ولاة أمرنا,, قدوتنا سلمان بن محمد العُمري |
إن نعم الله علينا أكثر من أن تحصى، ومما لا شك فيه أن الله تعالى قد أعطانا نعمة فيها تكمن سعادتنا في الدنيا والآخرة، تلك النعمة هي الإسلام، وفي الجوهر منه يقع القرآن الكريم، ذلك المنهاج الرباني الذي وضعه الله سبحانه لنا، وارتضاه خطاً نسير عليه في كل زمان ومكان، وتكفل بحفظه إلى يوم الدين.
وفي بلادنا - ولله الحمد - من الخيرات والنعم الوفيرة الشيء الكثير، والتي يضيء نورها ويشع؛ ليشمل العالمين: العربي والإسلامي، بل البشرية جمعاء، ومن ذلك جمعيات تحفيظ القرآن الكريم التي انتشرت في كل ربوع بلادنا، وأصبحت حقيقة واقعة تخدم أبناء هذه الديار في الدنيا والآخرة، لقد كان فيها الخير كل الخير، فهي قد جمعت الأبناء جيل المستقبل على أنبل الأهداف، وهو حفظ خير كتاب، وتدير معانيه، وأسهمت بتخريج أعداد كبيرة من الحافظين والحافظات لكتاب الله الكريم.
تأثير تلك الجمعيات أضحى واضحاً للعيان، وعملها أمسى إشعاعاً لا ينكره إلا جاحد أو مكابر، فيها تتهذب نفوس الأبناء، وتخشع لذكر الله، ومنها يتخرج جيل صالح يساهم في بناء مجتمعه وأمته.
لقد وصل - بحمد الله وتوفيقه - عدد الملتحقين بالجمعيات حسب آخر الإحصائيات (273) ألف طالب وطالبة، وكلهم زهور يانعة فواحة بعمر الطفولة والشباب، ولقد تبين من خلال الدراسات العلمية التي أجريت أنهم متفوقون في حياتهم الدراسية، وأنهم المثال الطيب في أخلاقهم وسلوكهم الاجتماعي وتصرفاتهم في الحياة اليومية، وأنهم قدوة لأقرانهم، وما زالوا في مرحلة الطفولة,, فكيف بهم حين يكبرون - بإذن الله - بالتأكيد سنرى منهم ما تقر به العين ويسعد به القلب، إن شاء الله.
تلك الجمعيات لم تأت من فراغ، وليست جهوداً متفرقة لا يلم شملها جامع، إنها تتشرف بمتابعة وإشراف من وزارة غالية على قلوبنا، ألا وهي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وذلك من خلال مجلس أعلى للجمعيات برئاسة وزيرها العلامة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الذي يحرص كل الحرص على متابعة تلك الجمعيات خطوة بخطوة من خلال الاطلاع على تقاريرها، والالتقاء برؤسائها، والزيارات التي يقوم بها مرشداً وموجهاً ومعلماً لهذه الجمعيات في سبيل أداء رسالتها الخيرة، ولا يألو جهداً في تقديم كل ما يمكن من دعم وتشجيع.
وذلك وفقاً لتوجيهات قائد هذه المسيرة المباركة خادم الحرمين الشريفين فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهم الله ورعاهم - حيث يبذلون المال، ويقدمون الدعم والرعاية الكاملين لكتاب الله وحفظته والقائمين على هذه الجمعيات، ويحرصون كل الحرص على دعم جمعيات التحفيظ من خلال وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التي تحتضن هذه الجمعيات، وترعاها، وتنهض بمسؤوليات جسام في داخل المملكة وخارجها.
ويحرص ولاة أمرنا - وفقهم الله لكل خير - على الدعم المادي والمعنوي لمناشط وأعمال الجمعيات، ومن أوجه تلك الرعاية تشريفهم حفلات التخريج دعماً وتأييداً لمسيرة تلك الأعمال الخيرة، وفي هذا المساء المبارك يتفضل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة تبوك بحضور حفل تخريج دفعة جديدة من حفظه كتاب الله الكريم في تبوك، تلك الجمعية التي حققت - ولله الحمد - نجاحات متواصلة، بالرغم من عمرها القصير وذلك من خلال زيادة عدد الملتحقين بها من الأبناء والبنات، وافتتاح فروع جديدة، وهذا غير مستغرب على جمعية يتولى رئاستها أحد مشائخنا الفضلاء الذي سخر وقته وجهده وعلمه وماله لخدمة كتاب الله وحفظته، والدعوة الإسلامية مع حرصه الشديد على أعمال البر والخير - انه الشيخ الفاضل عبدالعزيز بن صالح الحميد رئيس محاكم منطقة تبوك - نسأل الله له العون التوفيق، وأن يجزيه خير الجزاء على جهوده في هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا.
وختاماً أقول: إن لأبنائنا وبناتنا حقوقاً علينا، وإننا مسؤولون عنهم يوم القيامة، ولعل من حقهم علينا أن لا نحرمهم من هذا الخير الكبير، ومساعدتهم في الالتحاق بإحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في جميع مناطق المملكة، والتي قلما يخلو مسجد أو جامع منها، كما ينبغي متابعتهم ومشاركتهم في حفلات التكريم، ومن هنا أدعو أهل الخير ليسهموا في هذا العمل المبارك، ويساندوا جمعيات التحفيظ في مسيرتها المعطاءة، والله من وراء القصد.
|
|
|