تحقيق: عياد الفهيدي
الغش في الامتحانات ظاهرة موجودة في مدارسنا وكل مدارس العالم وهذه الظاهرة السيئة تتمثل خطورتها في انها تنتج جيلا فاشلا دراسيا لا يملك اية معلومات عن المواد التي درسها والاخطر من ذلك انها بدأت تنتشر بين الطلاب بشكل كبير واللافت للانتباه انها تعددت وسائلها واساليبها فهناك اسلوب لكل مادة واسلوب لكل نوعية من الأسئلة وهذا نائج عن عدم ادراك الطالب ووعيه بما يفعل والاساءة التي سوف تلحق به كما ان هذه الظاهرة سرعان ما تلاحظ من خلال حركاته وتصرفاته داخل القاعة عن هذه الظاهرة السيئة كان لنا عدة لقاءات من خلال هذه الاسطر.
يقول الطالب/ فهد بن راضي الحربي:
الطالب الغشاش جبان ويعرف قبل دخوله صالة الامتحان بانه على خطأ وانه سوف يعاقب وقد يطرد من هذا الاختبار ولكن القضية ومربط الفرس في شدة لجنة المراقبة من عدمها فهذه اللجنة اذا كانت حازمة وشديدة فلن يستطيع هذا الطالب ان يخرج مامعه من وريقات (براشيم) لانه يعرف مسبقا انه خسران وهكذا لذلك انا اقول ان المسألة كلها تقع على عاتق هيئة التدريس بالمدرسة فنحن الطلبة نعرف المدارس فهناك مثلا مدرسة منتشر بها الغش واخرى هيئة التدريس بها شديدة وحازمة ولا يمكن ان يمارس الطالب فيها او يحاول ان يغش وعن اسباب لجوء الطالب للغش:
تحدث الطالب/ محمد عبدالعزيز العلي الفهيد بقوله: المشكلة لا تقلق اعضاء هيئة التدريس وادارة المدرسة فقط انها تعنينا نحن بالدرجة الاولى لاننا ندرس ونحفظ بينما البعض الاخر مثلا يكتب ويغش ويستفيد من غيره وقد يحصل على درجات اعلى اننا نحن الطلاب متحمسون اكثر للقضاء على مثل هذه الظاهرة حتى تكون الدرجات عادلة ويأخذ كل ذي حق حقه.
كما انا نتمنى التشهير وتطبيق العقوبة على كل طالب يتم ضبطه اولا باول وفي نهاية حديثه يؤكد على اهمية ودور مراكز التصوير التي تقوم بتصغير الصفحات بحيث تظهر على شكل براشيم جاهزة.
* اما الطالب/ محمد بن عبدالرحمن القصير فيقول: ان هذه الظاهرة انتشرت للأسف بين بعض الطلاب ضعفاء النفوس الذين لا يقدرون المسئولية الملقاة على عاتقهم واهم اسباب الغش ضعف الوازع الديني في نفوس هؤلاء الطلاب اهمال الرقابة المشددة على الطالب, عدم المبالاة لدى هؤلاء الطلاب وقلة حيائهم, ايضا هناك سبب مهم ومنتشر بدون رقيب على المدرس وهو ان بعض المدرسين هداهم الله لا يراعي الفروق الفردية عند الطلاب حيث ان اسئلته تكون في غاية الصعوبة والشدة مما يضع الطالب في موقف محرج تجاه هذه المادة, ضعف الطالب في المادة اثناء الامتحانات النهائية للفصل, عدم الاعتماد على الله ثم على النفس, والناتج عن الغش بالمستقبل انه عندما ينتقل الطالب الى المرحلة الدراسية الأعلى (الجامعات، او الكليات) يدرك ما قد سببه له الغش من اضرار فقد لا يستطيع المواصلة الدراسية نظرا لاهتزاز قاعدته وتخلخلها.
رأي المدرسين
كما انه كان للمدرسين رأي حول هذا الموضوع حيث قال الاستاذ لافي بن غازي الفهيدي ان قلة الملاحظين وكثرة القاعات بحيث لا يستطيع الملاحظ ضبط القاعة من العوامل التي تفتح شهية الطالب للجوء الى الغش هذا من ناحية, اما من ناحية اخرى فان بعض الملاحظين وللأسف الشديد يبدي عدم اهتمام واللامبالاة في الملاحظة خلال الامتحانات حيث تكون فترة الامتحانات لمدة اسبوع او اسبوعين وهو عبارة عن ملاحظ في هذه المدرسة ولايريد كسب عداوة الطلاب, وينهي الفهيدي حديثه بقوله ان تكدس الطلاب في القاعات وعدم ترتيبهم بشكل منظم يسهل عملية الغش ولو على الاقل بالنظر لورقة زميله الذي يختبر بجواره.
اما الاستاذ/ محمد بن سليم الفريدي فقد شاركنا بقوله: جميل ومفيد من جريدة الجزيرة ومكمن فائدته فيما يبدو لي نابع من كونه يمس قضية تربوية واخلاقية طالما نادى التربويون بضرورة ايجاد العلاج الناجع لها ولكن ينبغي الا نتحدث عن القضية وكأنها ظاهرة عامة او مستشرية تستدعي عقد الندوات او التأليف, لان ظاهرة الغش في الامتحان وهي ما تعنينا هنا ظاهرة شاذة اذا ذكرت انصرفت الابصار الى فئة نادرة من الطلاب وهم اولئك الذين يقبعون في زوايا القاعة المدرسية ويأنفون من كلمة واجب منزلي ويتغيبون عن الامتحانات الشهرية وان حضروا اثاروا البلبة واكثروا من الفحفحة, اولئك الذين قام المرشدون يفتح ملفات خاصة بهم ودفعتهم دراجاتهم المتواضعة بل المخزية الى سلوك هذا الطريق بل المشين لانتشال انفسهم من الحضيض واللحاق بزملائهم، ولكن ينبغي ان لا نتهرب نحن الاساتذة من المسئولية ونلقي بها على عاتق المرشد الطلابي او الاسرة فاليد الواحدة لا تصفق ومن هناك يكون التآزر حتميا لمناصحة هذه الفئة من الطلاب وليكن على انفراد ولنعلم ان التفرغ لالقاء القبض عليهم عند ملابسة الغش لا يكون حلا البتة وثمة امر ربما دفع بالطالب الى الغش ومحاولته او حرك ذلك في نفسه وهو ما ينتهجه بعض الاستاذة عندما يعمد الى الغموض او التعمية او الصعوبة في حين ان الاسئلة ينبغي ان يراعي فيها مستويات الطلاب وقد احسنت وزارة المعارف حين نبهت الى ذلك ودعت الاساتذة الى ايضاح طريقتهم في وضع الاسئلة وضرب الامثلة امامهم كي يكون الطالب على بينة من الامر قبل دخول الامتحان.
وايضا شاركنا الاستاذ/ صالح حمد البسام بقوله: ارى ان من اهم اسباب الغش في الامتحانات ضعف الوازع الديني الذي يردع الانسان عن هذا العمل القبيح، وكذلك من اهم الاسباب عدم وجود الرادع القوي لهذا العمل فلو كان هناك رادع مناسب تجاه هذا الغاش لكان رادعا لبقية الطلاب ممن تسول لهم انفسهم بالغش، بالاضافة الى ان ضيق صالات الامتحانات وقرب الطلاب من بعض له دور كبير في هذا, وقد يتساهل بعض المدرسين, واخيرا عدم الثقة بالنفس والاقتناع بالقدرات والامراض النفسية التي تصيب الطالب قد تكون من الاسباب الرئيسية للغش في الامتحان واهمس باذن كل طالب ان يتقي الله سبحانه وتعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب .
كما كان للارشاد الطلابي دور في هذه القضية حيث حدثنا المرشد الطلابي الاستاذ/ مناور بن صالح المناور بقوله: الغش حكمه بين وظاهر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا وكذلك الغش في الامتحان من اعظم ما يكون خطرا لان خطره ليس كخطر المال الذي من اجله ورد الحديث بل هو اعظم لانه خيانة للامة جميعا، فالطالب الذي ينجح بالغش معناه انه هيأ نفسه لان يتبوأ مركزا عظيما بقدر ما تؤهله هذه الشهادة وهو في الواقع لا يستحقه، وحينئذ يكون وجوده في هذا المركز الذي لا يناله الا من نال هذه الشهادة ضررا على المجتمع, وضرر اخر للغش وهو من الناحية الثقافية فالامة اذا خرج مثقفوها بالغش صار مستواهم الثقافي هابطا لا ينبىء على علم فيكونون عالة على غيرهم لانه من المعلوم انه من نجح بالغش لا يستطيع ان يجابه الطلاب في التعليم والتثقيف، ناهيك عما في ذلك من غش للدولة التي لا ترضى بهذا ابدا فاتخذت الاحتياطات اللازمة لمنع هذا الغش من المراقبين وغيرهم ولافرق في هذا بين مادة واخرى، فلا فرق مثلا بين ان نغش في مادة التفسير او الانجليزي، لان الكل يترتب عليه صعود الطالب من مرحلة الى اخرى ويتوقف عليه اعطاء الطالب فالكل غش والكل محرم, واخير اهيب بشبابنا ان يكونوا حريصين جدا على ان ينالوا المراتب بجدارة فذلك خير لهم في دينهم ودنياهم.
- ايضا شاركنا الاستاذ حمود بن منديل الفهيد مدير متوسطة وثانوية الاسياح قائلا: ان هذه الظاهرة السيئة تتمثل خطورتها في انتاج جيل فاشل دراسيا ولايقدرون المسئولية الملقاة على عاتقهم وقد نهانا ديننا الحنيف عن ارتكاب مثل تلك العادة السيئة التي لا تخدم الاهداف العملية والتربوية والواجب علينا جميعا الوقوف في وجه هذه الظاهرة ووأدها في مهدها حسب التعليمات والتنظيمات لردع مرتكبي هذه الظاهرة, ولعلي اوفق في ايجاز بعض دوافع الغش,, منها الاهمال وعدم المذاكرة اولا بأول خلال العام الدراسي عند بعض الطلبة وتأجيل ذلك الى موعد الاختبارات, ومنها ايضا عدم رعاية ولي امر الطالب له في تصرفاته والغفلة عن زيارة المدرسة للسؤال عن احوال ابنه ومنها ضعف الوازع الديني عند بعض الطلبة, ومنها تساهل بعض ملاحظي الطلبة من المدرسين داخل اللجان ومنها الجليس السوء الذي يلجأ لمثل هذه الاساليب قد ينشر الفكرة عند الطلبة وفي رأيي من الحلول للقضاء على هذه الظاهرة السلبية نوجزها فيما يلي:
التوعية في المدارس للطلبة وبيان الاثر الخطير الذي يترتب عليها ومنها الحزم والجدية في تطبيق التعاميم والنشرات لمنع هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع والتشهير بمرتكبيها في العقوبة في اوساط الطلبة حتى تكون رادعا لعموم الطلبة، حث الطلبة ومتابعتهم في المذاكرة الجدية اولا بأول، وتنمية الوازع الديني عند الطلبة وبيان حكم ذلك في الشريعة كما افتى به علماؤنا الافاضل عن حكم الغش وابراز ذلك في الاذاعة والصحافة المدرسية, واخيرا يجب علينا جميعا البعد عن الغش ومحاربته فهو آفة ينبغي الحذر منها ولو ان ما فيه من المضار الا تعطيل وهضم لحق القوى الذهنية والفكرية التي وهبها الله للانسان.
اما الاستاذ/ عبدالمعطي غازي الخيبري فقد تحدث قائلا:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين, اما بعد فيسرني ان اشارك برأيي المتواضع حول موضوع ظاهرة الغش في الاختبارات الذي تطرحه مشكورة (جريدة الجزيرة).
ومن اهم اسباب هذه الظاهرة في نظري مايلي:
ضعف الوازع الديني لدى الطالب حيث يظن ان من حقه الغش طالما قدر عليه.
عدم مبالاة بعض الملاحظين وهم قلة ولله الحمد وذلك كأن يدير الملاحظ ظهره للجنة او يتحدث مع زميله او مع احد الطلبة.
كثافة الطلبة في القاعة من الصفوف المتجانسة كأن يكون الطلبة في القاعة الواحدة من صف واحد.
عدم ملاءمة الاسئلة للزمن خاصة تلك التي تكون اجابتها صح او خطأ وما شابهها مما يجعل الغش سهلا بين الطلبة.
قلة الحزم من بعض ادارات المدارس في حق من يمارس هذه الظاهرة.
ويكمن العلاج لهذه الظاهرة في نظري ايضا فيما يلي:
التوعية الدينية بين الطلبة وبيان اخطار الغش على المدى القريب والبعيد وتقع مسئولية ذلك على المدرسين خاصة مدرسي التربية الاسلامية واللغة العربية والارشاد الطلابي واولياء امور الطلبة.
الاجتماع بجميع اعضاء هيئة التدريس قبل الاختبارات بوقت كاف وتوعيتهم باهمية الملاحظة.
وما يجب عليهم عمله داخل صالة الاختبار وعدم التهاون في الملاحظة.
جعل الطلبة في القاعة الواحدة من صفوف مختلفة بحيث يحاط الطالب بطلبة من صفوف اخرى.
وضع الاسئلة بحيث تلائم الزمن وان تقيس مستوى تحصيل الطالب لينشغل بها الطالب عن التفكير بالغش.
ان تطبق العقوبات الواردة بلائحة الاختبارات في حق الطالب الغاش بكل حزم واعلان ذلك للطلبة.
واخيرا اشكر للمحرر وللجزيرة الغراء طرح مثل هذه المواضيع التي تهتم بأغلى ثروة في بلادنا الغالية وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه انه هو السميع المجيب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
|