الأمير بندر بن محمد رئيس نادي الهلال واجه خلال الايام الماضية سخطاً جماهيرياً طبيعياً ومتوقعاً من جماهير ومن محبي الفريق الأزرق وذلك بسبب بعض الأخطاء الإدارية والفنية التي شهدها الفريق الكروي بنادي الهلال في هذا العام والتي أدت أو كانت عاملاً رئيسياً في ظهور فريق كرة القدم الأول بالنادي بذلك المستوى الفني الرديء وبالتالي إلى خسارة الفريق جميع البطولات التي شارك بها في هذا العام.
ورغم سخونة وارتفاع درجة ذلك السخط الجماعي إلا أن سمو الأمير بندر بن محمد أكد مجدداً إصراره على مواجهة ذلك السخط ومواصلة التحدي من خلال تأكيد سموه في الاستمرار في رئاسة النادي وعدم تقديمه للاستقالة!! وهي الشيء الطبيعي والعرف الإداري في حالة الفشل في أي مسؤولية إدارية!! ويأمل سموه من خلال إعطاء نفسه فرصة جديدة في فعل شيء ما يعوض به ذلك الفشل ويطفيء ذلك السخط العارم؟!
وعندما يقبل سموه على مواصلةالتحدي فإنه إذاً لا بد أن يدرك أن خطوات العمل في الموسم القادم أصبحت مضاعفة ومسؤولية مزدوجة أعلى بكثير مما كان في العام الماضي وقبله,, وأن خطوات العمل تلك يجب أن تختلف كلياً عما كان يسير عليه في العام الماضي,, وأن على سموه أن يسترجع كثيراً من القرارات التي سبق أن اتخذت قبل أن يقدم على أي قرار إداري أو فني جديد خلال هذا العام في سبيل مصلحة الهلال,, وكما أن على سمو الأمير بندر أن يدرك أن الألم الحقيقي الذي عانى منه الهلال ممثلاً في فريق كرة القدم هو ما تمثل في بعض الاخفاقات الإدارية والسلوكية والتنظيمية والإعلامية التي لم تعهد في هذا النادي من قبل.
وبما أن استمرارية الأمير بندر في رئاسة الهلال هي أمر واقع فإن على جميع الهلاليين من أعضاء شرف وجماهير ولاعبين أن يتعاضدوا مع سموه وأن يثقوا في وعوده الجديدة في سبيل مصلحة هذا النادي العملاق وأن يكون هذا التعاضد تعاضداً حقيقياً وملموساً وليس فقط من خلال الاعلام؟! بل لابد أن يؤكد ذلك التعاضد كواقع ملموس مادياً ومعنوياً حتى تتضافر كل الجهود في سبيل مصلحة الفريق الأزرق.
وكهلالي أطرح أمام ناظري سمو الأمير بندر بعض الآراء لعلها تحمل جزءاً مما يجول في خواطر معظم الهلاليين,, ولعلها تساعد سموه في خطواته التصحيحية تلك للعام القادم,, ورغم أن سموه يملك من الخبرة ومن المعرفة الشيء الكثير في هذا الشأن ولكن ذلك من باب التذكير لأن صيف الرياض الحار والقادم قد يكون كفيلاً لوحده بمسح أو نسيان كثير من أخطاء هذا العام وبالتالي حجب الأنظار والقلوب عن تلك السلبيات مما يسمح لها بالعودة والتكرار من جديد لاقدر الله,,!!؟
أولاً : مراجعة كثير من التصاريح الصحفية سواء من سموه أو من بعض منسوبي النادي خلال مباريات آخر الموسم التي أوجدت شيئا من الإحراج للهلاليين مع الآخرين وكانت تصريحات غير منظمة أضرت بالفريق قبل أن تخدمه من جوانب معينة!! وهنا أرى أن تقتصر التصريحات الإدارية والفنية في أضيق الحدود وعلى المختصين فقط من منسوبي النادي.
ثانياً: استمرار المدرب لوري لموسم قادم أرى أنه خطوة جيدة وان كنت أرى أن يكون التعاقد لمدة عامين أو ثلاثة لمنح الفريق الاستقرار التدريبي والفني بغض النظر عن النتائج الوقتية.
ثالثاً: أرى أنها أهم مسأله وهي أن فريق كرة القدم في الأعوام الأخيرة وفي هذا العام بالذات برزت فيه ظاهرةالتمرد ومحاولة فرض الرأي بالقوة وبأساليب معينة من قبل بعض اللاعبين وهذه حقيقة يجب على سمو الأمير بندر أن يدركها ويعترف بها ويواجهها بصدق وبحقيقة قبل أن يسارع إلى نفيها؟! وذلك من قبل شلة من بعض اللاعبين يصل عددهم إلى خمسة لاعبين وهذه الظاهرة للأسف كانت السبب في التأثير المباشر على نتائج الفريق وبطرق غير مباشرة وبالتالي فقد الفريق هيبته وشخصيته أمام بعض اللاعبين الشباب في الفريق وفي الفرق الأخرى ومن ثم كان الفريق ضحية مباشرة لمثل هذه الزعامات التي يمارسها أولئك اللاعبون,, تلك الزعامات التي نجحت وباقتدار في تسيير أمور الفريق الفنية والتدريبية على أمزجتهم,, هذه الظاهر هي ناتج طبيعي ومتوقع لغياب الحزم الإداري والفني في الفريق على مدار العام؟!
رابعاً: ان اختيار اللاعب الدولي الخلوق والمثالي وصاحب التعامل الرسمي والحازم فهد المصيبيح كمسؤول إداري عن فريق الهلال يعد خطوة جيدة جداً وخاصة أنها تتوافق كلياً مع أسلوب وطبيعة المدربلوري وهذا التكامل الإداري والفني في الأسلوب وفي التعامل وفي العمل وفي الأداء وفي الفكر سيكون خيرعامل لنجاح الفريق إذا وجد الفرصة الكاملة من إدارة النادي ووجد الصلاحية الكاملة والحقيقية من رئيس النادي ومن أعضاء الشرف ومن الإدارة والجماهير,, لكن,,! وهنا اجزم من الآن ان ذلك النهج الإداري والتدريبي من إدارة الفريق ومن مدرب الفريق سيواجه مخططا منظما من قبل أولئك اللاعبين الذين أشرت إليهم في الفقرة السابقة,, بل سيستطيع أولئك اللاعبون وسينجحوا في فرض قدراتهم المزاجية وفرض أسلوبهم هم على تلك الإدارة وعلى ذلك المدرب بأي طريقة كانت سواء كانت بطريقة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة وبالتالي سينجحون في إسقاط تلك الإدارة وإسقاط ذلك المدرب بأسرع ما يمكن لأنه ليس لديهم القدرة وليس لديهم الاستعداد الكامل لتقبل ذلك التعامل الإداري والفني الصارم,, ولأنهم لم يتعودوا أن يعلمهم أحد كيف ينضبطوا!! وليس لديهم الاستعداد للتعامل مع مثل هذه الأساليب التدريبية الشاقة وستتفق آراؤهم ورغباتهم في إنجاح أسلوبهم بأي طريقة على ذلك النهج,, وهناك تجربة سابقة لأحد اللاعبين مع فهد المصيبيح الكل يدركها؟!,, وهي نموذج قد يتكرر إن لم يحتاط لذلك,, وسترون ذلك قريباً!!؟
خامساً: أرى أن فريق كرة القدم الهلالي أصبح اليوم بل هو في حاجة هنا إلى التجديد في دمائه وضرورة إعطاء الفرصة للشباب وهنا أرى أن يوسف الثنيان وسامي الجابر وفيصل أبو ثنين وخميس العويران وخالد التيماوي ومنصور الموينع أصبحوا في حاجة إلى منحهم فرصة الاحتراف في أندية أخرى محلية أو خارجية كمكافأة لهم على خدماتهم الطويلة في الفريق وان أعمارهم السنية لم تعد تعطيهم القدرة على مسايرة جيل الشباب من اللاعبين الجدد في الأندية الأخرى ولعل مباريات الهلال الأخيرة التي شارك فيها أولئك اللاعبون خير تأكيد على ذلك, وهنا يتطلب الأمر من الإدارة الجراءة في اتخاذ مثل هذا القرار وعدم المجاملة على حساب مصلحة الفريق كما كانت في السابق,, ولعل تلك المباريات خير دليل على ذلك بكل مصداقية والمهم الإسراع في ذلك.
سادساً: أرجو من الإدارة ألا تتهور وتنساق في مسألة شراء عقد الدعيع الباهض التكاليف جداً وذلك لعدة مبررات أولها ارتفاع سعر تكلفته وثانياً عمر اللاعب قصير في الملاعب وثالثاً ان هناك مشاركات كثيرة للمنتخب في العامين القادمين ورابعاً أن هذا اللاعب في هذا العصر معرض للإصابة وللانخفاض في المستوى وخامساً ان حراسة الهلال بوجود حسن العتيبي تعتبر جيدة لولا العيب الوحيد وهو خروجه من المرمى بدون توقيت وهذا من الممكن علاجه بالتوجيه الفني والإداري,, بل الأهم من ذلك يجب أن تدرك إدارة الهلال أن إحضار حارس مرمى من خارج النادي هو قتل واضح للمواهب الهلالية في هذا المركز وتكرار فاشل لتجربة اللاعب عبدالله الدعيع ومن المفروض الاعتماد على أبناء النادي في هذا المركز ولعل حسن العتيبي هو ناتج جيد لذلك.
سابعاً: بالنسبة للاعب نواف التمياط ومن خلال مشاهدته في الجزء الذي شارك فيه في مباراة الهلال الأخيرة أمام الأهلي تأكد أن هذا اللاعب سلك طريق النهاية الذي انتهى إليها من قبله شقيقاه محمد وصفوق واختياره للمنتخب أرى انها فرصة أخيرة للعودة للمستوى أو للخروج النهائي من عالم الكرة,, وعليكم الرجوع إلى مشاهدة ذلك اللاعب في تلك المباراة وما قبلها لتدركوا تلك الحقيقة!!
ثامناً: ضرورة معالجة سوء السلوك الذي حدث من بعض اللاعبين وبالتالي حصولهم على الكروت الصفراء أو الحمراء وكذلك كثرة الاحتجاجات على الحكم من قبل بعض اللاعبين وفي أمور عادية جداً وخصوصا اللاعبين سامي الجابر ويوسف الثنيان ولابد من اتخاذ عقوبات صارمة تحفظ ماء وجه الهلال بردعهما وغيرهما مهما كانت المبررات!!
تاسعاً: ان اختيار الأستاذ/ محمد مفتي في منصب نائب الرئيس اختيار مقبول ولكن أتوقع أن طيبة الأستاذ محمد وتواضعه سيكونان عاملين رئيسيين في عدم نجاحه خاصة مع تحمله لوحده مسؤولية معظم الأعباء الإدارية في النادي وبالتالي سينعدم النجاح الذي يؤمل في هذا الشخص.
عاشراً: على سمو الأمير بندر أن يدرك أن اختيار الأشخاص للعمل في اي مهمة في النادي لا يخضع إطلاقاً لمبدأ العلاقة الخاصة مع الشخص المختار بل لابد أن يكون الاختيار مبنياً على أصول علمية وإدارية وفنية بحتة لأن هذه القاعدة الصحيحة السليمة التي تخدم العمل بكل حقيقة وتلك هي التي تهدم وسرعان ماتفشل كما حدث في تجارب سابقة؟!
وبالتالي يكون الهلال هو ضحية مثل هذه القرارات العاطفية.
حادي عشر: في الهلال حدثت تصرفات مؤلمة من بعض اللاعبين أثناء الموسم وفي عز مشاركة النادي في أهم مسيرته منها سفر بعض اللاعبين وزواج الآخرين وانشغال البعض والتعذر من البقيه الأخرى وكأنهم قلبوا وقت مباريات الفريق الحاسمة إلى موسم إجازة وسياحة وأفراح لهم وغيرهم يحضر التمارين بثيابه الشخصية وبعضهم يحضر للعلاج تهرباً من التمارين وجميع هذه التصرفات تتم بمباركة وبتأييد كامل من الإدارة ويمكن رغماً عنها,, ولم تدرك هذه الإدارة ولم يدرك هؤلاء اللاعبون أن هذا هو عصر الاحتراف الحقيقي الذي يجب أن يكون فيه اللاعب مهيئاً ومفرغاً تفرغا كاملاً للنادي وأن اللاعب عندما يؤدي تمريناً أو مباراة إنما يؤدي وظيفة يأخذ عليها مقابلا ماديا يفرض عليه الالتزام الكامل والإخلاص التام في وظيفته وفي مهنته تلك ولو وجد أولئك اللاعبون الصرامة في التعامل وفي الشهرة لرضخوا لذلك صاغرين ولعل الفريق الهلالي يكون الفريق الوحيد من بين الأندية الذي تشهد تمارينه ومبارياته تخلفاً كبيراً في اعداد اللاعبين الذين للأسف كان يعول عليهم!! ولم يتعظ أولئك اللاعبون المتهاونون من لاعبي فرق أندية الشباب والاتحاد في الإخلاص والانضباط الكاملين!!
ثاني عشر: إقناع اللاعب يوسف الثنيان بالاعتزال ولو بأي طريقة لأنه الآن يعيش مرحلة هدم لما بناه ووجوده اليوم في التمارين وفي المباريات فيه ضرر على سمعته وعلى سمعة ومستوى الفريق,, ولعل الموسم الماضي خير شاهد!! وليدرك المعنيون في النادي أن الكرة اليوم لم تعد مبرة لمثل هذا اللاعب!!؟
هذه مشاعر إن شاء الله صادقة هدفت من تقديمها خدمة هذا النادي العملاق، أرجو أن يتقبلها سمو الأمير بندر بكل رحابة لكي يعود هذا الفريق في أقرب فرصة لعالم البطولات!! ولنا موعد قادم في الموسم القادم.
هلالي مخضرم