تتعمد المرأة (ممن حالفهن الحظ وأصبحن زوجات لأصحاب الفلل) الإطالة والمماطلة وزيارة كافة المتاجر المختصه ببيع السيراميك لانتقاء مايغيظ نويّر ويقهر جهير على حساب الزوج المسكين، دون الالتفات الى كون أحد أهم عناصر البنية التحتية (وأقصد بذلك خدمة الصرف الصحي) غير متوفرة في أغلب أحياء مدننا الغالية,, بل يعتمد الغالبية العظمى من السكان على خزان التصريف الترابي الذي لايلبث ان يمتلىء في خلال سنة أو سنتين كحدٍ اقصى ليتحول السيراميك النفيس إلى قوارب تسبح في طوفان من المياه الملوثة.
والمشكلة لاتقف عند هذا الحد,,, بل تتعدى إلى الجار، وجار الجار,, إلخ، تاركة الشارع ملهى للبعوض ومرتعاً للروائح الكريهة وميدانا للتخطّي على طريقة لاعبي السيرك وصولاً الى البيوت!!
وأنا هنا أؤكد أن الخدمة التي كانت متوفرة في الرياض القديمة، وعدم توسعتها ، يقف وراءه انعدام التوقع لهذا التوسع المذهل للعاصمة في الاتجاهات الثلاثة وبشكل يومي!! هكذا نحن ,, ما ان نجد الفرصة مواتية لإقامة فناء وبداخله اربعة جدران إلا وانجزنا المهمة في زمن قياسي دون الاخذ بالاعتبار كفاءة البنية التحتية في المنطقة السكنية التي ازدانت بانتمائنا لها!!
وهنا دعونا نتساءل ,, لماذا كل هذا الجدل الدائر حول خدمات الهاتف والماء والكهرباء والتي يحدوها الامل في الوصول لبعض الاحياء السكنية ان آجلاً او عاجلاً؟!,, ولكن ماذا عن الصرف الصحي ؟ ماذا عن سلامة بيئتنا السكنية؟ ماذا عن الرئتين اللتين اصبحتا تغلقان حويصلاتهما تلقائياً إذا ما اتجهنا غرباً او شرقاً او جنوباً في العاصمة الرياض؟!
تتردد الشائعات بين الحين والآخر عن إقامة شبكة متكاملة لهذا الغرض، ولكن اخشى ان تكون التربة الهشة هي العائق امام الحفّارات العملاقة !! عموماً جارنا ابو علي يؤكد ان الخدمة قادمة لا محالة وإلى ذلك الحين آمل من الجميع ارتداء اقنعتهم الواقية والتدرب على القفز برشاقة.
خشية من انغماس ارجلهم في المياه التي لفظتها التربة مكونة شوربة كوارع بالمجان ودمتم.
عبدالله صايل