*الكتاب: شاعرنا
*تاليف: صالح بن ناصر الخريجي
(شاعرنا) كتاب للاستاذ صالح بن ناصر الخريجي وهو كتاب تناول مناحي عديدة وثرية من حياة الشاعر الكبير والمتميز صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل.
قدم الكتاب الدكتور زيد الحسين اذ ذكر عن الامير الشاعر: وهو شاعر مطبوع مفطور على قول الشعر والشعر عنده وسيلة للتعبير عن العواطف والاحاسيس والمشاعر الصادقة انه خلاصة الم واحاسيس عميقة وانه ذو فلسفة خاصة، ومعان بارزة ومكانة سامية تتجلى في امور اولها:
ان الشعر مرآة صادقة تعكس صورة الامير وتعبر عن نفسه وشخصيته الفكرية ويستطرد الدكتور الحسين متأملا تجربة الامير خالد الفيصل بشكل لا يخلو من حس نقدي عال: والشعر عنده سجل وثائقي للوقائع والحوادث اليومية يجيد معها التعامل مع البعد الزماني في جوانبه الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل في لوحة متناغمة الالوان وعن المؤلف واحاطته بموضوعه قال:
وقد وفق المؤلف الاخ صالح الخريجي في ابراز جوانب كثيرة من شخصية الامير الشاعر مع ما فيها من تعدد المواهب وتنوع الاهتمامات وعمق الفكر ودلف الكاتب الى مناح كثيرة من حياة الشاعر والمؤثرات التي شكلت اسلوبه الشعري,, ولا عجب في ذلك فالكاتب صالح بن ناصر الخريجي ممن يتذوق الشعر بل وممن ينظمه ايضا وله في ذلك اسهامات شعرية نشر بعضها في ديوان وبعضها الآخر منشور في المجلات والصحف اليومية.
في واحدة من الدراسات تساءل المؤلف الخريجي: رجل يثير التساؤل فكيف تجتمع في شخص واحد السلطة والفن؟ وكيف له ان يدير شؤون الامارة صباحا ثم يحرك الريشة ظهرا ثم ينظم الشعر مساء؟ كيف لسماته ان تجتمع بين اللين والحزم؟ فتكون صارمة في اول النهار ومتعشقة في ثنايا الليل,, انه انسان قلبه ارخى محبة، وشعره انغام ناي ولوحاته بيادر خضر,, وكأنما عناه الشاعر عندما قال:

تكلم فقد أضغى الى قولك الدهر فما لسواك اليوم قول ولا شعر

ويأخذ الخريجي في توصيف الشاعر وشعره ليقول:
يكتب,, فيأخذك الى شرفات القمر,.
تحتضن الغيمة وتعانق امجاد الوطن السرمدية,, ويورد المؤلف ما قاله الاستاذ عبدالرحمن بن محمد الانصاري عن سموه اذ قال: (اذا كان الحمدانيون يفخرون بأن لهم (كشاجمهم) فان لنا - نحن السعوديين - ان نفخر بان لنا ايضا (كشاجمنا) خالد الفيصل والشاعر كشاجم اشتق اسمه من تنوع ملكاته وعلومه التي كان يتقنها في العصر العباسي فكانت (الكاف) رمزا للكتابة و(الشين) رمزا للشعر والالف رمزا للانشاء و(الجيم) رمزا للجدال او الجمال، و(الميم) للمنطق ولانه تعلم الطب زيد في لقبه (طاء) فقيل (طكشاجم),.
وعن مميزات شعر سمو الامير خالد الفيصل يقول المؤلف: ان اهم ما يميز قصائد شاعرنا احتواؤها على دلالات ومفردات من جميع لهجات المملكة تقريبا وهو يعزو ذلك الى معايشته لهذه اللهجات من قرب.
الكتاب شمل مواضيع ومقالات كثيرة وعميقة حاولت الحفر بعيدا وحثيثا في شخصية الشاعر الكبير علاقته بالشعر، بالرسم، بالرياضة، بالشخصيات التي في حياته، كما تطرق الكتاب الى كتاب ومثقفين تناولوا شعر الامير الشاعر في كتابات ومقالات هامة, هذه الاستفادات من قبل المؤلف واستخدامها أثرت الكتاب وجعلته مرجعا لاغنى عنه اذا ما اردنا ان نتعامل مع صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل والكتاب من جهة اخرى يكشف مدى العمق والتعدد والتنوع الذي عليه شخصية الامير خالد الفيصل, فكأنهما اناس كثيرون في شخص واحد.
استاذ الادب والنقد في جامعة الملك سعود الدكتور محمود الربداوي قال في كلمة الغلاف: شاعرنا هذه اللفظة التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز على الامير خالد الفيصل، وهذه اللفظة من المليك المفدى تلخص موقفه من شعر الامير من غير مجاملة.
وقد اعجبني صنيع الاخ الاستاذ صالح الخريجي في هذا الكتاب لانه جمع فأوعى فجاء كتابه هذا صورة صادقة لحقبة من التاريخ الفني للأمير خالد، وكأني بالمؤلف احتذى حذو ابي بكر الصولي في العصر العباسي الذي الف كتابا سماه (اشعار اولاد الملوك) وكان قد سبقه بالاتجاه نفسه الخليفة العباسي الشاعر ابن المعتز في تأليف كتابه (اشعار الملوك),, فكتاب شاعرنا يظل نقطة مضيئة في تاريخ الفن العربي المعاصر في أخريات القرن العشرين ، لواحد من كوكبة عشاق الكلمة الجميلة والصورة الرشيقة.