إلى مروى قاوقجي التي كلما رأيتها تتفجر مشاعر شاب منفعل,, يود أن يلقي بنفسه إلى الموت.
آه يا أختاه وما باليد حيلة,, كلما رأيتك على التلفزيون تدمع عيناي أحاول أن أفسر تلك الدموع,, هل هي دموع الفخر بامرأة مسلمة,, امرأة عزيزة,, امرأة كريمة,, امرأة محتشمة,, امرأة شريفة,, عفيفة,, عظيمة,, أم هي دموع الحزن على تركيا,, تركيا دولة الاسلام,, تركيا الحصن الحصين, ماذا جرى يا تركيا,, ماذا جرى أيها الاتراك,, انتهت كل المشاكل,, حللتم اعظم التحديات,, انهيتم المشكلة مع أشقائكم في الدين الأكراد وأعطيتموهم حقوق المسلم وحقوق المواطن,, انتهت مشاكلكم مع أوروبا التي ترفضكم,, هل انتهت مشكلة الفقر,, مشكلة الأمية,, ومشكلة التخلف الصناعي,, انتهت كل مشاكل تركيا وبقيت مشكلة واحدة تشغل بال الأشاوش,, حجاب هذه الشريفة العفيفة العظيمة.
أعود إليك يا مروى,, أيتها المرأة العظيمة التي تسبح ضد التيار,, تقفين كالطود الشامخ وسط برلمان تركيا تعلنين حقا من أهم حقوق المرأة حقها في الاحتشام,, وتصمدين,, تعلنين ان تركيا مسلمة,, تركيا محتشمة وهم يريدونها تركيا العلمانية الفاسقة,, ما أسوأ هذا الزمان الذي يحترم فيه الفسوق ويهان فيه الاحتشام.
آه يا أمة الإسلام آه,, يا مسلمين,, ماذا جرى؟
آه لكل انسان حر يأبى الضيم
أين حقوق الانسان
أوليست مروى انسانا
أليس لها حق طاعة تعاليم دينها
أليس لها حق الحشمة
يا ذوي الضمائر الحية,, ان مروى وكل امرأة تركية ممنوعة من ان ترتدي حجاب يستر شعر رأسها.
لماذا يثير حجاب امرأة كل هذه الضجة, هل الحجاب مخيف إلى هذه الدرجة وهل سيدرج الحجاب يوما ليصبح عملا ارهابيا.
أين الغرب الذي نادي بالديمقراطية وحقوق الانسان, لكن صبراً ان فرنسا نفسها خافت من حجاب طفلة صغيرة, لكن أين أمريكا، بلد الحرية ولماذا لم تنتقد أمريكا سجل تركيا الأسود في مجال حقوق الانسان, حسنا,, سيقول لك المختصون,, لقد اصبحت تركيا مهمة من الناحية الاستراتيجية لأمريكا,, صحيح ان الخطر السوفيتي زال لكن تركيا اصبحت مهمة لأمريكا لموقع تركيا بين وسط آسيا والبلقان والشرق الاوسط,, هذه المناطق الملتهبة أو التي من المتوقع ان تصبح الصهيونية للدفاع عن مصالح تركيا من داخل الولايات المتحدة, ونتيجة للتحالف بين دولة اسرائيل والدولة التركية اصبح هناك تحالف ايضا بين جماعتي الضغط الصهيونية والتركية في الولايات المتحدة,, لدرجة ان قادة هاتين الجماعتين يتبادلون التهاني على صفحات الجرائد الامريكية في المناسبات الوطنية للدولتين.
وأعود إلى دموعي التي تملأ عينيّ كلما رأيتك يا مروى والبرلمان يضج من حولك لقد اصبح اعضاء البرلمان يتقربون الى الجيش وقادة البلاد بالهجوم عليك وهذا القميء,, الدنيء,, الذي يريد مكانة,, أو مركزاً يتقرب إلى رؤسائه من خلال الهجوم عليك وهذا اشدهم دناءة يقترب منك ليتهجم عليك,, ليثبت حماسه للعلمانية واخلاصه لها,, قبح وجهك,, وقبح عملك.
وأعود إلى دموعي واختلاط المشاعر في صدري, لا أدري,, أريد ان اقاتل,, ارغب ان اقاتل من اجلك يا مروى ومن أجل كل المظلومين,, من اجل الشرف
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم
لعل مثل هذه المشاعر هي التي دفعت ببعض الشباب للتطرف,, لا أدري,, لا أدرى, أريد أن أموت في سبيل ديني في سبيل امتي.
اريد ان أموت من أجلك يا مروى من اجل كل النساء العفيفات الشريفات
تسقط العلمانية التي تمنع المرأة من الحجاب
يسقط النظام العالمي الجديد الذي لا يعطي امرأة حق الحجاب
اصبحت انفعاليا، كشاب مراهق يود ان يردد يعيش ويسقط
لماذا تفجرت كل هذه المشاعر اين العقلانية والموضوعية التي درسناها
كلها كذب,, كلها افتراء,, كلها دجل
وأعود إلى دموعي التي اخشى انها دموع العجز وقلة الحيلة
لكن لا
ان مروى ليست وحدها,, خلفها ملايين النساء المؤمنات,, خلفها ملايين الشباب المؤمنين,, خلفها كل المسلمين الصابرين الصامتين.
ولن تستطيع العلمانية هزيمة الاسلام,, ولن تستطيع العلمانية هزيمة الحشمة,, فالحق أحق ان يتبع,, والحق يعلو ولا يعلى عليه,, ولله الأمر من قبل ومن بعد.
يمكن مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Lheedan*ksu.edu.sa
أو على البريد العادي ص,ب 178 الرياض 11352