Tuesday 11th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 25 محرم


كان المركز الأساسي لحياة المسلمين
لماذا اندثرت بعض وظائف المسجد؟

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله
يزخر المجتمع المسلم بالعديد من المؤسسات التربوية التي تمارس فيها التربية الاسلامية ويعرف علماء التربية هذه المؤسسات بأنها الجهات التي تستخدمها التربية الاسلامية في تكوين انماط السلوك الانساني في جميع جوانب نموه المختلفة,ومن أمثلة هذه المؤسسات الاسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الاعلام,, الخ,ومما ألاحظه على كتابنا الاعزاء التركيز على بعض هذه المؤسسات كالأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام وإحجامهم - الا ماندر - عن اهم هذه المؤسسات وهو المسجد الذي اقتصر دوره مع الاسف في كثير من البلدان الإسلامية على اداء العبادات.
ولقد قال جل من قائل لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ونحن نعلم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم حين بنى مسجده في المربد في المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية الشريفة جعل منه المركز الاساسي لحياة المسلمين.
يقول ابن تيمية رحمه الله متحدثا عن وظائف المسجد على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت مواضع الائمة ومجامع الأمة هي المساجد فإن النبي صلى الله عليه وسلم أسس مسجده المبارك على التقوى، ففيه الصلاة والقراءة والذكر وتعليم العلم والخطب وفيه السياسة وعقد الالوية والرايات وتأمير الأمراء وتعريف العرفاء وفيه يجتمع المسلمون لما أهمهم من امر دينهم ودنياهم , وقد سار الصحابة رضوان الله عليهم على نهج نبيهم صلى الله عليه وسلم فجعلوا المسجد محل قراءة القرآن وتعليمه ومكان تطهير الأنفس بالعبادات والاذكار وقد شجعهم على ذلك حث الرسول صلى الله عليه وسلم على العلم وتفضيل مجلسه على مجالس الذكر فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان الرسول صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم من بعض حجره فدخل المسجد فإذا هو بحلقتين إحداهما يقرؤون القرآن ويدعون الله والأخرى يتعلمون ويعلمون فقال كل على خير هؤلاء يقرؤون القرآن ويدعون الله فإن شاء اعطاهم وان شاء منعهم وهؤلاء يتعلون ويعلمون وإنما بعثت معلماً فجلس معهم , ومما يبين اهمية المسجد في حياة المسلمين كانوا يجعلونه مركزا للبلد الجديد,والمسلم حين يستمع الى آيات الله تتلى في المسجد واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يقبل على تعلمها وحفظها وتدبرها، فيعرف عبادات الاسلام ومفاهيمه ويساعده على ذلك الراحة النفسية التي يشعرها بها, تلك الراحة التي لايشعر بها في مكان آخر ومرد ذلك السكينة التي ينزلها الله على عباده المؤمنين عندما ينشغلون بتلاوة القرآن وذكر الله يقول صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ويذكرون الله تعالى الا تنزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده , وهذا كله يعني رعاية الجانب النفسي للمسلم في المسجد, اما رعاية جانبه الخلقي فيكون باستماعه للآيات والأحاديث الدالة والداعية للصدق والامانة والتعاون,
وعندما يجتمع المسلم بإخوانه في المسجد خمس مرات يوميا في جو من الأخوة والمساواة فهذا يعني رعاية الجانب الاجتماعي.
ويكفي المسجد تميزاً عن بقية المؤسسات التربوية انه المؤسسة الوحيدة التي يرتادها المسلمون كباراً وصغارا ذكرانا وإناثا يتعلمون ويسألون عما أشكل عليهم.
ويجب الا تلغي مؤسسات التعليم النظامي الوظيفة التربوية للمسجد فكم من كبير بحاجة الى مزيد من التعلم في العديد من جوانب شخصيته لكي يقوم بدوره كعضو صالح في المجتمع وهذا متاح في المسجد الذي يجب على القائمين عليه الاستعانة بأهل العلم من المحيط المجاور له لتكوين جماعات صالحة بإذن الله.
والله من وراء القصد
فهد العتيبي
معيد في قسم التاريخ - جامعة الإمام - القصيم

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
القمة التشاورية
منوعــات
ندوة المكتبات الوقفية
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
استطلاع
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved