من حين لآخر نقرأ تصريحات لمسئولي تعليم البنات تؤكد وجود تعليمات مشددة تمنع المعلمات والعاملات في مدارس وكليات البنات من تكليف الطالبات بأية طلبات غير ضرورية او تكليفهن باحضار نوعيات محددة ومعينة من الادوات المدرسية او غيرها من مواد التدبير المنزلي او التربية الفنية والوسائل التعليمية,, لما يسببه ذلك من ارهاق نفسي ومادي للطالبات واولياء امورهن كما نقرأ عن ضرب الطالبات باعتباره سلوك مرفوض من قبل الرئاسة التي اوجدت البديل في باب يتضمن الثواب والعقاب وفيه عقوبات محددة لكل مخالفة وفق اساليب تربوية صحيحة,, ولكن وما اكثر لكن في تعليم البنات حيث ما نقرأ عنه لانجد له اثراً في الواقع, وما اود طرحه هو انني اصبحت اتمنى ان يعد كتاب يقرر على المعلمات يدرسنه ويختبرن فيه مثل طالباتهن وفيه تعلم المعلمة كيف ترتقي بفكرها الى مستوى العملية التعليمية لان التعليم ليس سباقا بينهن لزخرفة الفصل وتجليد الطاولات وطلاء الجدران بالوان غرف النوم وصالونات (الضحاوي) نريد ان تفهم المعلمة التي تصرف الماء سواء من (جيبها) او من (جيوب) اولياء الامور على محلات القرطاسيات ان تكف عن هذا وتصرف جهدها ومالها على المقرر والطالبة, ولعل القراء يدركون ان هذه الظاهرة بدأت تنحسر نسبيا في بعض جوانبها ولكن بالنسبة للطالبة اما المعلمة فقد اضحت بعد المنع زبون القرطاسيات الاول ومن يزور قرطاسية سوف يلحظ ذلك ومن في بيته معلمة يدرك اكثر فهن يصرفن رواتبهن على القرطاسيات ولاعجب ان المكتبات تتحول الى قرطاسيات تعرض الزخارف والاشكال والالوان ولعب الاطفال وحتى التحف,, بدل الكتاب والمسطرة والقلم, ان ذلك يدل على تدني فهم معلمة اليوم للعملية التعليمية والا كيف نفسر هذا الاصرار العجيب على الشكليات وما لاينفع الطالبة,, ولست هنا اتحامل على المعلمة فهي الاخت والزوجة والام ولكن ماذا يعني اقامة بوفيه مفتوح اسبوعيا في مدرسة؟ وماذا يعني اقامة حفل تخرج في مدرسة متوسطة وقبل نهاية العام بشهرين ايضا؟ ماذا يعني ان يقدم للطالبة شهادات ثناء مزخرفه ومغلفه كل شهر ومن اكثر من معلمه؟ هذه النماذج تدل على الكثير مما ينبغي التوقف امامها للمراجعة ولاسيما ان بعضها مثل البوفيه المفتوح يعد تحايل وابتزاز تخطط له المدرسة بالتعاون مع المطعم الممون لاستخراج المال من اولياء الامور بحيلة غير تربوية تقوم على احراج الطالبات امام بعضهن لتحضر كل واحدة المال من وليها برضاء خاطر امام كرامة صغيرته,, اما في الكليات فحدث ولاحرج عن الطلبات التي تتجاوز تكلفتها شهريا الالف ريال احيانا,, ولكن اذكر ان طالبة كلية في الدمام كتبت في صحيفة تعترض على اجبار الطالبات احضار ورق تصوير للكلية على حسابهن وبدل ان تعالج عميدة الكلية المشكلة بالطلب من الجهة المسئولة تأمين الورق وفق نظام الدولة التي لم تبخل على ابنائها بشيء راحت العميدة تستخدم جميع الوسائل من نفوذ وواسطة لدى الصحيفة لمعرفة اسم الطالبة التي اعترضت بالنشر, فماذا كانت المربية الفاضلة تريد ان تفعل بالطالبة الحرة؟ !!!!