طباق وجناس إعاقة وفاقة,, بلا رعاية! محمد أحمد الحساني |
ذات يوم قريب اتصل بي أحد الأخوة، وكان صوته ضعيفاً ومتهدجاً وحكى لي مأساته مؤكداً انه لا يطلب شيئا لنفسه وانما يعرض حالة انسانية لها نظائر وأشباه في المجتمع وان هدفه هو لفت النظر الى اوضاع فئة من الناس تعيش بيننا وتحتاج الى عناية ورعاية خاصة.
لقد كان المتصل من المعاقين جسدياً بسبب حادث تعرض له أقعده عن الحركة تماماً وهو شاب في الثلاثين من عمره، وكان موظفاً فانتهت حياته الوظيفية وبقي حبيس الكرسي المتحرك، والاعاقة، وتفرق معظم من حوله وانشغلوا بشؤونهم حتى لم يعد احد يرعاه سوى والدة عجوز,, تحتاج هي نفسها الى رعاية,, حتى زوجه تبرمت بحاله وفقره وتركته الى بيت أهلها وأخذت معها طفليه اللذين رزقه الله منها، وقد اخذتهما بموافقته لأنه لا يستطيع رعايتهما بسبب الاعاقة!.
ويخلص الى أن الاهتمام المشكور بمأساة الأطفال المعاقين وبناء دور رعاية لهم وما تَنَادى به رجال المجتمع وأهل الخير في هذا المجال، لم يشمل المعاقين الكبار الذين تجاوزوا سن الطفولة، وظل هؤلاء يعتمدون على من حولهم من اهل وأقارب ان وجدوا من يرعاهم، او تزداد معاناتهم عندما يتفرق عنهم الجميع، مع عدم وجود جهات رسمية او شعبية تهتم بهم وبمأساتهم الدائمة، ولذلك فهو يقترح ان تتم دراسة حالات الاعاقة التي تعرض لها من تجاوزوا سن الطفولة الى الشباب والرجولة ومعرفة احوالهم وتبني مشروعا رسميا او شعبيا يشملهم برعايته كحق لهم على مجتمعهم الذين لم يزالوا جزءاً منه ولو انهم معاقون!.
وما قاله هذا المواطن يحتاج الى دراسة وتبن رسمي وشعبي خيري، وقد يكون لدى الجمعية السعودية لرعاية الاطفال المعاقين برامج لخدمة هذه الفئة او لدى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية او غيرها برامج تحت التنفيذ ولكن ما ذكره عن حالته والحالات المماثلة يحتاج فعلاً الى لفتة حانية تشعر هذه الفئة من أبناء المجتمع بأن هناك من يهتم بها ويعمل على حل مشاكلها الانسانية ولا سيما الذين لا يجدون من ذويهم من يرعاهم.
وقد حدثني احد الاخوة انه كان في دولة اوروبية زائراً فشاهد في مطارها امرأة تقود رجلاً مقعداً، ثم تبين ان الاثنين مسافران على الرحلة نفسها ضمن جولة في اوروبا للنزهة وقد دعاه حب الاستطلاع الى السؤال عن حالة الرجل المقعد ففهم منه انه كان يعمل معلماً في مدرسة ثانوية وانه سقط من الدور الرابع في سكنه واصيب في عموده الفقري اصابة شديدة اقعدته عن العمل والحركة، ولأن النظام هناك يهتم بهذه الحالات فقد اعطي معاش عجز عن العمل يعادل ثمانين في المائة من راتبه الذي كان يتقاضاه مع تخييره بين اعطائه مساعدة رعاية للصرف منها على من يرعاه او الاقامة في إحدى دور الرعاية المخصصة لامثاله او تفريغ احد من اسرته بسبعين في المائة من راتب القريب ضمن انظمة وحدود معينة، ليقوم برعايته فأختار زوجه التي ترافقه لتكون الراعية له وقد كانت تعمل في وظيفة سكرتيرة في احدى الشركات فأعطي لها تلك النسبة من راتبها بلا عمل إلا رعاية بعلها المقعد، وبذلك حققت الجهة المسؤولة عن رعاية المعاقين اكثر من هدف، منها ايجاد راع لصاحب الاعاقة من اسرته وتخفيف اعداد المعاقين في دور الرعاية، وضمان وجود رعاية دائمة لأحد ابناء وطنهم دون تكليف الدولة سوى النسبة المشار اليها من راتب الزوج الذي ترعاه وتفرغ تماماً لهذه المهمة، مع العلم ان مثل هذه الحالات تعتبر محدودة مهما بلغ عددها الاجمالي نسبة الى العدد العام للمواطنين الاصحاء ولذلك فانها لن تكلف خزينة الدولة التي تطبق هذا النظام شيئاً مذكوراً.
ان من المصلحة والحق ان تقوم جهات الاختصاص لدينا بالاطلاع على الأنظمة المطبقة في الدول الاخرى، في مجال رعاية المعاقين من الشبان والرجال والنساء الذين كانوا في سن العمل قبل اصابتهم بالاعاقة، والأخذ بأحسنها واكثرها خدمة وضماناً لتقديم رعاية مميزة للمعاق ذكراً او انثى وعدم الاقتصار على رعاية الاطفال المعاقين، مع العلم ان الوضع يتطلب التوسع في رعاية الاطفال المعاقين لأن الجهود المبذولة حتى الآن لم تشمل إلانسبة منهم فلم يزل في الدور والمنازل المئات منهم ينتظرون دورهم في الحصول على الرعاية، اما من تجاوزوا سن الطفولة فهم كما اسلفنا خارج الدائرة حتى الآن على الرغم من ان مأساتهم قد تكون اعظم من مأساة الاطفال لانهم يتحملون مسؤوليات اسر واطفال,, وقد اقعدتهم الاعاقة عن الحركة واصبحوا محاصرين بها وبالفاقة!!.
مع التحية لوزارة الشؤون الإسلامية
في المدينة المنورة بني قبل حوالي خمسة عشر عاماً اضخم واعظم مجمّع لطباعة القرآن الكريم بتكاليف قدرها الف مليون ريال، وقد استطاع هذا المجمّع ان يطبع حتى الآن عشرات الملايين من المصاحف الشريفة، ومثلها ترجمات لمعاني القرآن الكريم لما يزيد عن سبع عشرة لغة ومنها الانجليزية والفرنسية والأوردية والملاوية والالمانية والهوسا والساحلية اضافة الى عشرات الآلاف من الاشرطة القرآنية وكان مما يميز اصدارات هذا المجمّع الذي يحمل اسم الملك فهد بن عبد العزيز، دقة هذه الاصدارات ووجود لجان علمية من القرآن والمدققين الذين لا يجيزون طباعة اي نسخة للقرآن الكريم او لمعانيه المترجمة الا بعد ثبوت خلوها من اي خطأ ومهما دقَّ وصغر بما في ذلك حركات الاعراب وعلامات الوقوف ناهيك عن صحة الآيات والكلمات والحروف ولذلك سلم المصحف الصادر عن المجمّع من اي اخطاء واصبح مطلوباً وبالحاح شديد من المسلمين في كل دول العالم لثقتهم فيه واطمئنانهم الى دقته وصحته وكونه مطبوعاً فوق التراب الذي يحتضن الرسول الأعظم سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذي نزل الله القرآن عليه ليكون للعالمين نذيرا, ونظراً لهذه المكانة العالية الرفيعة التي احتلها مجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في قلوب المسلمين، وبناءً على ما يحدث بين حين وآخر من اخطاء في طباعة وترتيب بعض نسخ المصاحف في بعض دول العالم الاسلامي، وما يدور من جدل برلماني وعلمي حول تلك الاخطاء - كما حصل مؤخرا في دولة الكويت - وحتى تُحفظ مثل هذه الامور المتصلة بالمصدر الاول للتشريع الاسلامي وللحياة الاسلامية فان هناك من يقترح ان تُولي مهمة طباعة وتوزيع القرآن الكريم الى هذا المجمّع الشريف بحيث يصبح المرجع الوحيد للمسلمين في هذا الامر، او ان ترسل جميع المصاحف المراد طباعتها بعد جمعها وتوضيبها واكمال اجراءاتها الفنية حتى تصبح جاهزة للطبع، ترسل الى لجنة اسلامية في المجمع لقراءتها بدقة والتوصية بطبعها او اعادتها الى مصدرها بما عليها من ملاحظات ان وجدت، وفي حالة تولي المجمّع طباعة جميع النسخ فيمكن دراسة بيعها لمن يطلبها بسعر التكلفة واستخدام موارد البيع في توسعة وتحديث وصيانة مطابع المجمّع وشراء ما تحتاجه من اوراق واحبار وغيرها من لوازم الطباعة ودفع اجور العمالة الفنية المكلفة بطباعة المصاحف الخاصة بالجهات المرسلة,, والفكرة تحتاج الى مزيد من الدراسة والتطوير ان رأت فيها وزارة الشؤون الاسلامية ما يستحق!.
مطبوعات مهداة
مما وصلني مؤخراً على سبيل الاهداء مجموعة قيمة من المطبوعات، فقد أهداني الاستاذ الدكتور حسن محمد باجودة استاذ الدراسات القرآنية البيانية وعميد كلية اللغة العربية بجامعة ام القرى الجزء السادس عشر من سلسلة التفسير المبسط للقرآن الكريم وهو من منشورات وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الأمانة العامة لمسابقة القرآن الكريم الدولية، كما اهداني سعادته كتابين من تأليف زوجه الدكتورة فاطمة بنت عبد الرحمن رمضان بن حسين الاستاذ المساعد بكلية اللغة العربية بجامعة ام القرى ايضاً والكتابان في اللغة العربية الأول بعنوان قضايا عامل الجر في الاستعمال العربي والثاني بعنوان المسائل الخلافية: النحوية والصرفية في شرح بانت سعاد لابن هشام الانصاري .
ومن الأخ الشيخ محمد ابو البشر رفيع الدين الباحث برابطة العالم الاسلامي وصلني كتابه المعنون بالأدعية والاذكار الواردة في الصحيحين وقد قدم للكتاب وقرظه فضيلة الشيخ الداعية ابو بكر جابر الجزائري.
وأهداني فضيلة الدكتور عبد الله بصفر المشرف على لجنة برنامج تحفيظ القرآن الكريم بهيئة الاغاثة الاسلامية نسخة من الكتاب الوثائقي الذي اشرفت عليه اللجنة وهو بعنوان جهود المملكة العربية السعودية في الاعتناء بالقرآن الكريم وجاءني العددان 53، 54 من مجلة البحوث الاسلامية التي تصدر عن رئاسة ادارة البحوث العلمية والافتاء.
واخيراً فقد اهداني الزميل الاستاذ الطيب بخاري المسؤول بكلية الهندسة والعمارة الاسلامية نسخة من دليل الكلية مرفق بخطاب من سعادة عميد الكلية الدكتور علي بن احمد المصموم وفي الدليل معلومات شيقة عن الكلية ومسارها العلمي وتنظيماتها الادارية والفنية,, اشكر للجميع هداياهم الطيبة.
|
|
|