العواصم - الوكالات
اتخذت الصين تدابير انتقامية ضد الولايات المتحدة اثر قصف قوات حلف شمال الأطلسي لسفارة الصين في بلغراد معلنة تعليق اتصالاتها العسكرية والحوار الجاري حول حقوق الانسان ونزع الأسلحة مع الولايات المتحدة.
وفي الوقت الذي تواصلت فيه تظاهرات صغيرة ضد الحلف الأطلسي صباح امس الاثنين امام سفارتي بريطانيا والولايات المتحدة في بكين، اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية زهو بانغزاو الذي نقلت تصريحه وكالة الصين الجديدة ان الصين قررت اتخاذ القرارات التالية نظرا للوضع الحالي :
1- تعليق الاتصالات العسكرية الرفيعة المستوى بين القوات المسلحة للبلدين.
2- تعليق المشاورات مع الولايات المتحدة في مجال الحد من انتشار ومراقبة التسلح بالاضافة الى قضايا الأمن الدولي.
3- تعليق الحوار حوق حقوق الانسان.
وتلا هذه التدابير البيان الرسمي الذي أذيع أول أمس وأدانت فيه الصين ما وصفته بالقصف البربري لسفارتها في بلغراد معلنة بأنها تحتفظ لنفسها بحق اتخاذ تدابير جديدة ردا على القصف.
وحدها الولايات المتحدة التي تعتبرها الصين المسؤولة الأساسية عن الهجوم على السفارة ثلاثة قتلى وعشرون جريحا ليل الجمعة السبت تعرضت للتدابير الانتقامية من قبل الصين.
هذا وقد طالبت الصين أمس الاثنين الولايات المتحدة بتقديم اعتذار رسمي وفرض عقوبات صارمة على المسؤولين عن قصف قوات حلف شمال الأطلسي لسفارة الصين في بلغراد.
كما قالت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا أمس الاثنين ان الصين طالبت حلف شمال الأطلسي بتقديم اعتذار رسمي عن قصف سفارتها في بلغراد.
وابلغ وزير الخارجية الصيني تانج جياشوان المطلب الى السفير الأمريكي جيمس ساسير.
وقالت شينخوا ان وزير الخارجية دعا أيضا الى اجراء تحقيق كامل وشامل واعلان نتائجه تفصيلا وعقاب المسؤولين عن القصف عقابا صارما.
هذا وكانت الولايات المتحدة الهدف الرئيسي للتظاهرات ضد الحلف الأطلسي المستمرة في الصين منذ السبت الماضي ولاسيما في بكين حيث السفارة الأمريكية شبه محاصرة منذ ثلاثة أيام.
ونظمت مجموعات صغيرة مسيرات صباحا وألقوا الحجارة على مبنى السفارة الأمريكية التي حطمت معظم واجهاتها الزجاجية أمس الاول على الرغم من تطويقها بعدد كبير من عناصر الشرطة.
واعلن توم كوني الناطق باسم السفارة الأمريكية لقد تضاءل عدد الجموع بشكل ملحوظ مقارنة بأمس الأول عندما كادت الأمور تتدهور الى الأسوأ .
واضاف ان عددا من الأشخاص المحتجزين في مقر السفير الامريكي تمكنوا من الخروج منه خلال الليل لكن غيرهم لا يزالون محتجزين في المبنى الرئيسي للسفارة.
لكنه رفض الافصاح عن مكان السفير جيمس ساسير الذي أعلن امس الأول خلال مقابلة مع شبكة التلفزيون الأمريكية سي بي أس ان موظفي البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بكين وأفراد عائلته هم في حكم الرهائن منذ 48 ساعة بسبب الطوق الذي يفرضه المتظاهرون الغاضبون على السفارة.
وقال ساسير: السفارة مطوقة(,,,) ما من شك في أننا رهائن في السفارة, عائلتي رهينة في منزلها .
واضاف: اننا نأمل ان تتفهم الصين ان الأمر كان خطأ فادحا ومأساويا وان تتقبل اعتذاراتنا وتعازينا الصادقة التي قدمها السفير ورئيس الولايات المتحدة بيل كلينتون .
على صعيد آخر افادت وكالة ايتار- تاس الروسية للأنباء نقلا عن مصادر حسنة الاطلاع في موسكو انه من غير المستبعد ان يزور الممثل الروسي الخاص ليوغوسلافيا فيكتور تشيرنومردين بكين اليوم أمس الاثنين كما سبق ان اعلن وتم نفيه مساء أمس الأول.
وقالت الوكالة ان تشيرنومردين سيبحث خلال زيارته مع المسؤولين الصينيين في الأزمة اليوغوسلافية وعواقب قصف حلف شمال الأطلسي ليل الجمعة السبت لسفارة الصين في بلغراد.
وكانت وكالة انترفاكس أعلنت مساء أمس الأول انه تم اتخاذ قرار بقيام تشرنومردين بزيارة الى الصين خلال محادثة هاتفية بينه وبين الرئيس الروسي بوريس يلتسين, إلا ان انترفاكس ما لبثت ان ألغت الخبر.
وكانت موسكو عبرت السبت الماضي عن استنكارها الشديد لقصف مقر السفارة الصينية في بلغراد.
على صعيد آخر افاد مسؤول كبير في الحكومة الألمانية أمس الاثنين ان القمة الثانية للاتحاد الأوروبي والصين التي كان من المقرر عقدها في 13 آيار/ مايو الحالي في بكين ارجئت الى موعد لاحق نظرا للظروف .