* سقسقة:
الفكر المثقف لا يسيء أبداً إلى الشجاعة .
- حكمة فرنسية -
* * *
فارق كبير بين ان نكرس الوقت والجهد لتمجيد ذواتنا الفردية والمجتمعية.
وبين ان نصنف هذه الذات لتدعيمها وتقويتها ومحاولة الوصول الى انجع الطرق لتحقيق توازنها.
ولذلك فان من اصعب الندوات والمحاضرات تلك التي تناقش واقع مسؤولية الفرد تجاه مجتمعه ومسؤولية المجتمع بمؤسساته تجاه الفرد فليس امام المحاضر او المسؤول الا طريقين ان يتجه الى تمجيد الواقع وزخرفته فيخسر جمهور المتلقي الذي يستحق الاحترام لحضوره واستماعه.
او أن يضع المحاضر اصبعه على الجرح الغائر ويتجه الى توضيح نقاط الضعف في الواقع سعياً الى تصحيحها ووعي الافراد بذلك يتجه الى مصداقية الطرح وموضوعيته فيكسب احترام المتلقي.
ولشد ما يسعدني ان احضر ملتقى ثقافيا نسائيا يشجع على الطرح الواقعي والموضوعي.
كان ذلك جلياً في ورقة العمل التي القتها سمو الأميرة الدكتورة سارة بنت عبد المحسن بن جلوي بعنوان المرأة والدراسات العليا في المملكة العربية السعودية في اختتام فعاليات النشاط الثقافي النسائي الذي تنظمه في معهد الادارة العامة اللجنة النسائية بدارة الملك عبد العزيز.
كان هدف المحاضرة د, سارة واضحاً في تفنيد معوقات المرحلة الحالية لوضع المرأة السعودية في مجال التعليم العالي.
وكانت موضوعية في تحديد اسباب الجمود وضعف المستوى وقلة الابداع الذي اصيبت به جامعات وكليات البنات للاشكالية التي تعاني منها برامج الدراسات العليا كما ذكرت بسبب العوائق الاجتماعية والتعليمية والادارية التنظيمية.
ولعل هذه الزاوية لا تتسع لمناقشة وتأكيد توصيات سمو الأميرة سارة ولكنني اشيد كثيراً بمستوى الطرح الموضوعي والجرأة المتوازنة في مناقشة ابعاد القضية المطروحة في تلك الندوة واشيد اكثر حين يعنى المنظمون للندوات والمحاضرات باهمية اختيار الموضوع ومن يلقيه حيث ان اسلوب التنظير او تمجيد الذات او مغالطة الحقائق, لم يعد يجدي في زمن التقنيات والمعلوماتية حيث اصبح المتلقي في ظل وجود بدائل معلوماتية متعددة قادرا على الانصراف عن مرددي الشعارات والمثالية.
ومقبل على من يناقش ألمه وواقعه بحرية فكرية منضبطة.
وقد كانت هذه الندوة بما قدم في ورقة العمل وما علقت عليه كل من الدكتورة هند الخثيلة والدكتورة مريم الصبان وبإدارة الدكتورة منيرة العلولا بحق جرعة ثقافية تقدم فقط للعقول النيرة البعيدة عن التحجر.
اذ ان من اهم نقاط وعي المجتمع قدرة افراده على تفهم واقعهم ومعالجة مشكلاته وليس دفنها لتتفاقم مع مرور الزمن.