** من ابرز ما يتميز به ابناء هذا الوطن,, أنهم يستشعرون مآسي اخوانهم المسلمين في كل مكان,, ويهبون لنجدتهم بكل ما يملكون.
** والمتتبع لنكبات ومشاكل المسلمين في أوقات مضت,, يلمس أن أول المسلمين الذين وقفوا وقفة صادقة مع المسلمين المنكوبين هم أبناء هذا البلد.
** قلبوا صفحات الجهاد الافغاني ضد الاتحاد السوفيتي المحتل, عندما أراد تحويل دولة اسلامية الى دولة شيوعية,, وسعى الى الغاء الوجود الاسلامي في هذه الدولة الاسلامية ,, التي يبلغ نسبة المسلمين فيها 100% .
** ثم انظروا الى بصمات أبناء هذا البلد في كفاح وجهاد المسلمين في البوسنة والهرسك ضد النصراني الصربي,, الذي أراد طمس الهوية والوجود الاسلامي في البلقان.
** ثم فتشوا عن الوقفة الاسلامية الصادقة,, في كل من الصومال وبنجلاديش وبورما والسودان ومناطق اسلامية اخرى تعرضت لمحن ومشاكل ونكبات,, فكان ابناء هذا البلد,, هم أول المنجدين.
** وعندما حلت باخواننا المسلمين في كوسوفا محنة جديدة,, كان ابناء هذا البلد ايضا,, هم أول المنجدين,, اذ شكلت على الفور اللجان الرئيسية واللجان الفرعية ,, وأعلنت الهيئات والمؤسسات الاسلامية والاغاثية في هذا البلد,, حالة الطوارىء,, وكانت تلك الهيئات هي اول من وصل الى هناك,, وهي أول من وزع خيامه وأعلن عن خدماته في هذه المنطقة الاسلامية المنكوبة.
** وفور الاعلان عن تشكيل اللجان وقبول التبرعات ,, تسارع ابناء هذا البلد لتقديم كل ما عندهم,, وكل ما يملكون من اجل اخوانهم المسلمين الذين يتعرضون لصنوف الابادة والاغتصاب والمطرد والتهجير الجماعي,, من أجل طمس الوجود الاسلامي في منطقة البلقان.
** غير أن مساهمة بعض الشركات والمؤسسات,, كان هو الأكثر حضورا,, وكان هو اللافت للنظر.
** لقد قال لي مسئول بشركة عبداللطيف جميل للسيارات أن الشركة تبرعت ب 1% من جميع دخولها قطع الغيار والصيانة لمدة ثلاثة أشهر,, بينما تبرعت بثلاثة ملايين ريال وأكثر من عشر سيارات جيب وسلمت هذه التبرعات للجهات المسئولة.
** وأكد هذا المسئول ,, ان التبرع ب 1% من الدخل وب 500 ريال عن كل سيارة تباع من الشركة سوف يكون على حساب الشركة نفسها,, ولن يتحمل الزبون المشتري أي شيء,, وسوف تشمل نسبة ال 1% جميع المبيعات وقطع الغيار والصيانة وسوف يخصص كل ذلك من أجل أشقائنا المسلمين في كوسوفا,, تضامناً من الشركة مع المسلمين هناك,, ومحاولة للتخفيف من مأساتهم.
** اننا كمسلمين أولاً, وكواطنين,, سعداء بهذا الخبر,, وبهذه الوقفة,, وبتلك الخطوة الرائدة,, التي نأمل أن تكون فاتحة خير لشركات ومؤسسات أخرى مماثلة وغير مماثلة.
** وبالمناسبة,, فان مجموعة عبداللطيف جميل,, لها وقفات انسانية صادقة وليست هذه الأولى من نوعها,, بل عرف من مؤسسات وهيئات اسلامية واغاثية,, أن هذه الشركة,, شركة معطاءة تنفق دوما في مشاريع الخير,, وهي دوماً,, شركة سباقة الى البذل والعطاء في ميادين الخير.
** نشكر ملاك هذه الشركة ونشكر المسئولين فيها.
** ونشكر كل من يحذو حذوها ويستشعر مآسي المسلمين.
** ونسأل الله تعالى,, أن يجعل كل ذلك في ميزان حسناتهم,, إنه سميع مجيب.
عبدالرحمن بن سعد السماري