ايُّ ذكرى جميلة مثل ذكرى
قد أعادت كهولة الدهر بكرا
أيُّ ذكرى كمثل ذكرى أحالت
حالكات الظلام صبحاً أغرا
أيُّ ذكرى جديرة باحتفاء
غير ذكرى محت ضلالاً وفقرا
قبل قرن من الزمان أطلت
شمس خير تزفُّ للناس بُشرى
استضاءت بسيف عبد العزيز
واضاءت خير البريات طُرَّا
بعد ليل من الظلام طويل
سرمدته يد الجهالات دهرا
شعشع الفجر من رياض المعالي
ينشرُ النور في فجاج وصحرا
هُزم الظلم والغراب تولَّى
وسما الصقر بالجناحين فخرا
ايد الله بالامام هُداه
وافاض بسيفه الخير نهرا
كل يوم يفيض غيثٌ فيروي
مجدبات قد عانت الجدب عصرا
جمع الله شملنا من شتات
فأتلفنا وبُدِّل العسر يسرا
رحل الأمس بالأسى والمآسي
وأتى اليوم ينثر الخير نثرا
وسّع الله للبلاد ثراها
من ثراها تفجر الكنز درَّا
كل ذاك بفضل رب العباد
واهب النصر الامام الأبرَّا
لم يمت عبد العزيز ولكن
عاش فينا مُخلِّدا خير ذكرى
واقتفاه على خُطاه بنوه
واصلوا السير خطوة بعد اخرى
فسعود وفيصل اسعدانا
وسعدنا بخالد السعد عمرا
وأتى الفهد والنما من يديه
مثلُ غيث يُغيث بُرا وبحرا
حول البور والصحاري جناناً
وارفات تفيض برَّا وتمرا
رحَّل الداء والوبا من بلادي
لا وجود لعلة ليس تبرا
طوَّر الجيش عدة وعتاداً
ورجالاً تصدُّ بغيا وغدرا
وتسامى بمنبر الدين شرقاً
ثم غرباً يردد الذكر جهرا
عاش فهد نجل الملوك وعاشت
خير ارض تضمُّ بيتاً و قبرا
وحماها من حادثات الليالي
وحباها خيراً وفيراً ونصرا
وصلاة على النبي وسلام
من محبٍّ يترجم الحبَّ شعرا