الى معالي وزير المعارف أطرح هذا الموضوع الذي يهم التدريب للمنتسبين لوزارة المعارف فقبل سنوات من الآن كان العاملون في حقل التربية والتعليم عند ابتعاثهم للتدريب داخل المملكة يعاملون معاملة مالية خاصة كما ورد في لائحة وأنظمة الخدمة المدنية:
المادة 34/23 : يصرف للموظف الموفد للتدريب في الداخل في بلد غير البلد الذي يعمل فيه 100% مائة في المائة من راتبه الشهري بالاضافة إلى راتبه , وقد خفض البدل بنسبة 50% للفترة التالية لثلاثة الاشهر الأولى من مدة البرنامج, المادة 34/24 : يصرف لمن يلحق بدورة تدريبية داخل البلد الذي يقع فيه مكان عمله مكافأة شهرية تعادل 30% ثلاثين في المائة من راتبه الشهري .
ثم صدر قرار مجلس الخدمة المدنية رقم 741 وتاريخ 3/9/1403ه بمعاملة المتدرب التربوي من الناحية المالية وفقاً لأحكام المادتين 34/23 و34/24 من لائحة التدريب السابقة , المرجع نظام الخدمة المدنية ولوائحه التنفيذية بالمملكة العربية السعودية ص100 -لائحة التدريب , بعد ذلك عومل المتدربون التربويون مالياً بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 51 لعام 1412ه والذي يمنح المتدرب خارج مقر عمله تذاكر سفر له ولعائلته ذهاباً وعودة بالاضافة لبدل النقل والذي يصرف تلقائياً مع راتبه ,
لايخفى على معاليكم وانتم الذين تدرجتم في مواقع التربية ما لتدريب العاملين في حقل التربية والتعليم من أهمية فالتدريب هو محور عملية التنمية في المجتمع كما أنه سبيل تحقيق الكفاءة المثلى للتعليم ووضع نظرياته موضع التطبيق السليم لتحقيق النمو والرخاء للمجتمع,, وقد أظهرت الابحاث في هذا المجال دور التدريب المهم في نمو الاقتصاد والحياة الاجتماعية فضلاً عن دوره في نمو الثقافة والحضارة العامة.
والتدريب أثناء الخدمة التعليمية ضرورة أكثر إلحاحاً في عصر تسابق فيه الاكتشافات والتقدم الصناعي وسيطرة الآلة,, نفسها!!
أيضاً ما للثواب والعقاب من دور في دفع مسيرة التربية والتعليم,, وتدريب التربويين في بلادنا -أثناء الخدمة- لا يحظى بمزايا حقيقية كالتي كانت سابقاً واصبح المتدرب ينظر للتدريب كتطوير تتطلبه الوظيفة فقط!! وإذا كان المتدربون في داخل مدن التدريب أكثر حظاً من زملائهم الذين يفدون من خارج مدن التدريب فهذا دليل واضح على نية هؤلاء في تطوير قدراتهم وامكاناتهم, أرجو ألا تفسروا معاليكم رغبتنا في الحوافز المالية على أنها نظرة مادية بحتة,, ولو كان الأمر كذلك لما قدمنا -نحن المشرفين- للتدريب مع علمنا السابق بأن ما سنصرفه مادياً يفوق أضعافا كثيرة ما سنكسبه مادياً من مثل هذه الدورات, إن دورة تدريبية تستمر فصلاً دراسياً كاملاً تتطلب في المقابل سكناً,, ومواصلات,, ومصاريف معيشية كثيرة,, ومصاريف دراسية أكثر,, هذا شأن العزاب فما بال من يعول اسرة كاملة وأطفالاً!! فهل يعقل أن يصرف موظف مايزيد عن ربع مرتبه على الأقل، وأكرر على الاقل في الشهر من أجل دورة هي في النهاية تطويرية لا تؤثر في مسيرته الوظيفية؟! وهل من المعقول بعد كل ماسبق أن يمنح المتدرب تذاكر سفر علماً بأنه سيسافر بسيارته من أجل الاستفادة منها في مدينة التدريب ,, ويمنح درجة اضافية هي في الأصل حق له في سلمه الوظيفي؟! انني أكاد أجزم أن معظم الذين يعتذرون عن الالتحاق بمثل هذه الدورات وأقصد تحديداً دورات مديري المدارس، والمشرفين التربوين والمرشدين الطلابيين,, ومن في حكمهم , انهم لايجدون الفائدة سواء المادية أو العلمية وهذه وحدها تحتاج إلى موضوع آخر!! إن تربيتنا الإسلامية ومناهج التعليم في بلادنا وقبل ذلك انتماؤنا الوطني علمنا ألا نكون انانيين في مطالبنا,, فالعالم من حولنا يمر بظروف ومتغيرات اقتصادية ألقت بظلالها على بلاد العالم كلها وبلادنا جزء منها,, ونحن ندرك أن المسؤولين في بلادنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يولون المواطن جل اهتمامهم وهم عودونا على حرصهم على كل ما من شأنه تطوير قدراته وأوضاعه الاجتماعية.
وبلادنا -والحمدلله- لاتزال بخير، ووزارة المعارف تعد من أضخم الوزارات.
والمتدربون -يامعالي الوزير- هم امانة في عنق الوزارة فإما ان تشجعهم وتحفزهم على تطوير واقعهم,, وإما أن تفكر في بدائل كثيرة لعلي أسوقها لمعاليكم على شكل اقتراحات منها:
1- النظر في إعادة تلك المزايا المالية للمتدربين من التربويين أو على الأقل جزء منها.
2- ترشيد الصرف على المجالات التربوية الأخرى كالنشاطات- والزيارات الاستشكافية للميادين التربوية العالمية,, الخ وتخصيص الفائض من ذلك للصرف على المتدربين.
3- تخصيص مبنى متكامل للمتدربين من أبناء الوزارة على غرار مهن التدريب العسكرية.
علماً بأن مدينة الرياض وحدها ربما لا يزيد عدد المتدربين فيها عن 100متدرب .
4- في حالة تعذر هذا الطلب يستحسن استئجار مبان جاهزة تمنح تحفيزاً للمتدربين, 5- تفعيل دور بطاقة المعلم في التخفيضات التي قد يحتاج اليها المتدرب, 6- توفير وسيلة مواصلات حافلة جماعية مثلاً لمن لم يحضر وسيلته معه, 7- تزويد المتدربين بحقيبة تدريبية تحتوي على كل ما يحتاجون من مواد الدراسة وكتب بدلاً من المصروفات الكثيرة من تصوير وطباعة ونحوها,, علماً بأنني انجزت بحثين فقط ب600 ريال قيمة الطباعة أي حوالي قيمة العلاوة السنوية لشهرين!! وأخيراً معالي الوزير,, انني متأسف جداً للاطالة، ويعلم الله أنني لم انصب نفسي مدافعاً عن حقوق أحد, ولكن المصاريف المادية واقع لا مفر منه وان الفائدة العلمية ليست بتلك الصورة التي يتوقعونها,, فنظرة متأملة يامعالي الوزير قبل أن يعزف التربويون عن مثل هذه الدورات!!
المشرف التربوي منيف بن خضير الضوي
دورة المشرفين التربويين- جامعة الإمام الفصل الثاني 1419/1420ه.