كم كان نيلسون مانديلا رائعاً وهو يودع شعبه بعد خمسة أعوام قضاها في حكم بلاده، فحكيم افريقيا الذي آثر التقاعد عن الرئاسة ولم يبتعد عن السياسة، حرص على التذكير بأخطاء حكومته قبل ان يترك كرسي السلطة ،فباعتراف قلّ ان يصدر عن رؤساء الدول قال مانديلا لاشك اننا قد ارتكبنا اخطاء كثيرة وأظهرنا الكثير من مواطن الضعف,, ولكن إجمالاً فإننا كحكومة قد حققنا نجاحا .
والواقع ان مانديلا يكفيه ان يكون قد حافظ على وحدة بلاده وأشاع الاستقرار وخلّص البلاد من حكم العنصرية البغيضة، وأكثر من ذلك حقق المصالحة بين الوطنيين الأفارقة وبين من كانوا يحكمونهم وفق أساليب عنصرية لابد وان تترك احقاداً وثارات عنصرية، إلا ان مانديلا بحكمته واحترام الشعب الافريقي له أمكن له ان يجعل الوطنيين الافارقة يتجاوزون عن كل الآلام والاهانات والممارسات العنصرية، واعمال القمع التي ارتكبها العنصريون البيض ضد السود، ولأن مانديلا تلقى الجزء الاكبر من عذاب السجن والإيذاء فكان مقنعا لمواطنيه وهو يطلب منهم الصفح والمصالحة مع البيض الذين يشاركونهم في وطن واحد.
مثال رائع للاخوة الانسانية يفترض ان يحتذي به من يتشدقون بالدفاع عن حقوق الانسان والديمقراطية، فهذا الافريقي لم يملأ السجون بجلادي شعبه ولم يثأر لنفسه، بل تسامى فوق الجراح ومنح العفو ومد يده السوداء إلى اليد البيضاء الملطخة بدماء شعبه في موقف لم يسبقه إليه أحد.
ولذا فإن الجميع يحترم هذا الرجل الذي لا يكفي ان يسمى بحكيم افريقيا، فالعالم المليء بالمشاكل والأزمات والحروب يحتاج الى مثل هذا الحكيم ليسهم في حل ما يرتكبه الطغاة والجبابرة الذين يثيرون الحروب ويضطهدون الشعوب، عندها يستحق ان يمنح لقب حكيم العصر,, وهو ما يليق به وبأفعاله.
* حوار الأحبة عبر الانترنت:
- الأخ عبدالله محمد التويجري:
أهلا بك، وأشكرك على ثنائك، وخدمة القضايا الإسلامية واجب لا يستحق الشكر.
- الأخ الشهري:
مقال تجذير الانتماء صحفيا يعبر عنا معشر الصحفيين جميعا، والحمد لله وجد استجابة طيبة سنراها تتحقق قريبا.
- الأخ خالد الحصيني:
الأشياء التي سيستفيد منها الفلسطينيون عند اعلان الدولة الفلسطينية عديدة، واذا عدت الى الموضوعات التي نشرت في زاوية أضواء عن هذا الموضوع ستجد الاجابة.
والى اللقاء في كل يوم خميس للرد على الأصدقاء والمحاورين.