الاسبوع الماضي اخجلني الزميل الرائع الفنان والناقد عبدالرحمن السليمان في زاويته بالصفحة التشكيلية بجريدة اليوم وقال أكثر مما استحق وطالب بتكريمي وطباعة كتاباتي التحليلية والنقدية في مجال الفنون التشكيلية وغيره كثير من كلمات الاشادة والحقيقة ان زميلنا عبدالرحمن رفيق درب وما قاله عني اقل مما يقوم به هو,, وهنا تبرز قمة المثالية وقمة الاخلاق ورقيها,, ففضل ان يشيد بزملائه ويخدمهم متناسيا ذاته, ولن اتوسع في الحديث عن هذا الزميل الرائع حتى لا يتوقع البعض من ضعاف النفوس اننا طبخنا الامر واصبح كل منا يمتدح الاخر عبر زوايا ليست ملكا لنا بقدر ما هي ملك للقارئ وللمواضيع الاهم,, ولكن من حق اي انسان ان يرد الجميل وإذا كان الزميل السليمان قد اشاد بدوري الصحفي التشكيلي فذلك يعني انه يقدر ويجل ويكرم الجريدة التي فتحت المجال لخدمة هذا الفن ممثلة في شخصي المتواضع.
وأعود لحقيقة امر لم يعره الاحبة المعنيون بترشيح المكرمين الاهمية فكانت تلك الكلمة او تلك الاشادة مفتاحا للحديث عن هذا الجانب فالتكريم لمسة انسانية تأتي من افراد يعون دور الآخرين ويثمنون جهودهم - وإذا لم يأت هذا التكريم في وقته ولمن يستحقه فلن يكون له اي اثر على المكرم - اضافة إلى ان ثقتنا في اولئك المعنيين باختيار من يستحق التكريم تجعلنا محرري الصفحات التشكيلية نجزم بأن ما قدمناه عبر تلك السنين مازال اقل من ان نكرم من اجله وانني إذ اعود لزميلي ورفيق دربي لا يعلم ما نعانيه فيه إلا الخالق عز وجل - لأقول له - لا خير في تكريم يأتي استجداء.
وأهم من هذا وذاك انني وانت معي كما اعرفك لم نكن نبحث يوما عن اي ثمن سوى ان نخدم الوطن, ويكفينا تكريما ما وجدناه من رؤساء التحرير ومن الجريدة التي اقتطعت جزءا منها لهذا الفن اعترافا به وبالدعم الذي يجده من اعلى مستويات المسؤولية.
وماذا بعد؟ افتتاح مرسم الموهوبين في جمعية الثقافة والفنون - المركز الرئيسي - نعم كنا نطالب ان يعود هذا المرسم نتيجة للكثير من الاستفسارات التي نتلقاها من عدد ليس قليلا من محبي التعلم ومعرفة أسس العمل التشكيلي على ايد لها خبرتها واليوم تحققت أولى خطوات الامنية.
***
وماذا بعد؟ ان هيئ الموقع هل ينتظر الزملاء وفي مقدمتهم الفنان فهد الربيق رئيس لجنة الفنون التشكيلية بالجمعية ان يأتي اولئك الموهوبون فقط ام ان هناك اسلوبا للبحث والتحري عبر المعارض والمشاركات التي تقام خلال العام.
ان مثل هذا الانجاز وهذا الدعم ليس سهلا حدوثه وليس ايضا سهلا استمراريته إذا لم يوضع له خطة عمل جادة ومكثفة وبرامج تعليمية مدروسة فهو البديل ولو بشكل متواضع عن الاكاديمية فالمراسم اذا احسن اداؤها قدمت ما لم تقدمه اي كليات إذ ان الممارسين للعمل في موقع واحد يزيد من معرفتهم بالخبرات والتقنيات وكلما كان هناك افراد متمكنون من التوجيه فإن النتائج ستكون رائعة وستدفع بالعديد من المبدعين للساحة ممتلكين الكثير من اسس وأساليب العمل التشكيلي,, وهذه الطريقة او وجود هذا المرسم اسلوب عالمي ناجح.
إذاً فالكرة الآن في مرمى الزملاء في لجنة الفنون التشكيلية وهدف حارسها فهد الربيق الذي مازال في هدوء توقعنا انه سابق لانجازات إلا ان العام يذهب تلو العام,, فهل يكون هذا المرسم بادرة تحرك نحو نشاط اكثر حيوية ربما .
محمد المنيف