**بشكات وشلات الاستراحات والمخيمات,, هم اصناف مختلفة من البشر,, متباينة الاعمار والطباع والثقافة,, بل وهناك تباين في القدرات العقلية والذهنية,, وفي الثراء والفقر وفي أمور اخرى كثيرة,.
**فهذا دكتور في الجامعة,, وهذا سائق أتوبيس خط بلده وهذا مدرس,, وهذا طبيب,, وهذا مساعد سباك,, وهذا عاطل,, وهذا علاقَه مع فلان,, وهذا ذكي جيد لمّاح,, وهذا يحمل كمية غباء مفرطة,,
**وهذا شخص مزوح وسيع صدر وهذا أحمق مَهَف وهذا مثقف كل ماحوله صحف ومجلات وكتب,, وكل حواراته ثقافية فكرية,.
**وهذا كل حواراته حول النعيمي والتيُوس والبربري وكل على همِّه سرى .
**وهذا كل ماحوله جراك و ورقة لعب وترمس شاي .
**وهذا يملك مائة مليون او أكثر,, وآخر راتبه آخر الشهر الف وخمسمائة ريال,, ومصروفاته اربعة آلاف ريال.
**وهكذا خذ من اشكال التباين والاختلاف بين هؤلاء,, ومع هذا,, يجمعهم كلهم حب الطّلعَه و فَلّة الحجاج والبعد عن روتين المنزل وروتين المدينة وضجيجها,.
**يجمعهم حب الشلات والضحك وسعة الصدر وحب البراري والاجتماع,, على عكس غيرهم ممن يعشق الوحدة والانعزالية,, وحياته كلها جد في جد,, ولايمكن ان يضيع لحظة واحدة حتى ولو يسمع نكتة لمدة نصف دقيقة,.
**في شلة المخيمات والاستراحات,, هناك أناس استعراضيون,, يستعرضون امكاناتهم امام الآخرين,, وعادة مايكون هذا الشخص الاستعراضي من فئة ضعيِّف عقل بمعنى,, ان باقي الشلة اللي يسوا واللي ما يسوا يضحكون عليه,, وليس كما يتصور,, انهم يضحكون من استعراضاته.
**وأنواع وأشكال استعراضات هؤلاء المساكين مختلفة,, فقد يقفز احدهم ويتحدث عن تعامله الصلف القاسي الغليظ مع أم العيال المسكينة,, ويروي قصصاً رائعة لمغامراته كإنسان عنيف أمام هذه المسكينة,, ويستمر في سرد القصص التي تظهر بحق,, انه ضعيف عقل وجاهل ويستحق ان يحجر عليه .
**ومع ذلك,, فقد اشتهر هذا الجاهل في سرد قصص تعامله مع المسكينة,, حتى ان بعضهم يقول له فور وصوله وش اخبارك اليوم مع أم العيال .
ثم يبدأ في سرد قصص مخجلة تعكس حجم مداركه الذهنية.
**أما الآخر,, فهو يستعرض سوء تعامله مع العيال,, حيث يؤكد انه مايشوف عياله إلا مرة في الاسبوع وأنه لايعرف اين يدرسون ولا في اي صف,, وأن احدهم غاب عن المدرسة لمدة شهر بسبب مرضه,, وأنه لم يعلم ذلك إلا من الجيران عندما سألوا عن صحته ؟!! .
**نعم,, يتحدث عن تعامله مع أولاده,, ليؤكد للجميع,, انه لايستحق ان يكون أباً,, وكان الله في عون ذريته على تحمله,, وكان الله في عون المجتمع لتحمل ذريته.
**أما الثالث,, فهو يستعرض مهاراته في الطبخ,, وهنا,, يجدون بغيتهم,, فالشلة بأكملها تمدح هذا المسكين مدحاً مسرفاً,, حتى يستمر في تنويع الطبخات,, وحتى يستمر طباخاًببلاش ,, ولذلك عندما تأتي الى هؤلاء تجد في يده إبريق وفي الاخرى صحن او ملعقة كبيرة,, والقدر ينتظره ومعه علبة كبريت ولابس مريلة,, ويندر ان تجده جالساً,, ومع ذلك,, يضحك على نفسه ويقول,, انه خرج يوسِّع صدره مع الشلة,, بينما هو يخرج 15 ساعة كلها عمل متواصل بدون توقف,, ومتى عاد الى منزله,, معطراً بالكِشنه والمازولا والثوم عاد منهكاً متعباً خائر القوى,, وفي ذهنه,, انه استمتع براحة في عطلة نهاية الاسبوع!!.
**أما الرابع,, فهو يستعرض قوته ونشاطه,, وهم كلهم يدركون انه مسكين ,, ولكن يريدونه حمالاً ببلاش,, فمع مدحه المسرف,, يقوم المسكين بحمل كل شيء حتى و لو انقطع قلبه ونادراً ما يسلم هؤلاء من بعج عنيف او فتاق في كل مكان,.
**وهكذا هم الاستعراضيون أو ضحايا الاستعراض,, وهكذا هم اعضاء الشلة,, خبثاء يُرَقِّصُون هؤلاء البسطاء,, والويل لضعيف العقل الذي يسقط بينهم.
عبدالرحمن بن سعد السماري