عزيزتي الجزيرة
رداً على ما جاء في صحيفة الجزيرة الغراء تحت عنوان الفكرية بالزلفي تحتاج الى وقفة إنسانية بتوقيع الاستاذ صالح عبدالعزيز السويكت من محافظة الزلفي، أود ان أشكر الاخ الكريم الاستاذ صالح بن عبدالعزيز السويكت مرتين، مرة لانه لم يسكت عن بعض الأمور السلبية بل نطق وأبدى اهتمامه الكبير بفئة عزيزة على قلوبنا وهي فئة المتخلفين عقليا بمحافظة الزلفي، فأعطانا بذلك فرصة لتوضيح بعض الحقائق، ثم أشكره مرة ثانية لأنه اعطانا فرصة اخرى لإيضاح وتصحيح بعض المفاهيم الأساسية المتعلقة بهذه الفئة، فأقول للأخ الكريم:
1 استخدمت مصطلح (مدرسة التربية الفكرية) وهذا مفهوم خاطىء في أساسه ولا ينسجم مع التوجهات الحديثة في مجال تربية وتعليم تلك الفئة، والمسمى الصحيح هو (برنامج فصول التربية الفكرية بمدرسة الإمام أحمد بن حنبل) وهذا النمط من الخدمة يمكن التلاميذ ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة من الاندماج الجزئي مع اقرانهم العاديين الأمر الذي من شأنه ان يعمل على كسر الحواجز النفسية والاجتماعية بين تلك الفئة والفئات العادية، غير ان ما يحز في النفس ويدمي الفؤاد ان نرى حواجز حديدية قد اقيمت لتفصل هذا البرنامج عن البيئة التربوية العادية في المدرسة، فتفسد بذلك الهدف التربوي من جعل هذا البرنامج جزءا لا يتجزأ من الكيان المدرسي، وعلى ادارة المدرسة أن تسعى جاهدة الى دمج تلاميذ التربية الفكرية مع اقرانهم العاديين قدر المستطاع او نقل البرنامج الى مدرسة أخرى تحقق هذه الغاية، وقد خاطبنا ادارة التعليم بهذا الشأن مرات عديدة بناء على الزيارات الميدانية المتكررة للمحافظة بل تحدثنا مباشرة مع مدير التعليم بهذا الشأن، إلا ان الأمر ظل كما هو مما قد يستدعي (وقفة حاسمة) يعاد النظر خلالها في وضع هذا البرنامج وذلك في ظل المعايير التي حددتها الأمانة العامة للتربية الخاصة لاختيار المدارس العادية التي يتم فيها استحداث برامج جديدة للفئات التربوية الخاصة ومن أهمها:
أ أن يكون المبنى ملائما.
ب أن تكون إدارة المدرسة لديها الرغبة والاستعداد للعمل مع هذه الفئة.
ج أن تكون المدرسة في موقع متوسط بالنسبة لسكن الطلاب.
2 أشرت الى وسيلة النقل الخاصة بالبرنامج وفي هذا الخصوص ينبغي التنويه الى أنه في ظل التوجيهات السامية الكريمة التي تضع هذه الفئة على رأس أولوياتها فقد أصدر معالي وزير المعارف مشكورا تعميمه رقم 215/1 بتاريخ 2/3/1417ه الى ادارات التعليم بإعطاء الأولوية في النقل لتلاميذ التربية الخاصة محددا الضوابط الخاصة بهذا الأمر، لذا كان يجب على ادارة التعليم أن تعمل على توفير الوسيلة المناسبة ولا نحسب ان تحقيق هذا الأمر من الصعوبة بمكان في ضوء التعليمات المبلغة لها.
3 فيما يخص الكوادر البشرية فإنه يوجد في البرنامج خمسة معلمين متخصصين في التربية الخاصة ومعلِّمان للتدريبات السلوكية، ومعلم لتدريبات عيوب النطق، وهذا العدد يكفي لتحقيق الغرض التربوي بهذا البرنامج، اما إن كنت تتحدث عن كوادر إدارية فقد سبق وان اوضحنا ان ادارة المدرسة العادية هي المسؤولة عن البرنامج مباشرة.
4 ذكرت أن ادارة التعليم بالزلفي تحتاج الى مساعدة حيث ضاقت بها الحال من جراء التزاماتها المتعددة وبرامجها التي تستنفد ميزانياتها، وهنا نود ان نشير الى انه ينبغي ألا تشعر أنت ياأخي الكريم ولا إدارة التعليم بالزلفي أن برنامج فصول التربية الفكرية بمدرسة الإمام أحمد بن حنبل بالزلفي يشكل عبئا ثقيلا على ادارة التعليم ولكن دعم هذا البرنامج ماديا ومعنويا هو واجب من واجباتها الأساسية حسب التعليمات المبلغة اليها وبوسعها مراجعة مرجعها للحصول على الدعم المطلوب.
5 لقد استطعت ياأخي الكريم ان تحرك المشاعر وتثير العواطف بدعوتك الى مساندة هذه الفئة ونجزم بأن ذلك من صميم قلبك في إطار من حسن النية، لكن جميع الدراسات والأبحاث والتجارب الميدانية قد اثبتت ان أسلوب الاستجداء والاستعطاف يعد استغلالا لهذه الفئات، كما انه يعمل على تأصيل مفهوم الدونية نحوهم، والصحيح ان هذه الفئة في حاجة الى الاحترام والتقدير وفرص التعليم المتكافئة مع اقرانهم العاديين وإعدادهم الإعداد الجيد الذي يكسبهم المهارات التي تمكنهم من النجاح في حياتهم وكذلك توفير فرص التوظيف المناسبة لهم,وفي الختام ادعوك يا أخي الكريم أنت وغيرك الى الاستمرار في الكتابة حول هذا الموضوع او غيره من المواضيع التي تتعلق بالتربية الخاصة، لأن النقد البناء، هو الأسلوب الصحيح للبناء كما سنكون في غاية السعادة لو تفضل كل من يرغب في زيارتنا للحصول على بعض الكتيبات والمنشورات التي من شأنها أن توضح المفاهيم الصحيحة والحديثة التي تقوم عليها عملية تربية وتعليم الفئات التربوية الخاصة وحينئذ سيتضح للجميع ان (برنامج فصول التربية الفكرية بالزلفي) ليس بحاجة فقط الى وقفة إنسانية، وإنما هو بحاجة أكثر الى (وقفة تربوية) وربما ايضا الى (وقفة إدارية)!!