يستاهل الكأس من شالها حيوا ولد البلد راعي الرباعية,. بالروح والعمل والبعد عن الضجيج كسب الاتحاد أقوى البطولات من المحيط إلى الخليج |
إعداد: سالم الدبيبي
هذا زمن,, الاتحاد حقيقة واقعية لا لبس فيها، فالفريق الذي يكسب اربع بطولات من ست في موسم واحد لابد وان يكون متفرداً بالساحة لا منافس ولا منافسة، يوم الجمعة كان التاريخ يكتب بحبر من ذهب احدى ملاحم العميد وهو يقدم انموذجا للتكامل الفني والنفسي الذي جاء وليداً باراً لحسن التخطيط والادارة، لم يكن طريق الاتحاد خالياً من العقبات ومفروشا بالورود كما يخيل للبعض، فالاتحاد قبل ان يحصد غلته - الغنية- تعرض للكثير من المواقف الشائكة، ولعل الضغط الرهيب للمشاركات الكثيفة والمتتابعة في وقت ضيق جداً اصعب ما مر به رجال الاتحاد، ولم يرددوا كغيرهم الشكاوي التبريرية ارهاق واصابات وغيرها من شماعات الاعذار الوهمية، للاتحاد وجمهوره الكبير حق الفرح والتفاخر ومعانقة السماء،هم وحدهم اكتشفوا ما يمليه زمن الاحتراف وطريقة التعايش والتماشي مع ظروفه - المختلفة- عما يسكن في عقليات تجاوزها الزمن,, ألم نقل بأن هذا الزمن للآتي,, حاد.
الإعداد السليم
- يظهر من خلال الثبات على الحضور الجيد مستوى ونتائج طوال الموسم طريقة التحضير والاعداد المتكامل من جميع النواحي والذي لم يتخطى جزئية مهما كان حجمها واهميتها، فالادارة الاتحادية بقيادة الرجل المثالي احمد مسعود، عملت على توفير كل ما يلزم من احتياجات لمسيرة الطريق الصعبة والطويلة,, أولى المهمات التي بدأ في تنفيذها تصحيح ومعالجة ما خلفته الادارة السابقة التي لم تستفد من موسم الثلاثية واعتقد أعضاؤها أن الانتصارات بأيديهم وهم صناعها، فكاد بناء الفريق ان ينهار في الموسم الفائت بسبب التخبط الفني والاداري، وكان المسعود ورفاقه من اعضاء المجلس الاداري والشرفي وبالذات اسعد عبدالكريم، يعرفون جيداً سر الخلطة السابقة ذات النكهة - الثلاثية- وعلى الفور اعيد التعاقد مع المدرب القدير ديمتري الذي ينسجم فكراً وقدرات مع امكانيات لاعبي الاتحاد,, ولا يمكن تجاهل الاهم وهو الانسجام النفسي بين الجانبين.
ما يملكه ديمتري ليس سحراً
- مخطىء من يعتقد ان المدرب لديه سر الطبخة دون ضرورة للمكونات، اي فريق لابد ان يتوفر لديه كل المقومات اللازمة لصناعة توليفة مناسبة تمنح الوصول الى الجاهزية المطلوبة لتحقيق الانتصارات والفوز بالبطولات، فالنجاح الذي حصل عليه ديمتري كان نتاجاً للملاءمة التي جمعته بالفريق الاتحادي من حيث الطريقة والاسلوب في التدريب المبدئي والتطبيق الفعلي، وربما يفشل مع فريق آخر لو لم يجد الظروف نفسها، وابرز الاساسيات التي يتطلبها النجاح لاي فريق توفر العلاقة الذهنية والبدنية بين اللاعبين والمدرب، ولا يمكن فرض اسلوب مغاير لما يملكه اللاعبون -نعني التركيبة الخاصة- والتي تتمثل بالاداء واللياقة فضلا عن المهارات الفنية، وجميع هذه الصفات لا يمكن تطويرها او استبدالها في فترة قصيرة مع لاعبي الفريق الاول الا في حالات خاصة جداً ، وديمتري وضع الاسلوب الامثل والمناسب للاعبي الاتحاد ولم يحاول فرض اساليب يعتقد بأنها اكثر تطوراً نظراً لتقديره الذي يتفق مع قدرات لاعبيه,, من هنا وببساطة تمكن هذا البلجيكي من اخراج الابداع الكامن في مخزون المجموعة الاتحادية فردياً وجماعياً واضعاً في حساباته رز نامة الاستحقاقات المتتالية بتوازن يجنب الفريق التعرض للارهاق ويضيف له القدرة بالتغلب على مشاكل النقص,, وبتقديري المتواضع ديمتري مدير فني على قدر كبير من الخبرة والذكاء مع احاطته الكاملة والواضحة من خلال عمله بكل ما يتطلبه علم التدريب من دراسة بدنية ونفسية غير ذلك لا يمكن الاعتقاد بأنه يمتلك جوانب خارقة وغير طبيعية.
نجوم يتقدمهم خميس
- تضم القائمة الصفراء الطويلة والعريضة عدداً من اللاعبين المؤثرين الذين تتملكهم الروح العالية وقد بسطوا وفي اكثر من معترك امكانيات هائلة فناً وجدية مما اتاح للعميد ان يظهر بصورة جماعية تفرض الاحترام الفائق للاداء المتطور والحضاري، واكثر ما يميز الطريقة الاتحادية الخاصة عدم التقيد بالرتم ذي النسق الواحد حيث يتوزع الجهد المبذول على فترات المباراة تحكمه الظروف والنتيجة والحالة التي يفرضها الموقف هجوماً او دفاعاً، كما يصعب على من يتابع الاتحاد تحديد مكمن الخطورة او محاولة ايقافها من قبل الخصوم، فالفريق يجيد اجادة تامة اداء الكرة الشمولية طرقاً وتكتيكاً بحيث تتمازج الخطوط لتكون كتلة واحدة مليئة بالتنوع الادائي والروح القتالية العالية المرتكزة على المخزون اللياقي الكبير، في مباراة الختام لم يغر ديمتري غياب عبدالغني وشليه من الاهلي لكي يكثف الهجوم من الاطراف خشية ان يخرج فريقه عن اطاره الديناميكي المعروف، ومن هنا رأينا الوصول للمرمى الاهلاوي يتم بصورة سريعة بعيداً عن كلاسيكية التحضير البطيء مما اتاح لنجوم العميد ان يتغلبوا على مشكلة النقص المبكر بشكل يدعو للاعجاب فالاتحاد ظل يهاجم ويدافع بتوازن ملفت طوال زمن المباراة ولم يلجأ للدفاع المنظم مطلقاً بعكس خصمه الذي لم يكن مرتباً بما يكفي تكتيكياً وبقي اسيراً للاجتهادات وانتظار ما يقدمه النجوم,, يتقدم الركب النجومي المبدع خميس الزهراني بغض النظر عما قدمه في لقاء الختام، والحقيقة ان هذا اللاعب العصري يستحق ان يكون افضل لاعبي الموسم السعودي نسبة لثبات مستواه الراقي وتأثيره الواضح على نتائج فريقه - المليئة بالانتصارات- واسلوب خميس السهل الممتنع قد يكون شاذاً نوعاً ما عن الشكل الجدي والقتالي الذي يغرق به زملاءه، ربما يكون ذلك نوعاً من الخلطة الاتحادية التي افرزت موسماً لن ينسى عبر تاريخ اقدم الاندية السعودية.
نور يسطع في ميادين الاتحاد
- نجم مباراة القمة محمد نور الشاب القادم لعالم النجوم السعودية الواسع,, لا نبالغ فهذا اللاعب لديه امكانات لا تتوفر سوى باللاعبين اصحاب البصمات الواضحة، لدى نور قدرات مهارية عالية حيث يجيد الهجوم بالمراوغة والتسديد القوي والمركز ويتميز دفاعاً باجادة العاب الهواء والالتحام المناسب لتخليص الكرات، لكن المهم ان يكون هذا النجم الواعد ذا قدرة حركية وتموقعية مدروسة لا يجيدها سوى لاعبي الخبرة لاحظنا ذلك بعد طرد محمد الصحفي حينما اجبر نور على تغطية مركزه الشاغر دون ان يتأثر خط الوسط بعودته للدفاع نظراً لتمكنه من تأدية الواجبين بتقدير يحسد عليه الكبار,, محمد نور لو حافظ على تدرجه التصاعدي بتلك الدرجة السريعة فسيحجز مكانه في القائمة الدولية الاساسية الاولى.
الصخرة خليوي
- منذ سنوات ودفاع الاتحاد مضرب مثل من بين الفرق السعودية,, ويجمع هذا الخط بين الخبرة والشباب مما ادى الى ندرة الاخطاء وصعوبة الوصول للشباك الصفراء,, محمد خليوي صخرة الدفاع السعودي وافضل من يجيد تأدية وظيفة الليبرو او الظهير القشاش، واستطاع هذا النجم الخلوق قيادة فريقه من الخلف بفضل ما يمتلكه من خيال واسع وردة فعل سريعة تمكنه من تغطية الثغرات بكل براعة واتقان,, تعرض مستوى الخليوي للانخفاض لكنه عاد في الوقت المناسب كما كان متألقاً وربما اكثر.
قائد الأبطال جميل
- رفيق الدرب قائد المجموعة الاتحادية احمد جميل غنم وهو يستعد لمغادرة الملاعب ما يتمناه اي لاعب كروي مر بالكثير من المحافل الدولية والمحلية، فخلال ثلاثة مواسم رفع جميل سبع كؤوس مع فريقه الذي يعشقه حتى النخاع، من يعرف احمد جميل عن قرب سيلمس بالتأكيد طيبته وشهامته الواضحة، قيادة جميل لفريقه كانت ذات تأثير ايجابي نظراً لما يكنه زملاؤه له من حب وتقدير، يبادلهم جميل نفس الشعور عملياً حيث يساهم بحل مشاكلهم الخاصة وهوالمدافع لهم والمحامي امام الادارة,, هذه الصفات جعلت ديمتري الذكي يمنح احمد جميل صلاحيات خاصة فجميل لديه الحرية الكاملة في التحدث لزملائه اثناء شرح الخطط او خلال فترات ما بين الشوطين لبث الروح والحماس في نفوس زملائه.
بهجا يرسم البهجة
- متين ذاك الرابط الذي يجمع بهجا المثير وجماهير الاتحاد، ولن يكون ذلك مستغرباً اذا عدنا بالذاكرة قليلاً للوراء عند حضور النجم المغربي في موسمه الاول للاتحاد، فبعد جفاف السنين امطرت سماء العميد بغزارة ثلاث بطولات، وكان بهجا صاحب التأثير البالغ في تلك الانتصارات، حقق رقماً قياسياً في التهديف على مستوى الدوري المحلي واحرز لقب هداف العرب، كل ذلك ضمن ما حققه الاتحاد، فلا عجب بكل هذا الحب لاسيما وهو يساهم هذا الموسم ببطولة خارجية كبرى كان له موقف الحسم,, ربما يختلف الكثير حول احقية بهجا في ممارسة الذاتية بالتصرفات المثيرة او في طريقة ادائه ولكن سيتفق الجميع على ان هذا اللاعب لديه مما يقدمه للفريق مما جعل الصمت يمارس تجاهه بلا تردد.
نجوم نجوم
- يطول الحديث ويصعب الاستعراض لكامل لاعبي وشؤون الاتحاد,, فما حققه هذا الفريق ليس من السهل تكراره وهو بذات الوقت ناتج لعوامل كثيرة ومتعددة,, لكن الاتحاد فاض فناً ونصراً حتى اشبع نهم جمهوره الكبير والصابر على سنوات الجفاف,, بقية النجوم كانوا مع زملائهم الكبار باقة واحدة فاحت وعطرت بعطرها عروس البحر الاحمر، ورقص ابناء العروس رقصة المزمار على انغام عميد البلد في أحلى عصوره واجمل ايامه,, قد تطول هذه الايام اذا ما عرف ابناء العميد كيف يحافظون على نمو وتطور فريقهم، وان يأخذوا اخفاق الفريق في الموسم الماضي بعد نتائج الذي قبله درساً كافياً لتجنب تقلبات الاحوال الكروية السريعة,, والاتحاد كان برمته بجماهيره ولاعبيه وجهازيه الفني والاداري كله نجوم في نجوم,, وهذا زمن الاتحاد,
|
|
|