** هناك فرق كبير بين امرأة وامرأة,, ولذلك ,, فالرجل في الايام الأولى لزواجه دائما ما تكون يده على قلبه حتى يعرف جميع طباع زوجته,, لأنه يدرك أن هناك فوارق كبيرة بين امرأة وأخرى.
** دعونا نتطرق لفارق واحد وهو النظافة والدقة والترتيب والشياكة فقط.
** هناك امرأة شيك ,, مرتبة نظيفة رائعة,, كل شيء فيها يلمع ,, حتى أطفالها وزوجها دائما هم لامعون ,, حتى ولو كان الزوج من فئة الفوضويين فإنه سرعان ما يتحول بعد زواجه الى شيك مرتب منظم - حتى سيارته من الداخل تتحول الى صالون جميل.
** حتى إذا قدَّم زوجها الشاب للضيوف,, فان الابريق والدلة في غاية الروعة والنظافة,, وكذا الصينية والفناجين والكؤوس,, كلها تعكس ما حولها كالمرآة النظيفة.
** وعندما تشاهد أطفالها تعتقد أنهم ذاهبون للاستديو لالتقاط صور تذكارية ,, وعندما تلتفت للكنب وللأرضية وللجدران,, تجدها في غاية النظافة والجمال والدقة والترتيب,, كل شيء في هذا المنزل يتكلم,, كل شيء متوهج,, كل شيء يجذبك نحوه,, عندها,, تجزم أن وراء ذلك أم العيال وأنها مرتبة نظيفة شيك وعندها يقول الحضور عز الله اللي عرف يختار .
** أما العكس من ذلك ,, فهو متى دخلت المنزل وجدت منزلاً محيوس,, معفوس أعاليه أسافله - حتى الكراسي,, كل كرسي في زاوية - وتجد رب المنزل الزوج يصارخ للأولاد,, تعالوا,, حطوا هذا هنا,, ورجعوا هذا هناك,, وهاتوا الطاولة هنا,, وأبعدوا هذه اللعبة,, ثم تلتفت تبحث عن مكان تجلس فيه ,, لتجد كل شيء حوسه حتى الجدران تحولت الى سوداء.
** أما الأولاد ,, فإنك تحاذر كل الحذر من أن يقتربوا منك,, خشية تلويث ملابسك,, وعندما تجلس على احد المراكي,, تفاجأ بأن شيئا يتحرك خلف ظهرك,, ليقول لك الزوج ,, الأمر هيِّن,, ومجرد صارور صغير ضغطت عليه وأنت جالس,, لتفاجأ أن عشرات الصراصير نائمة خلف المساند,, وعليك أن تحذر من تحريك أي منها,, حتى لا تدخل في معركة مع الصراصير.
** ومتى جاء ابريق الشاي,, فإنه أسود قاتم,, ويده ترقل ,, أما الدلة,, فنصفها سوداء ونصفها صفراء.
** أما الشاي,, فهو مثل غسال الخوص ,, والطوفرية مليئة بالماء,, والفناجيل تلعب في وسطها ,, واذا أراد تعبئة الكوب,, نفضه عدة مرات لاسقاط المياه الراكدة من الكأس.
** أما الزوج نفسه,, فان ملابسه تشبه ملابس سائق الشيول ,, أو على الأصح ,, ملابس الجزار ترى ثوبه يخرفش من الاوساخ.
** أما أصابع رجليه ,, فهي تتحرك خارج الشراب,, وتتمنى الا يتحرك حركة لا إرادية حتى لا تفاجأ بأمور أخرى,,!! وعندها ,, تتيقن أن الرجل توهق في واحدة من إياهن,, وعندها ,, تجزم ,, أن التي في الداخل, صورة مكررة لما شاهدته,, وأنها طمله كما يقول العوام.
** تذكرت كل ذلك - عندما شرفني معالي الرئيس العام لتعليم البنات صاحب الفضيلة الدكتور علي بن مرشد المرشد بمرافقته في جولته التفقدية في مدارس محافظة المجمعة,, حيث إن معالي الشيخ يحرص أن يقف بنفسه على كل شيء,, ويحكم من خلال عينيه فقط.
** لقد زرنا عدداً من المدارس فوجدنا مدرسة رائعة متوهجة,, ومدرسة تقف عند الباب الخارجي حفاظاً على ملابسك ,.
والآن دعونا ننقل لكم وضع مدرستين فقط.
** الروضة الاولى بالمجمعة,, عندما دخلناها أحسسنا أننا دخلنا فندق خمس نجوم في وسط باريس - لاتكاد تصدق ما تشاهده من روعة وجمال ونظام وترتيب ومناظر ونظافة,, كل شيء يتحدث عن نفسه,, لقد ذهلنا مما شاهدناه,, انه يفوق الوصف بالفعل,, حتى المدارس الاهلية التي تأخذ رسوماً على الطالبة يتجاوز الثلاثين ألف ريال,, لم ولن تصل الى هذا المستوى,, وعندها تساءل الجميع,, من هي المديرة,, من هي المديرة؟ , فقالوا ,, إنها الجوهرة بنت جاسر الماضي,, مديرة الروضة الأولى بالمجمعة ,, فقال الجميع بصوت واحد ونعم,, ونعم .
** نعم,, ونعم المديرة.
** وكذا عندما دخلنا ادارة الاشراف بالمجمعة,, وجدنا مشاهد مماثلة,, كل شيء رائع ,, وكل شيء جميل,, وكل شيء مرتب.
** مكاتب ,, جدران ,, ممرات,, مناظر ورسومات في كل مكان,, شيء يبعث على الارتياح ,, ويؤكد أن مديرة المكتب,, تعيش بنفس الروح,, وأن عملها اليومي هكذا ,, وانها مرتبة نظيفة دقيقة ملتزمة,, وعندها ايضا,, تساءل الجميع بذهول,, من هي مديرة المكتب,, فقالوا: انها الاستاذة شيخة بنت سليمان السليمان,, فقالوا أيضا ونعم,, ونعم .
** بالفعل هي كذلك وأكثر,, إنه عمل يطلق الوجه وصدق المثل القائل: بعض الحريم أطلق من مية رجال .
** على أن هناك مدارس أخرى جميلة,, ومدارس أخرى لابأس بها.
** انه فرق بالفعل بين امرأة وأخرى,, وهكذا النساء دوماً,
** وهنيئا لمن كانت زوجته شيك فالسعادة والجمال والدقة والترتيب والنظافة والنظام ومعسول الكلام يحيط به من كل اتجاه ,, إنها جنة الدنيا.
عبدالرحمن بن سعد السماري