البارقة تمطر قصصا
* البارقة (قصص)
* فالح العنزي
* دار الانتشار العربي- بيروت - 1999م
صدرت للقاص والصحفي فالح العنزي مجموعة قصصية جديدة وسمها بعنوان (البارقة) تناول فيها احداثا عديدة تناولت حياة الانسان الذي تضطرم بداخله اللواعج والافكار ليصبح العالم لوحة معقدة التكوين تحتاج منه الى تأمل طويل.
فالابطال في قصص (البارقة) للعنزي لا يخرجون عن هذا الاطار التأملي الذي يولد مزيدا من القلق والحيرة في الذات لحظة ان تنتصر احيانا لغة الواقع الفجة على كل ما هو حلم ينتظر منه الفائدة واللذة.
(البارقة) مع قصص اخرى في المجموعة كتبت بأسلوب سهل ومباشر تجلت به عفوية الكاتب العنزي معتمدا بذلك على المخزون التجريبي من المشاهدات القصصية التي تعتمد على التكثيف الزمني واختزال اللغة الى حدود المعنى المطلوب كما في قصة (دموع ايوب ص 71) فيما حافظت القصص الاخرى على هذا الاتساق التأملي للواقع الذي تعيشه الشخصيات,تقع مجموعة (البارقة) في نحو 82 صفحة من القطع المتوسط الصغير وجاءت لوحة الغلاف والرسوم الداخلية للفنان التشكيلي والرسام راضي جودة فيما اهدى القاص العنزي المجموعة لشخصيات القصص لتظل تمطر الامل بأن ينتصر الحلم الجميل على بعض الاوهام.
***
تقنيات السرد في روايات المنيف
* التقنيات السردية في روايات المنيف (دراسة)
* عبدالحميد المحادين
* المؤسسة العربية - بيروت 1999م.
رغبة في اقتفاء حساسية الخطاب السردي في روايات الدكتور عبدالرحمن المنيف يقدم الناقد عبدالحميد سالم المحادين للقارىء العربي دراسة احتمالية تضيء النص السردي بشعلة من الاسئلة حول (الروائي والراوي) او (الكاتب والشخوص) ليستطلع في هذا السياق الاستشرافي حالة الراوي في روايتي المنيف (شرق المتوسط) و(النهايات) ليفرد الفصل الاول بأكمله لالتقاط صورة الحاكي (رجب اسماعيل) في (شرق المتوسط) والذي يغرق في وصفيات الأنا.
ويوضح المؤلف في الفصل الثاني من كتابه صورة الزمن والايقاع في روايتي (شرق المتوسط) و(الاشجار واغتيال مرزوق) ليصف الزمن بأنه نسيج متوال يختلف عن اي صورة اخرى من صور السرد الادبي والذي يعتمد على التوازي وتكثف الاحداث,, فيما يفرد (المحادين) الفصل الثالث من الكتاب للفضاء الروائي الذي يتشكل في روايتي المنيف (شرق المتوسط) و(سباق المسافات) على نحو يتعالق فيه الحدث بالزمن حتى لا يمكن للقارىء ان يميز واحدا عن الآخر لشدة هذا الارتباط وخصوصيته بين هاتين الخاصيتين في رواية المنيف.
ويأتي الفصل الرابع من الكتاب مفردا للدراسة الاسلوبية والتي قدمها الدارس على روايتي (شرق المتوسط) و(مدن الملح) في محاولة لالتقاط الفروق المنهجية من راو الى آخر ومن رواية الى اخرى لتكتمل للقارىء وفق هذه المعطيات (الاسلوبية) التي ارادها ا(المحادين) مؤكدا في هذا السياق على ان وصف الراوي للاحداث هو مظهر اسلوبي يختلف من سرد الى آخر دون ان يكون للكاتب دور مباشر في توجيه هذه العناصر التي تقيم النص في مواجهة القارىء.
ويخلص المؤلف الى القول في نهاية الدراسة بأن معظم روايات المنيف يسيطر عليها هاجس القمع والاضطهاد الذي يولد هؤلاء الشخوص الحكائين على الارصفة وفي الطرقات وفي المنافي البعيدة ليتعاظم حزن الراوي ويصبح اليأس والموت هو العامل المنتصر في لحظات التنوير الاخيرة في جميع روايات المنيف ولا سيما النماذج التي خضعت لهذه الدراسة.
يقع الكتاب في 160 صفحة من القطع العادي صمم الغلاف زهير الشايب وذيل الكتاب بثبتيات البحث من مراجع ومصادر اضافة الى سيرة الناقد المحادين.
***
نماذج من السرد العراقي
* مختارات من القصة العراقية (قصص)
* جملة من الكتاب العراقيين
* الهيئة العامة لقصور الثقافة - 1998م.
مناخ القصة عريض ومترام تدور في عالمه العديد من التجارب الابداعية والسردية ليشكل هذا الاطار بعدا تاريخيا يمكن ان يعول عليه القارىء للعمل القصصي,فالقصة في العراق تنفتح كثيرا على بعض النماذج الفنية في الوطن العربي لتسجل حضورها الواقعي في هذا السياق الذي نلمسه في جملة من القصص المنتقاة لعدد من الكتاب العراقيين الذين يسجلون الواقع وفي ذواتهم رغبة التجديد في العمل الفني.
المجموعة تشتمل على اربع وعشرين قصة قصيرة لثلاث فئات من الكتاب فالفئة الاولى والتي تنتمي الى الواقعية الاجتماعية يمثلها كل من مهدي عيسى وموسى كريدي وعائد خصباك,اما الفئة الثانية من الكتاب فانها تنتمي الى الرؤية الذاتية في طرح الاحداث ويمثلها كل من محمد خضير وفهد الاسدي وابراهيم احمد وآخرين ومجمل طروحاتهم تسجل تزاوجا اسلوبيا بين رؤى المؤلف والاحداث,, فيما جاءت الفئة الثالثة ملامسة للواقع الجديد الذي يلتقط تفاصيل الاحداث الدقيقة ليبرزها دون انفعال ويمثل هذا التوجه كل من كريم عبد وعبدالله طاهر واحمد خلف وعبدالاله عبدالرزاق.
تقع هذه المجموعة القصصية المختارة في نحو 400 صفحة من القطع المتوسط وسبقت قصص المجموعة بتقديم وصفي لياسين النصير وزين غلاف الكتاب بلوحة للفنانة والشاعرة ميسون صقر فيما اللوحة الاخرى للفنان فرحان.
***
شغف باحتمالات المعاني
* عليك تتكىء الحياة (شعر)
* ممدوح عدوان
* الهيئة العامة لقصور الثقافة القاهرة 1999م.
للشاعر ممدوح عدوان تجربة شعرية طويلة توجها باصدار جديد وسمه بعنوان (عليك تتكىء الحياة) هيأ من خلاله القارىء لان يكون طرفا في معادلة البحث عن جمالية المفردة واحتمالات المعاني ولتصبح القصائد شرفة يطل منها القارىء والمتذوق على غابة الشعر المكتظة بشجر الاسى ولواعج التعب.
يقع ديوان الشاعر عدوان في نحو 166 صفحة من القطع المتوسط ويحوي العديد من القصائد استهلها بقصيدة (في حضرة من اخشى) وختمها بقصيدة حملت اسم الديوان (عليك تتكىء الحياة) ليأتي الخطاب الانساني في هذا النص مدويا، وصارخا يلامس واقع الالم الذي يعيشه بطل القصيدة والمتمثل في (الاب) الذي تحولت به الحياة الى ما يشبه الصورة المفرغة من مضامينها السائدة ليصبح الصوت هو الحالة التي لم تختل بعد.
الديوان نسيج انساني موحد يشرح الواقع ويفصل المعاناة في صوت يتوجه العناء والبحث عن مخرج مناسب يضفي على التجربة بعدا فنيا يحمل السياق الى مساره الحقيقي ويزاوج بين خيارات كثيرة اولها رثاء الانسان لعالمه وآخرها رثاؤه لذاته.
إعداد: عبدالحفيظ الشمري