** بخٍ,,بخٍ,.
ايها العميد,.
- ويأتيك رجع الصدى:
هوِّن عليك,.
فلديّ الجديد,.
ومازال في الجعبة المزيد,.
** بخٍ,,بخٍ,.
ايها العميد,.
اربع بطولات في موسم واحد,, انجاز غير مسبوق,, وربما غير ملحوق !
اربع بطولات,, تجاوزت بها الحدود
وعبرت بها المسافات,.
جمعتها من هنا,, وهناك,.
من مياه الخليج الدافئة,.
الى امواج المحيط الهادرة,.
من مركز الكرة الارضية,.
الى اقصى الشرق,.
** ماذا تقصد ايها العميد,,؟!
هل تريد ان تثبت لنا ان العالم بالفعل قرية كونية صغيرة؟!
لقد عرفنا ذلك من قبل,, واثبتته لنا نظريات الاتصال,, ووسائل الاعلام,.
** قل لي بربك -ماذا تقصد ايها العميد؟!
- ويأتيك رجع الصدى:
انها نظريتي الجديدة في العولمة ,, ألسنا مقبلين على القرن الحادي والعشرين؟!
** هل تريد ان تقول انها:
نظرية العميد الكروية,, في العولمة الرياضية!
- يا سيدي,, سمها ما تريد وان شئت فقل:
هذا زمان الاتحاد!
** تعني زمن الاقوياء؟!
- الاقوياء بذاتهم وطموحاتهم!
** الزمن الذي لا مكان فيه للضعفاء؟!
- الزمن الذي لا مكان فيه للكسالى والهاربين من مواجهة الحقيقة.
** تعني اصحاب نظرية الانسلال او الاسقاط !
- انا لا افهم في هذه الامور؟
** اعني -ايها العميد- الذي يبحثون عن مبررات لفشلهم,, ويرمون بأخطائهم على الآخرين.
- لست غبيا -ياسيدي- فانا اقصد ان هذا الامر لا يعنيني,, ما يعنيني هو نفسي فقط,.
** وهل هذا هو سر نجاحك؟!
- ان كنت ترى ذلك!! ولكنه في كل الاحوال ليس السر الوحيد.
** ولكن ألا ترى -ايها العميد- ان اربع بطولات في موسم واحد,, كثيرة؟! فماذا ابقيت للآخرين؟!
- ياسيدي العزيز,, يجب ان تدرك ان قطار البطولة سريع,, ويسير وفق اتجاه محدد,, ومبرمج,, حتى توقفاته,, وفتح ابوابه,, واغلاقها تسير وفق نظام ثابت وأزمنة محسوبة بالدقائق والثواني,.
** ادرك ذلك -وبعد- ولكن ماذا تقصد ايها الاتحاد؟!
- اعني ان كل من قطع التذكرة فله الحق في الركوب,, وحسب مستوى الدرجة التي يريد,, لكنه -اي القطار- ولسلامة الجميع لا يمكن ان ينتظر ولو بضع ثوان نائما على الرصيف حتى يستيقظ,, ولا واضعاً رجلا على اخرى ونظارة القراءة على عينيه وقد انهمك في حل الكلمات المتقاطعة في جريدة الاحد,.
ولا جالساً في مقهى المحطة ينفث دخان سيجارته لابسا نظارة شمسية وقبعة على رأسه,, غارقا في عالمه,.
** يكفي,, يكفي,, ايها العميد!! لكن ألا ترى ان سبع بطولات في ثلاثة مواسم هي الاخرى كثيرة؟!
- يا سيدي الفاضل,, منهل البطولة عذب,, والطرق اليه كثيرة,, وليست هناك حواجز تمنع الواردين اليه,, ألم تقرأ قول الشاعر العربي:
ونشرب إن وردنا الماء عذبا
** لا تكمل ايها العميد؟!
- من قال لك ذلك,, الم اقل في البداية مالي وشأن الآخرين.
** طيب,, ايها الاتحاد,, لماذا غبت الموسم الماضي؟!
- انها استراحة المحارب يا سيدي,, او الهدوء الذي يسبق العاصفة - كما يقولون- وربما كان فيها اجابة على بعض تساؤلاتك,, وتحقيقا لبعض رغباتك التي تساءلت عنها.
** بالمناسبة,, وربما كان سؤالي الاخير: بماذا تفضل ان نناديك,, بالاتحاد,, ام بالعميد؟!
- ب الفريق ,, قالها وهو ضاحك!!
** و الفريق اسعد عبدالكريم؟!
- اووه,, وش خليت ,, اكمل يا اخي وقل الفريح فمن كل اسم من اسمه الثلاثي غمرني بصفة,, و,.
-لحظة- ايها العميد- وانا اقول ايضا انعم واكرم ,, ولكن لا نريد ان نسترسل فهناك آخرون لهم فضل,, اخشى ان ننساهم او ننسى بعضهم,, لكنني اعود واتساءل:
** لماذا قلت الفريق ضاحكاً؟!
انت فعلا فريق و الفريق الذي اعنيه ليس الفريق الذي تشير اليه.
ان المتابع لمسيرة الاتحاد في السنوات الاخيرة يلمس انه قدم لنا الفريق النجم وليس اللاعب النجم وهي النظرية الصحيحة في عالم الكرة.
وهي النظرية التي يمكن ان تلغي ظاهرة اللاعب النجم,, وتعوض غيابه.
لقد بدأ الاتحاد تاريخه مع البطولات ليحقق منها خمسا في بحر عشر سنوات ثم غاب عنها خمسة عشر موسماً, وكانت نظرية اللاعب النجم لازالت هي السائدة ليعود عام 1402ه وينطلق من جديد,, حتى اذا استوى على سوقه و بلغ اشده بدأ يؤتي اكله كل حين فحقق اربع عشرة بطولة في ثمانية عشر عاماً منها سبع في ثلاثة مواسم، وهي انجازات فريدة اعادت مجد الاتحاد,, وهيبته.
ثلاثة وسبعون عاماً,, عاشها الاتحاد ذاق فيها المر والعلقم,, كما ذاق الآيسكريم الباريسي,, والشوكولاتة السويسرية.
شرب فيها كأس الحنظل ,, كما شرب عصير ال قريب فروت .
ذاق مرارة الصبر,, كما ذاق حلاوة الانتصار,.
ثلاثة وسبعون عاماً,, كان فيها الاتحاد اسماً على مسمى,.
في ضعفه,, وقوته,.
في غيابه,, وفي حضوره,.
يسقط,, ويقوم,.
يدخل العناية المركزة,, ويخرج منها,.
ويظل الاتحاد هو الاتحاد بوقفة رجاله وابنائه,, واخلاص محبيه.
واذا كنا نتحدث عن اتحاد اليوم او اتحاد القرن الحادي والعشرين بقيادة الرجل الفاضل,, والانسان المثالي الاستاذ احمد مسعود الذي نفخر بوجوده نموذجاً رائعاً للاداري الناجح في انديتنا الرياضية فان الاتحاديين,, وفي مقدمتهم المسعود لا يمكن ان ينكروا الدور الذي لعبه من قبلهم على امتداد تاريخ الاتحاد الطويل,, الذين حفروا الصخر بأيديهم,, ووضعوا اللبنات الاولى لاتحاد المجد,, واتحاد البطولات.
ولا الذين بنوا اتحاد العصر الجديد,, الذي واكب انطلاقة الكرة السعودية وفي مقدمتهم سمو الامير طلال بن منصور وأحسبه كذلك لانني بداياتي في العمل الصحفي تزامنت مع قيادته للاتحاد,, وادركت وقتها كم من الجهد والمال بذل الرجل.
قلت قبل قليل لا نريد ان ندخل في تفاصيل الاسماء,, وما ذكرت نماذج,, لكن رجال الاتحاد كثيرون,, ولست بالذي يحدد مواقفهم,, ويتحدث عنها.
اولئك,, هم اول من سيفرح بهذه الانتصارات الاتحادية.
وهم اكثر فرحا من غيرهم,, وهم يرون الاتحاد يحقق على يد اخرين كانوا امتداداً لهم مالم يتحقق على ايديهم,, لأنهم يدركون سنة الحياة,, ويدركون كيف تدور عجلة البناء,.
وسيفرح معهم,, جيل الغراب والنور يرحمه الله وابو غنم، وآل بكر، وتركي بافرط,, وكعدور,, و,, هم يرون صورتهم تتكرر في احمد جميل، والخليوي، والصادق، وحسن خليفة، ومحمد نور، وخميس الزهراني، والشمراني,, وغيرهم,.
***
آه يا إتي,.
كم انت رائع في ماضيك,, وحاضرك,, في حضورك,, وغيابك.
** ايه,, ايه,, فحديثك أثار اشجاني!
- عذراً ايها العميد,, فذاكرتي لا تسعفني والمساحة المخصصة لا تكفي,, لكن قل لي قبل الوداع,.
أيهما تفضل,, العميد أم الاتحاد؟!
- يا سيدي,.
الاتحاد اسم,, والعميد لقب,.
العميد للتاريخ,, والاتحاد للتفاعل والعطاء,.
فبأيها اسميتني,, فهي عندي سواء!!
والله من وراء القصد.