* تحقيق : خالد الشمسان
اتمت قصور الافراح في الاحياء السكنية كافة استعداداتها لاستقبال حفلات الاعراس والعديد من هذه القصور لايوجد به يوم شاغر طوال فترة الاجازة الصيفية، ولم يعد الامر مقتصرا على قصور الافراح بل تعدى ذلك للاستراحات الترفيهية التي بدأت تستقبل مناسبات الفرح في السنوات الاخيرة ولسنا من خلال هذا التحقيق بصدد الحديث عن هذه القصور وحجوزاتها ولا عن تلك الاستراحات واستثمارها ولكن اردنا القاء الضوء على البذخ والاسراف وحب المظاهر التي ارهقت جيوب العديد من الازواج على حساب الديون التي تتراكم على كاهل العريس,, فماذا قال المتحدثون عن هذا الموضوع؟
قصة واقعية
في البداية تحدث فضيلة رئيس مجلس ادارة جمعية البدائع الخيرية الشيخ محمد بن ناصر العريني بقوله في الحقيقة انني ألوم الكثير من الناس الذين اعتادوا على اقامة حفلات اعراسهم في قصور الافراح مع ما يصاحب ذلك من اسراف ومخالفات شرعية ومن واقع التجربة فاذكر انني عرضت على احد المستفيدين من اعانة الجمعية للزواج، لمعرفتي باحواله المادية الضعيفة وعدم استطاعته للقيام بتكاليف الزواج, ان تتولى الجمعية اقامة الحفل الخاص بهذه المناسبة على ألا يزيد على خمس ذبائح فرفض العرض بحجة انه لابد من استئجار قصر للافراح ودعوة جميع المعارف من اقارب وجيران واصدقاء لكلا العروسين وذبح بعير واحضار مغنيات للحفل وغير ذلك من الامور التي ابتلي بها كثير من الناس الذين تنقصهم الارادة امام النساء.
وكان من الانسب وهذه حالة ان يقتصد في الوليمة بحسب استطاعته لقوله صلى الله عليه وسلم أولم ولو بشاة .
ويضيف الشيخ محمد العريني قوله ولا ارى وجهاً لتحميل النفس ما لا تطيق جريا وراء عادات الناس المذمومة، تلك العادات التي ما انزل الله بها من سلطان ولاسيما ان اوضاع الكثير من الناس لا تخفى على كل من سبر الامور من حاجتهم الماسة لتوفير الاشياء الضرورية للحياة.
واختتم حديثه قائلا لاشك ان تحميل النفس ما لا تطيق من الديون في سبيل المظاهر الخادعة البراقة ولهثا وراء الموضة لايتناسب بحال مع الاحوال مع من هذه حالته وشدة حاجته اسأل الله ان يرزقنا التفقه في الدين والسير على هدي محمد صلى الله عليه وسلم في امورنا كلها من شكر لله وتوقير لنعمه الظاهرة والباطنة وان يمن علينا بالاخلاص في القول والعمل انه سميع مجيب الدعاء.
مظاهر زائفة
ويتطرق المواطن سليمان بن محمد الطويرش الى اهمية تدريب النفس على الترشيد في الانفاق وان زمن الطفرة انتهى وبقي الاعتدال في الأمور كلها من مأكل ومشرب وعدم البذخ والاسراف, ويقول سليمان الطويرش للاسف الشديد ان هناك من لايزال يعيش احلام اليقظة مع شريكة حياته من سكن ارفه المنازل بكافة مكوناتها التكنولوجية وركوب افخم السيارات وكل ذلك بالتقسيط والديون والسفر لقضاء شهر العسل في ابعد الديار والسكنى في فنادقها ثم اذا صحا من احلامه بعد فوات الأوان وجد نفسه فريسة الديون التي لا اول ولا آخر لها وقد وقع في حبائلها وسقط في شراكها يتمنى الخلاص ولكن هيهات,, هيهات فقد اسرف في بداية الامر وعض اصابع الندم على تفريطه وجريه وراء المظاهر الزائفة.
الإسراف والترف
أما يوسف بن عبدالله بن محمد البريعصي فيقول لاشك ان للحفلات بصفة عامة وحفلات الزواج بصفة خاصة سلبيات عدة وعلى رأس ذلك الاسراف والترف, فاسراف في الاكل والشرب وترف في كثير من العادات غير الضرورية ومنكرات ظاهرة وباطنة في داخل وخارج دور الحفلات (القصور) قال تعالى كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وقال تعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا وقال والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا,, وقال تعالى ولا تبذر تبذيرا, ان المبذرين كانوا إخوان الشياطين, والآيات في هذا المجال كثيرة, هذا في الاكل والشرب.
واختتم البريعصي حديثه بقوله: لابد من وجود اهل الخير والصلاح والمشاركة بحفلات اهل الافراح لاظهار النصيحة وجلب الفائدة للحضور بتذكيرهم وتهنئتهم بالزفاف بالاضافة لتوعية وتوجيه الآباء والابناء من رجال ونساء حول هذه الظاهرة الهامة في حياة كل مسلم ومسلمة.
موجة التقليد
ويقول مدير مدرسة العمار الابتدائية جبر بن بجاد المطيري ان مما يندى له الجبين هي ظاهرة الاسراف في الولائم في حفلات الزواج تلك الظاهرة المتفشية في المجتمع من حيث ذبح اعداد كبيرة من الاغنام وزيادة في الكماليات من المأكولات تزيد عادة على حاجة المدعوين لحفل الزفاف وتظهر من خلالها التكلفة التي يتباهى بها الناس وتكلف الاموال الطائلة والتي غالبا ما تكون عائقا امام الشباب الذي يريد اعفاف نفسه وتحصين فرجه بالزواج, قال تعالى وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ويواصل جبر بن بجاد حديثه بقوله وهناك اسراف اكثر من قبل النساء حيث يقمن بالشراء من مطاعم خاصة وتكدس اطباق الطعام التي تحتوي في داخلها على مالذ وطاب من المأكولات الجديدة بأغلى الأثمان ويعرض امام النساء والمؤسف ان معظم هذه الاطعمة التي كلفت الكثير تلقى على الارض فتكون عرضة للامتهان من قبل الحاضرات واطفالهن وفي نظري ان هذا العمل اهدار للمال وامتهان للنعمة مع العلم ان الزوجين في أمس الحاجة الى ذلك المال من غيرهما ولكن مع الاسف الشديد هي موجة التقليد المرهقة كما أسلفت في بداية حديثي عن هذا الموضوع.
الحفاظ على النعمة
ويرى سلمان بن ابراهيم الحسياني المدرس بمدرسة العمار الابتدائية ان من نعم الله علينا نعمة الزواج التي يحصل بها من المصالح الدينية والدنيوية الفردية والاجتماعية ما جعلها من الامور المطلوبة شرعا ويضيف الحسياني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر واحصن للفرج ولكن نجد في وقتنا الحاضر بعض الشباب يعزف عن الزواج بسبب عدم قدرتهم على تكاليف الزواج لأن بعض أولياء الامور هداهم الله يبالغون في مقدار الصداق وهذا مخالف لنهج المصطفى عليه الصلاة والسلام حيث انه زوج رجلا بما معه من القرآن وقد قال عليه الصلاة والسلام ان اعظم النكاح بركة ايسره مؤونة .
مشكلة السهر
ويتطرق المواطن حمد بن محمد العقيلي الى قضية التأخر في الليل التي تصاحب ليلة العرس ويقول لا احد ينكر اهمية اظهار الانس والفرح والسرور بليلة (الدخلة) ليلة العرس وتبادل الاحاديث الودية التي تذكي روح المحبة والالفة والاخوة بين الاهل والاصدقاء والاقارب ولكن هذا كله لا يمنع ان تكون هناك نقطة سلبية، اتمنى اوفق بعرضها ومن ثم علاجها الا وهي المكوث الى ساعة متأخرة من الليل ولا سيما من جانب النساء والمشكل تجمهر الشباب عند بوابة النساء بحجة انتظار خروج الاهل من القصر, ولعلي اعود هنا الى اصل الموضوع وهي التأخر عن الرجوع للمنزل ليلة الزفاف مما يفوت مصالح وكان الاجدر هو الالتزام بوقت معين دون اللجوء للتأخر المخل بالبرنامج اليومي.
زيارة خاصة
واختتمنا هذا الاستطلاع بحديث عبدالعزيز بن محمد الرومي حيث يقول لست هنا بصدد الحديث عن الزواج فقد كثر الحديث عنه بغير موضع ومناسبة وانما حديثي عن مرحلة تعقب الزواج وهو ما يسمى عرفا بالزيارة والمقصود بها زيارة الزوجة الى اهلها بعد الزواج وعادة يتم ذلك خلال اسبوع يزيد او ينقص قليلا وكان في السابق يتم اعداد وليمة بهذه المناسبة يدعى اليها اقارب الزوجين من الرجال والنساء وبحضور الأطفال ويغلب عليها البساطة والتكريم, اما في وقتنا الحاضر فقد تغيرت الامور واختلت الموازين فاصبح لزاما ان تتم الزيارة بعد مدة قد تطول حتى يتم حجز المكان المطلوب وعادة يكون باحدى الصالات الفخمة او الفنادق الراقية والدعوة للنساء فقط ونوما هنيئا لاطفالنا فبئس الفرحة التي نحرم منها واطفالنا, وحذار ان تناصح او ترفض هذا المسلك فينعتك علية القوم بانك بخيل وجاهل ولا تعطي الامور نصابها وخوفا من ذلك يوافق المعنيون من الرجال على مضض ولكن (حياء الرجل في غير موضعه ضعف) وهذا من الضعف الذي يعشعش في نفوس بعض من تسموا رجالا تقودهم اهواء النساء الناقصة والعجيب انك لتواجه بالرفض حين تطلب من هؤلاء المشاركين عونا ومساعدة لمحتاج وعاقلهم يقول الجمعية الخيرية تتصرف معهم وهذا والله منتهى الخطأ الذي يجب ان يقف الجميع وقفة واحدة قبل ان يستفحل ويعم الجميع.
|