة وغيرها من الأعمال التي لا تمت لعاداتنا بصلة وهناك اطفال صم وغيرها من الاعاقات يحتاجون الى أعمال تلفزيونية تنمي مواهبهم وتهتم بما يطرحه المجتمع من سلبيات وإيجابيات لهم ولكن السؤال أين هذه الجهة او المؤسسة؟
وكنت اتمنى ان تقوم جهة حكومية او مؤسسة برعاية الأعمال التلفزيونية للطفل وان تأخذ الموافقة للأعمال الخاصة بالطفل الأولوية بانجازها وان يتم متابعتها من خلال التنفيذ ثم لا ننسى ندرة الكتاب المتخصصين في هذا الجانب.
ولكن نحن ندعو الله ان نرى من يهتم بهذا الجانب من كتابنا ومنتجينا وان نشاهد الامكانيات المتوفرة لهم.
|
|
|