وحدي هنا وعيون الليل ترتقب
كأنني هارب أودى به الطلب
وحدي أغالب أشواقي فتغلبني
وحدي أواجه أحزاني فتنتصب
أين الأحبة؟ لا همس ولا صخب
أين الأحبة؟ لا حزن ولا طرب
أين الأحبة من عزوا,, ومن لهم
في القلب متسع يحنو,, وينقلب
اين الأحبة,, حالت بيننا - بهم -
رغيبة كم اهانوها,, وكم شجبوا
حتى اذا ما استحالت واقعاً مزجاً
اذا بها تتمادى غصة تصب
ودعتهم ودموع القلب نازفة
قلباً,, وفي العين من آثارها سلب
هبني سلوتهم - كرهاً - الى أجل
فكيف أسلو التي سلوانها العطب
تلك التي نسجت قلبي لصورتها
فما تزال به خفاقة تجب
دار الهوى,, سحره,, عيناه,, سطوته
اقباله,, صدقه,, فيحاؤه,, الأرب
عنيزة الحب لا ارض تعادلها
حباً,, أأشرق أم في الكون أغترب
عنيزة الام والاحلام والنشب
عنيزة النخل والتاريخ والحسب
قد كنت فوق ثراها نخلة شهقت
لها النجوم,, وكانت في تختصب
حتى نزعت فما ادري أفي جسدي
روحي,, أم الروح في حاراتها تثب
اذا ذكرت بها عزاً نعمت به
صفقت كفاي وجداً ثم انتحب
وان سمعت لها ذكراً تملكني
من نشوة الشكر,, ما يمحى به التعب
ولو بصرت لها رسماً تزينه
على الخرائط تجثو عنده الركب
احدث القوم عنها كل امسية
مفاخراً,, ودموع الروع تنسكب
ولا يلام محب في تحنبه
يكفيه من لهب الأشواق,, ملتهب
فأين ايامها اللائي سعدت بها
طفلاً,, فوقدة عمر في تحتجب
وأين مني ليالي الأنس راقصة
جنب المصفر,, سيقت نحوه السحب
حيث الغضا,, توقد الأحشاء جمرته
كأنها عين من اهوى وارتهب
ام اين مجلس علم كنت انشده
في موئل العلم حيث الذوق والأدب
ام اين,, ام اين,, ضاعت كل امتعتي
وغاب بدري,, فليلي واجم كئب
بدلت فيها بلاداً لا مقيل بها
من البلاد التي يرمى بها السبب
عند الخليج أناجي موجه ضجراً
فلا يحير جواباً وهو يضطرب
فيا نسيم الهوى الغربي هل خطرت
أنسام بشرك في نجد لها خبب
فجزت فيحائي الخضراء فانبعثت
روائح الشوق في برديك تنسحب
حتى اذا جئتنا نحو الخليج بها
تصارع الموج,, فاح الحب والوصب
فإن تؤب ذات يوم مشرقاً عجلاً
فدونك الوجد والأشواق والنصب