(1)
يملك القارىء مالا يملك الكاتب,, فتراه الأقدر على احكام توجهات الكاتب أكثر من الحرية التي يستطيعها الكاتب.
في وقت ممكن ان يتمرد على قوالبه المعتادة وطرحه المعروف,, يجد ان امامه اشارة ضوئية حمراء يرسمها القارىء الذي اعتاد نمطية الكاتب لأنه اجتاز حواجز كثر واختار اقامة اختيارية في عقل هذا القارىء لذا لن يستطيع التفريط بوجوده,, فهو شديد الحرص على المتابعة من قارئه,, وأشد حرصا على طرح ما يمثله هو ككاتب,,!
(2)
يجعل الناس التعامل مع المبدع أسوارا لا يمكن اعتلاء حيطانها,, وأراضي محذورا العبور لها أو المساس بأمنها,.
يجعلون له منطقة محرمة,, لا يسمحون لأنفسهم الحوار معها,, أو التمازج,, وينتظرون منه دائما المثالية المفرطة في كل شيء,, والمبدع انسان معجون بأحاسيس أرقى للتعامل مع كل الفئات ليمثل عطاءه بطريقة بيضاء تليق بهذا العطاء.
بدون أن يكون بلا تجاوزات أو أخطاء أو خطوط حمراء,, وما اعطي فيه عذرا لمن يجعل من المبدع مؤطرا بالمثالية اذا ما خان ابداعه وانحرف من مسار التوافق والانسجام مع كونه مبدعا وجعل للكلمة أجنحة صقر,, وغار,, وهاجم كل الحدود والاتفاقات المبرمة مع العطاء الأبيض,, وداس قرنفلات الكلمة وخان,,!!.
(3)
للعطاء فجوات,, للنتاج انقطاع,, للمشاعر أقول,, للحب رايات ينكس حضورها حين تنكسر بقية أشياء في الروح,, فيغيب الحضور ويندثر طريق التواصل,, مع الكلمة,, مع الضوء,, مع رائحة العاطفة حينها نفقد ابجدية الحوارات,, ولغة البوح,, نجافي الثرثرة التي تذيب ركام التعب,, وليس من دروب,, إلا,, امساكة لهفى,, للقلم,, وقصة حب,, نعلنها مع البوح,, حين نهمي غيماته البعيدة.
(4)
همومنا,, أوجاعنا,, تراكمات تنام في أرواحنا,, تحاصر كل زورق آتٍ من ديار الأمل,, وحب الحياة,, همومنا,, آه تلك التي تعتلينا,, لنكون,, أكواما من الأمل,, ننتظر اقبالة الصبح,, لتضيء.