بان المعلم في الجموع مهمشاً
فله التنكر والجحود جزيلا
قد كان يمشي في الأزقة خيلة
للنشء رمزاً حازماً وجليلا
فهو المهذب والمعلم بكرة
هو اللبيب والعزيز اصيلا
واليوم يعدو في المحافل خلسة
فبه التندر والتفكه قيلا
قالوا رويدك يامعلم إنك
تبقي وتفنى للصغار خليلا
ونسوا جميل صنعك اذهمُ
كانوا صغارا في العيون قليلا
وعانيت منهم المرارة والشقى
ونهجت نهج الصابرين سبيلا
وأدميت قلبا كم يئن لجهلهم
وكسوتهم ثوب العلوم طويلا
وجنوا ثمار غرسك مجدهم
وسقوك كأس العقوق جميلا
فامض لعمري إنك خيرهم
فالنجم يبقى عاليا ودليلا
ها انت تتلو في الغداة كتابهم
قبل الشروق ترتل التنزيلا
وهم رقود في المضاجع خلتهم
باتوا وفاقوا للقعود قبيلا
واصبر على سفه الرعاع وكيدهم
بالحلم تمكث سيداً وسليلا
ودع التهكم في المعلم حلمهم
تباً لقوم للتهكم جيلا