الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وبعد.
فإن من النعم التي ينبغي شكر الله عليها بقاء هذه الدولة المباركة مائة سنة بعد تأسيسها حيث قامت على أسس علمية قوية حاربت الجهل وأسبابه ونشرت العلم ومقوماته،فكان لها الأثر العظيم في بناء مجتمع تسود فيه العدالة والعلم والصحة والأمن بين الناس فحق لنا ان نكرس جهودنا في ابراز جهود امام همام وقائد من القادة العظام ألا وهو الملك عبدالعزيز رحمه الله.
ولكن مما يؤسف له ان تستغل هذه المناسبة ليبرز بعض الأشخاص في الساحة على أكتاف من بذلوا جهدهم واستغلوا وقتهم في ابراز جهود هذا الامام وما احتوته حياته من أعمال جليلة، ولكن سرعان ما تنكشف هذه الألعوبة الزائفة لتبين الأمر على حقيقته, نعم ليس من الغريب ان ينقل شخص عن شخص معلومة احتاج اليها وما زال العلماء قديما وحديثا يستفيد بعضهم من بعض معترفين لبعضهم بالفضل والاحسان ولا يعترف بالفضل إلا أصحاب الفضل.
ولقد كتب العديد من العلماء والباحثين عن سيرة هذا الامام كل في المجال الذي تخصص فيه ومن الجوانب المهمة في سيرة الامام الموحد رحمه الله جانب الدعوة الى الله لأنه كان يولي هذا الجانب عناية خاصة فكان يقول انا داعية الى عقيدة السلف الصالح واستعراض أقواله رحمه الله في هذا الجانب يطول، بل يصعب حصرها في مثل هذا المقال وقد كانت النفوس تتطلع الى كتاب يهتم بهذا الجانب ويبرز شخصية الملك عبدالعزيز الدعوية وكان الكثير من الباحثين من سنوات عديدة ينادي بضرورة الكتابة في ذلك حتى خرج كتاب بعنوان الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز من تأليف الدكتور محمد بن ناصر الشثري، فشفى النفوس وأروى ظمأها فكان كتابا جامعا في هذا الموضوع مستوعبا لأكثر جزيئاته حاويا لأكثر الوقائع الدعوية في ذلك العهد مع دراسة هذه الوقائع وتحليلها وايجاد ثمرات وقائعها وطرق دعوية في العصر الحاضر فأثبت بهذا الكتاب أثر الدعوة الاسلامية في عصرنا الحاضر، وملاءمتها له، بل حاجة الخلق أجمعين اليها مبينا الثمرات الجليلة التي قدمها الملك عبدالعزيز في ذلك العصر من خلال انتهاجه منهج الدعوة الى الله في أقواله وأفعاله مع بيان بناء الدولة على هذا المنهج فخرجت دولة التوحيد ودولة الدعوة الى الله مستقلة في عصر كان الاستعمار الدولة غالبا على الدولة الاسلامية فأصبح الكتاب عمدة في بابه يعتمد عليه كثير من الباحثين وينقلون آراء الباحث ويشيدون به، إلا أن مما يؤسف له ان يقوم بعض الباحثين بأخذ آراء غيرهم وتحليلاتهم وما قاموا به من دراسات وجمع للوقائع فيضعونه في مؤلفاتهم بدون ان يشيروا اليه، وبدون ان ينسبوا هذه المقولة لصاحبها اعترافا بالسبق لأصحابه واحالة لمصدر المعلومة الأصلي وليخرج المرء من عهدة المكتوب.
وقد اطلعت على عدد من البحوث والدراسات والكتب حول هذا الموضوع فكانت نسخا من الكتاب المشار اليه أولا وربما تجد بعضهم أخذ منه صفحات أو اختصر بعض ألفاظه وضمنه ما كتبه وسأورد -ان شاء الله- على حلقات متتابعة نماذج من ذلك أثبت فيها ما ذكرته أولا من سرقة وسطو على هذا الكتاب.
وفي هذا المقال أشير الى واحدة مما نشر منسوبا الى عدد من ذوي الاختصاص في مجلة محكمة يظهر فيها جليا الأخذ من الكتاب المذكور بدون الاشارة اليه مع نسبة كل جزء منه الى شخص مختلف مما يجعل المرء يظن بأنه قد وكل بكتابة ذلك أحد الكتّاب أو الموظفين فقام بأخذ المعلومات من كتاب الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز بدون الاشارة اليه إلا أنه قام باختصار بعض المعلومات اختصارا مخلا جعل الكلام غير مستوفٍ وهذا هو الذي لفت نظري وجعلني أقارن بينه وبين ما كتب حول الموضوع.
هذا المنشور انما هو عبارة عن ندوة اشترك فيها خمسة من المشايخ، ونشرت هذه الندوة في مجلة التوعية الاسلامية العدد 218 الصادر في رجب عام 1419ه بعنوان الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز، واليك أخي القارىء بعض الأمثلة لتوضيح ما ذكرت لك.
ورد في المجلة ص17 تعريف الدعوة وهذه الصفحة منقولة بكل كلماتها وحواشيها من كتاب الدكتور الشثري الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز المجلد الأول صفحة 98, وفي صفحة 42 من المجلة تكلم أصحاب الندوة عن أهداف الصحافة وهذه الصفحة منقولة من الكتاب صفحة 479-480-483.
وفي صفحة 43 من المجلة نقلت من كتاب الدعوة صفحة 486 - 487 - 488 - 489 - 491 وفي صفحة 44 من المجلة نقلت من كتاب الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز صفحة 502-503.
وفي صفحة 45 من المجلة نقلت من الكتاب صفحة 504-505.
وأما ما كتب عن وسائل الدعوة الى الله في عهد الملك عبدالعزيز في مجلة التوعية صفحة 34 وما بعدها فإنما هو منقول من كتاب الدكتور الشثري بكل عناوينه مع اختصار لبعض مفرداته وكلماته, انظر كتاب الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز صفحة 312 وما بعدها.
أما الحديث عن رجال العلم والدعوة في عهد الملك عبدالعزيز فانه منقول من كتاب الدعوة في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله مع اختصار لبعض مواضيعه, وقد اشار الى ان نقله عن كتاب الشيخ البسام بواسطة كتاب الدعوة ولم يشر الى ان المبحث بأكمله من كتاب الشثري.
ان العجب ليلحق المرء من هذا العمل, لعدد من الأسباب:
أولا: ان هذا الكلام نشر<باسم عدد من المنتسبين الى العلم الشرعي والدعوة الاسلامية، اذ كيف يستجيز مثل هؤلاء نسبة كلام غيرهم لهم؟.
ثانيا: ان الشخص الذي دبلج هذه المقالة والمدعو سعد الحمدان قد دلّس بها على جهة رسمية ينبغي ان تحافظ على سمعتها ومنزلتها في النفوس.
ثالثا: ان المجلة التي نشر فيها هذا الكلام مجلة محكمة كما في غلافها فأين رأي المحكمين في هذه السرقة؟.
رابعا: ان النصوص الشرعية قد جاءت بتحريم نسبة الانسان لنفسه ما ليس له فأين هؤلاء من ذلك؟ أين هم من قوله تعالى :(ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا) وقول النبي صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبيّ زور .
ولهذا فإنني أتوجه الى كل من شارك في هذا الاعتداء اللاأخلاقي بما يأتي:
أولا: سرعة المبادرة للتوبة والاستغفار من نسبة كلام غيرهم الى أنفسهم وباب التوبة مفتوح.
ثانيا: عليهم بيان الأمر وايضاحه للقراء حتى تعود ثقتهم بهؤلاء وثقتهم بهذه المجلة قال تعالى:(إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأناالتواب الرحيم).
ثالثا: يجب الاعتذار للمؤلف كرد اعتبار له.
وهذا ما أحببنا الاشارة اليه في هذه المقالة ليعلم القراء والمطلعون على الأبحاث المستجدة حول هذا الموضوع، ان ما يستفيد به أولئك الباحثون إنما هي ثمرة جهود قد بذلت من قبل, وليس هذا إلا بحثا من بحوث قد سرقت ثم نسبت الى أناس عدوانا وظلما, هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
|