جدة -احمد سعيد العمري
رعى معالي الدكتور عبدالله بن عمر نصيف نائب رئيس مجلس الشورى مساء امس الاول الحفل التكريمي الذي اقامته مدارس الاقصى المبارك الاهلية تحت اشراف وزارة المعارف بجدة لابنائها الطلاب خريجي المرحلة المتوسطة كأول دفعة تتخرج من مدارس الاقصى المبارك وقد بدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم ثم نشيد ترحيبي ثم تخلل الحفل عدد من الكلمات كلمة لملاك المدارس فكلمة الطلاب وكلمة لاولياء الامور وكلمة المشرف العام على مدارس الاقصى فحوار بعنوان (منكم واليكم) فكلمة مدير المدرسة الاستاذ معلا بن علي الذبياني بعد ذلك ارتجل معالي الدكتور عبدالله نصيف كلمة قال فيها:
يحس الانسان بسعادة بالغة في مثل هذه المناسبة التي يحتفى فيها بالعلم وطلابه ومعلميه وتعلمون جميعا ان هذه الرسالة السامية رسالة التعليم والتعلم كانت ولازالت رسالة الرسل والانبياء والمصلحين وقام المعلمون بدورهم بابلاغ العلم والمعرفة وتربية الابناء ثم تعرضت هذه الامة لهبوط في المستوى واصيبت بمصائب كثيرة منها الاستعمار العسكري ثم الاستعمار الفكري ثم الاستعمار الاقتصادي ومنها بُعدُ الناس عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسلوكهم سلوك غير الطريق المستقيم الذي رسمه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال الله تعالى: (وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) وقيض الله لنا ان نشهد هذه التغيرات في خلال الخمسين سنة الماضية كيف تحول هذا العالم وكيف دخلت فيه اوجه التغيير والتأثير واقول ايضا ان التعليم اصبح الآن اكثر الحاحا بأن نبذل فيه ما نستطيع وان نساهم على تطوير مستوياتنا في التعليم وفي التعلم وفي التربية وفي التوجيه وألّا يكون تعلمينا ومدارسنا تقليدية فقط تقليدا للاخرين فيجب ان نكون متميزين فهذه البلاد التي اختصها الله سبحانه وتعالى بنزول الاسلام فيها ورسول الله صلى الله عليه وسلم ونزول القرآن كذلك وكانت هذه الرسالة السامية آخر الرسالات وكان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم اخر الرسل وتمامهم.
واضاف قائلا وحتى نُخلي مسئوليتنا امام الله سبحانه وتعالى ان نجعل طلبة العلم والتربية من ابنائنا متميزين وان نسعى الى تكوين اجيال من الذين يدركون اهمية هذا التعلم فلماذا نتعلم ربما سؤال قد يبدو بسيطا لكن اذا سألنا المعلمين والطلاب في عالمنا الاسلامي لماذا نتعلم؟ سنجد ان الكثير يريدون التعلم من اجل الشهادات والحصول على الوظائف والاعمال ولكن الهدف الاساسي من هذا التعلم ومن هذه التربية هو تكوين اجيال تدرك انها لم تخلق عبثا وان هذه الحياة الدنيا هي للاعداد والعبور للاخرة وان هناك دارا اخرى ينقسم فيها الناس الى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير فيجب علينا ان ندرك اهمية التعلم والتعليم وان نربي ونغرس في ابنائنا كل المفاهيم والمثل التي كانت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة اسلافنا وصحابته وخلفائه الراشدين.
ومضى الدكتور نصيف يقول في كل عصر كان الاسلام فيه رائدا ومتقدما وكان المسلمون يمثلون الاسلام والشريعة والقرآن في سلوكهم ومعاملاتهم وحساباتهم فنحن احوج بنا اليوم ان نعود وقد هيأ الله لنا ان نتولى قيادة العالم مرة اخرى اذا استعدينا استعدادا يليق بديننا وبرسالتنا وباخلاق المسلمين فأشكر جميع الاخوة الحضور وكذلك الذين طلبوا منا المشاركة في هذا الحفل البسيط والذي يمثل الشيء الكثير بالنسبة لابنائنا الذين سوف يتخرجون من المرحلة المتوسطة بمدارس الاقصى ونتمنى من هذه المدرسة والمدارس الاخرى ان تبذل من الجهد اكثر واكثر وان تتميز بما هو افضل وارجو لهؤلاء الطلاب والابناء الاعزاء مستقبلا زاهرا وان يدركوا ان العلم هو رسالة وامانة ومسئولية وهي ليست فقط للشهادات ولا لتبوُّؤ المناصب في هذه الحياة الدنيا وانما هي لتلقي العلم واستيعابه والتميز والبروز والبحث عن اعلى مراتب الاحسان فالمسلمون الاوائل كانوا دائما في كل اعمالهم وتصرفاتهم وجهودهم وجهادهم يبحثون عن مرتبة الاحسان (ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون).