كم أثلج صدورنا ما أدلى به مصدر مسؤول بتصريحه لوكالة الأنباء السعودية حول ما أوردته بعض وسائل الإعلام من تفسيرات لما جاء في خطاب صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في المنطقة الشرقية عن المرأة وقول سموه لن نسمح لكائن من كان أن يقلل من شأنها - أي المرأة - او يهمش من دورها الفاعل في خدمة دينها وبلادها , حيث ان الكلمة ضبطت بضابط شرعي لايحتمل التأويل، فالعجب كل العجب لتلك الأقلام التي حملت الكلمة مالم تحتمل، وجانبت في مضمونها الصواب، فأصحاب تلك الأقلام قد تجاهلوا - عفواً - نسوا ذلك الضابط الشرعي الذي ورد في كلمة سموه حفظه الله، أو أنهم أخذوا من الكلمة ما أرادوا وتركوا مالم يريدوا، فهم أخذوا ما يوافق اهواءهم ويؤيد اتجاهاتهم.
ألا يعلم أولئك الدعاة أن ما يدعون اليه من أمور تتعلق بقيادة المرأة للسيارة، أو مايتعلق بالحجاب، او مايتعلق بمخالطة المرأة للرجال في الاعمال ان هذه الامور هي بذاتها تقليل من شأن المرأة، فالمرأة السعودية من فضل الله سبحانه وتعالى قد عرف لها قدرها، ورفعت مكانتها، والمسؤولون في هذه البلاد بحمد الله تعالى حريصون على المرأة وصيانتها من الابتذال، وقيامها بدورها الحقيقي في المجتمع السعودي الذي يسير على شرع الله، وسيكون كذلك ان شاء الله.
ومما يثير الدهشة والعجب من تلك الاقلام التي تناولت كلمة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله (حفظه الله ورعاه) أنهم أقحموا فيها أموراً لاتمت لها بصلة لامن قريب ولا من بعيد، كقيادة المرأة للسيارة، والحجاب، ونحو ذلك، لا أدري أهذا غفلة منهم ام استغفال، بل ان احدهم جعلها كما يقول الطلقة الاولى في الحوار في شأن المرأة، فكأنه بهذا التعبير اراد ان يفتح بها بابا الى الحرب في تحرير المرأة حسب زعمه, وجعلها آخر منطلقاً لتحرير المرأة حيث يقول : وهذا تصريح عظيم يأخذ مكانه في التاريخ فعلينا إذاً تحرير المرأة من كثير من قيود العادات والتقاليد,,, وأي قيود يعنيها ذلك الكاتب، هل رأي في يديها او رجليها أغلالاً؟!!!
وما أشار اليه المصدر المسؤول بقوله: اما القيادة السعودية فهي تدرك ماتقول وتعي ماتفعل وماتقوله او تفعله نبعه صفاء المعتقد ونقاء التوجه فيما أتت به رسالة المصطفى عليه افضل الصلاة والتسليم ، هذا مايدركه العقلاء واصحاب الفكر السليم والسلوك القويم من تلك الكلمة وأمثالها، فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظ لنا قادتنا، وان يجعلهم ذخراً للإسلام والمسلمين , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
د, سليمان العيد
الرياض