* الدمام - محمد بن هلال:
تنطلق اليوم الثلاثاء في جمهورية كازاخستان فعاليات المعرض الخليجي المشترك الثاني عشر لدول مجلس التعاون الخليجي الذي ينظمه اتحاد غرف دول مجلس التعاون بالتعاون مع الغرف التجارية والصناعية تحت رعاية الرئيس نور سلطان نزار باييف, ومن المنتظر ان يشارك في افتتاحه بعض وزراء التجارة الخليجيين ووزير التجارة الكازاخستاني ولفيف من كبار المسئولين بهذه الدولة الواعدة التي تمثل اكبر الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق.
ويتوقع المراقبون نجاحا كبيراً لهذه التظاهرة الاقتصادية الهامة لدول المجلس والتي تستمر لمدة خمسة ايام بعد الدعم الكبير والمؤازرة التي اولاها لهذا المعرض وزراء التجارة الخليجيون في اجتماعهم المشترك في سبتمبر الماضي حيث اعربوا عن تشجيعهم ومباركتهم له والى جانب ما ابداه المشاركون بالمعرض من اقبال وتجاوب من مسؤولي المؤسسات التجارية والصناعية والخدمية الخليجية.
وتبلغ مساحة هذا المعرض اكثر من 2000 متر مربع تضم اجنحة لشركات البترول والغاز ولمؤسسات البناء والانشاءات والمنسوجات والمنتجات الجلدية والالمنيوم والصناعات الدوائية، والطباعة، وصناعة السيارات، والمنتجات الكهربائية، والصناعات الغذائية، وصناعة الاثاث، وصناعة البتروكيماويات، والبلاستيك والفايبر جلاس.
وتضم اجنحة المعرض كذلك البنوك وشركات الاستثمار الخليجية والغرف التجارية الصناعية بدول مجلس التعاون الخليجي واتحاداتها وهيئات المناطق الحرة والموانىء بجبل علي، والفجيرة ودبي والكويت الى جانب الهيئات الخليجية كهيئة المواصفات والمقاييس الخليجية ومؤسسة الخليج للاستثمار، مركز التحكيم التجاري لدول مجلس التعاون الخليجي، منظمة الخليج للاستشارات الصناعية وبعض هيئات تنمية السياحة بدول الخليج.
وأوضح الاستاذ محمد عبد الله الملا - امين عام اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي ان جهوداً كبيرة قد بذلت خلال فترة الاعداد لهذا المعرض للتوصل الى صيغة جديدة ومميزة لهذا المعرض خلافاً للمعارض الخليجية المشتركة السابقة حيث تم توزيع اجنحة المعرض وفقاً للقطاعات بحيث تظهر دول المجلس ككيان واحد كما ستقام ندوة على هامش المعرض للتعريف بالمنتجات الخليجية والمستوى الكبير من التطور والمواصفات القياسية العالمية التي وصلت اليها وحققت اكبر درجات الجودة العالمية.
ويرى الاستاذ محمد الملا ان فكرة اقامة المعارض الخليجية المشتركة خارج دول المجلس تهدف اساساً للوصول الى الاسواق الواعدة في دول اوروبا الشرقية وغيرهابهدف زيادة فرص الاستثمار وتسويق منتجات دول المجلس,, ولقد سبق ان حققت هذه الفكرة نجاحاً طيباً في تجربتها الاولى بلندن خلال عام 1994م وعرضت خلالها صورة واقعية للمراحل المتقدمة التي قطعتها الصناعة الخليجية كما ساهمت في التعريف بمختلف الجوانب الاقتصادية لدول المنطقة.
واكد الاستاذ محمد الملا ان اختيار جمهورية كازاخستان من بين دول عديدة لتكون مقراً للمعرض جاء بعد دراسة جدوى اقتصادية اجرتها اللجنة الدائمة للمعارض بالاتحاد بعد استبيان ميداني لرجال الاعمال بدول المجلس انتهت نتائجه الى اختيار كازاخستان لعدة اسباب:
- موقعها الاستراتيجي وباعتبارها منفذا على الدول الاسلامية في قلب وسط شرق آسيا ولتوفر العديد من الفرص الاستثمارية بها.
- ولأنها تمثل اكبر اقتصاد في المنطقة يتميز باحتياطاته الضخمة من الموارد النفطية والطبيعية الاخرى التي لم يستغل اغلبها بعد.
- مطالبة العديد من رجال الاعمال بالتوجه نحو جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً باعتبارها سوقاً واعدة تتمتع بقدر كبير من الاستقرار السياسي والأمني ولما تقدمه من تسهيلات استثمارية.
وعرض الاستاذ الملا صورة موجزة تعبر عن اقتصاديات كازاخستان كبلد اسلامي صديق يتمتع بامكانات وقدرات وموارد هائلة لم يتم استثمارها بعد بالشكل المطلوب وتبلغ مساحته نحو 2,7 مليون كيلومتر مربع وهي بذلك تمثل تاسع دولة في العالم من حيث المساحة وتماثل مساحة بريطانيا عشر مرات واكبر اربع مرات من مساحة فرنسا في حين لا يتعدى عدد سكانها 18 مليون نسمة ويعتمد اقتصادها على الموارد الأرضية العديدة المتنوعة كما ساهمت المساحات الواسعة والصالحة لزراعة البقوليات والحبوب الغذائية وتنمية الثروة الحيوانية في تشكيل البيئة الاقتصادية الحالية، وعلى الرغم من انتاج هذه الدولة لكميات كبيرة من الموارد المعدنية الا انه لا يتم تصنيعها داخل البلاد بسبب القصور في البنى الاساسية ولذلك فهناك دوماً حاجة مستمرة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الاجنبية.
ووفقاً لآخر الاحصائيات فان اجمالي الناتج المحلي لكازاخستان يبلغ 55 مليار دولار امريكي ويبلغ حجم الاستثمارات الخارجية نحو ثلاثة مليارات دولار وجدير بالذكر ان هذه الدولة عضو في رابطة العالم الاسلامي والبنك الاسلامي للتنمية وتطمع في تقوية علاقاتها مع العالم العربي والاسلامي.
واكد الاستاذ الملا في نهاية تصريحه على ان هذا المعرض يقام في اطار مساعي الاتحاد لتنمية علاقاته الاقتصادية والتجارية مع مختلف الدول والتكتلات الاقتصادية الدولية بالنظر لما تمثله المعارض التجارية من وسيلة هامة وفعالة في التعريف بالمنتجات الوطنية وفرص الاستثمار المتاحة، واشار الى الجهود الكبيرة التي بذلتها اللجنة الخليجية الدائمة للمعارض واسفرت عن نتائج طيبة بعد دراستها لمختلف الجوانب المتعلقة بالاعداد للمعرض على الطبيعة في كازاخستان, وتفقدها للامكانات المتوفرة وتعرفها من المسؤولين على كافة التسهيلات والمقومات التي سيتم توفيرها لنجاح المعرض وراحة المشاركين فيه.
وفي نهاية تصريحه اشار الامين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي الى التسهيلات الكبيرة التي قدمتها السلطات الكازاخستانية للمشاركين في المعرض والزائرين حيث تم الاتفاق على تقديم كافة التيسيرات الجمركية لفسح البضائع المشاركة في المعرض والعمل على سرعة التخليص عليها الى جانب تخصيص طائرة خاصة للمشاركين ومعروضاتهم وتقديم اسعار مخفضة للطيران كما قامت سفارة كازاخستان بالرياض بتسهيل اصدار تأشيرات الدخول كما قام سفير كازاخستان بالرياض خلال الفترة الماضية بجولة تمهيدية بدول مجلس التعاون الخليجي للتعريف بفرص الاستثمار والقوانين والتشريعات التي تنظم الانشطة الاقتصادية والاستثمار بدولته.
ومن المتوقع ان يكون لهذا الاعداد الجيد والجهود الكبيرة اكبر الاثر في نجاح المعرض وتحقيق اهدافه.
|