مدخل:
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي |
- شوقي -
عندما حثنا ديننا الإسلامي الحنيف على النظام,, والانتظام في الصلاة والزكاة والصيام والحج دينا تربويا تنويريا,.
ابدع,, من بعدها العالم في عملية صياغة وعي الشعوب وتشكيل مداركهم بطريقة تدعو كثيرا بالتفاؤل بمستقبل يبدو اكثر اشراقا لمجتمع يتطلع دوما بغد وبروح المواطنة ليساهم في عملية البناء والتنمية تحت شعار النظام.
اعذروني على هذه المقدمة التي اؤكد بأنها جزء من قناعات الكثير, أجد انها أتت وحيا وتداعيا مع قرار مجلس الوزراء الموقر القاضي بالزام سائقي السيارات وركابها باستخدام حزام الامان اثناء السير على الطرق بالمملكة, وفي الوقت الذي اسجل فيه اعتزازي وتقديري للجهد الوافر الذي يقوم به قطاع الامن العام من كتيبات,, ومطبوعات,,, وبرامج توعوية للمجتمع بأهمية النظام والانتظام بقواعد المرور والسلامة.
الا انني لا اعتبر نفسي متجنيا اذا قلت بان هناك قواسم تشكل اضلاع المثلث اجتماعيا تكمن في ثلاثي غير انسجامي البيت - المدرسة - الاعلام!! في عدم ترسيخ مفهوم النظام,, وحتى الانتظام وليس بالضرورة في مجال المرور والسلامة فقط,, بل النظام بمتطلبات حياتنا اليومية,.
فمثلا: البيت:
لماذا لا يضع باقي افراد الاسرة امام المواجهة الحقيقية,, والمكاشفة الصريحة والنقد الذاتي عن اهمية النظام,, فالنظرية ليست بمستوى ومكانة التطبيق والممارسة العملية الميدانية,؟
* الإعلام :
لماذا لا يريد ان نتنبه الى تلك الممارسات الفوضوية التي ينتهجها البعض بعيدا عن النظام,, لتسهم في صياغة وعيه وتضع بصماتها في حياة الاجيال الحاضرة والمستقبلية,, مع خبراء بمستوى كلمة النظام,, بدلا من البرامج التوعوية التقليدية المملة,؟
* المدرسة:
ذلك الصرح التربوي,, العلمي الذي يتربى فيه الناشئة ويسهم الى حد كبير في اعداده,, وتنميط سلوكياته,,, وقيمه,, واخلاقياته وبالتالي تحديد مدى صدق تعاطيه لحياته ودوره في بناء مجتمعه عبر بوابة النظام؟.
فالكل منا يدرك حجم المسئولية المناطة به,, كحجم المآسي التي تعرض لها البعض لعدم تقيدهم وجهلهم بالنظام والتي أدت الى اصابات عظيمة,, وحالات اعاقة,, واخرى وفيات,,!!
فالشواهد المادية ثابتة,, والاحصائية يؤكدها نائب مدير الامن العام الفريق محمد بن رجاء الحربي ان المملكة تعتبر من اوليات الدول في العالم التي ترتفع فيها نسبة الحوادث من جراء قلة الوعي,,!! وعدم التقيد بالنظام,.
فهل نحن بحاجة لحزم الوعي أكثر,, كالالزام بحزام الأمان,؟
يقول المشرف العام على مستشفى قوى الامن الداخلي د, محمد مفتي ان 85% ممن يستخدمون السلامة المرورية والنظام بحزام الامان تقل نسبة اصابتهم في حالات الحوادث!!
آخر المطاف:
ترى ما ذنب البراءة ان تكون ضحية سلوك غير سوي,.
محمد العبدالوهاب