اجرى الحوار: محمد الزوبعي
ثامر السبيعي شاعر بعيد عن أضواء وبريق الساحة الشعبية اشتهرت قصائده من خلال تناقلها وغالبا ما تكون في الطير والقنص رافضا الشعر الحداثي كما يصر على بقاء القصيدة النبطية كما هي,, تعالوا معنا في هذا الحوار مع الشاعر ثامر محمد السبيعي:
* من هو ثامر السبيعي وأين يجد نفسه في الساحة الشعبية؟
- ليس أنا من يحدد من هو ثامر وانما هو كل من يقرأ لثامر أو يسمع قصائد إما بالنسبة لتواجدي في الساحة الشعبية فذلك يحدده أي محرر ذي ضمير حي وتحديدا أنت يا محمد الزوبعي.
* الأخ ثامر نراك مقلا في عملية النشر ترى ما السبب في ذلك هل هو التذمر من الموجودين في الساحة الشعبية أم ماذا؟
- بالنسبة للنشر والانتشار سببه الأول هو انشغالي في اعمالي وضيق الوقت لدي أما السبب الثاني فهو احتكار المطبوعات الشعبية من قبل المحررين لأسماء متكررة وهذا لا يعجبنا كشعراء نريد ان يكون النشر بالشكل الصحيح بعيدا عن المجاملات والمصالح.
* يعني يجب ان يكون لديك وساطة أو معرفة؟
- بالضبط وحتى اذا قاموا بنشرها لا يعطونها الحق إلا بالتحجيم وضغط المساحة.
- أذكر أني ارسلت مجموعة قصائد الى مجلة ما مزودة بالصور والرسومات في شهر 1/1413ه ولم تجد طريقها الى النشر حتى الآن وبنفس الوقت المجلة أرى اسماء جديدة لم يكن لها الباع الطويل أو القصير في الشعر.
* الأخ ثامر هل تعتبر قدومي لك لاجراء الحوار فيه نوع من الوساطة أو المعرفة؟.
- لا يوجد أي محسوبية أو سابق معرفة وبيني وبينك ولا هو صغر فيك .
* إذاً لا تستطيع الحكم على جميع الموجودين في الساحة الشعبية بأنهم مجاملون أو محاسبون؟.
- لا أنا لا أقول جميع الموجودين وانما الأغلبية كما ان اصحاب الأمانة في هذا المجال قلة.
* المتتبع لقصائد ثامر محمد السبيعي يرى ان قصائد الطير والقنص تكاد تأخذ الحيز الأكبر من شعره بماذا تفسر ذلك؟
- تعلقي بالطير وولعي به هو الذي يدفعني الىالكتابة فيه حتى انني أقوم بتأجيل جميع مشاغلي في سبيل القنص وايضا طبيعة البر اذا اجتمعت مع حبي للطير نستطيع القول بأنها قصيدة بحد ذاتها.
* قصيدة طالت الغربة ما السبب الذي دفعك لكتابة هذه القصيدة.
- هذه القصيدة قديمة كنت آنذاك ذاهبا في رحلة علاج الى أمريكا ولم أتصور أن الفترة التي اقيمها هناك تتجاوز الشهر وبعد ظهور التقارير الطبية عرفت ان الموضوع طويل قد يتجاوز الست أو سبعة شهور فقمت بكتابة هذه القصيدة.
* غالبية نصوصك تسير على النهج الكلاسيكي القديم ترى ألم يأخذ التجديد أي حيز في شعرك؟
- أنا أرى ان القصيدة الشعبية يجب ان تكون كما هي وكما ورثناها من مورثنا الشعبي بدون اضافات مطلسمة وان كان لابد فانني أكتب الشعر الفصيح مرة واحدة.
* ما رأيك بما يسمونه بالحداثة أو التجديد؟
- لا توجد سابق معرفة بيني وبينه.
* من الناقد الحقيقي؟
- الناقد الحقيقي هو من يسير طبقا للنظرية النقدية وليس الانتقاد بعيدا عن المجاملات والإسفاف متعاملا مع النص بكل أمانة نقدية ذات نقد هادف وبناء.
* ألا تفضل ان يكون الناقد شاعرا كي يستطيع التعامل مع القصيدة بأدواتها؟
- ليس من الضروري ان يكون شاعرا وكم من متلق يتعامل مع القصيدة بكل أدواتها أفضل من أي شاعر.
* ما سبب تدني الأغنية العربية هل يعود ذلك الى تدني ذوق المتلقي أم هو عدم مقدرة الشعراء على كتابة الأغنية الجيدة؟
- ليست عدم مقدرة الشعراء وانما عدم مقدرة الفنانين والملحنين على انتقاء نصوصهم.
يعني المسألة مسألة لحن وفيديو كليب وكلام فاض من العيب تلحينه وغناؤه.
* ألم يخطر ببالك اصدار ديوان مسموع أي شريط كاسيت؟
- شريط الكاسيت ليس بديوان مسموع لأنه أي انسان يستطيع تسجيل الشريط حتى ولو كان في منزله أما الديوان المقروء فيبقى في ذاكرة التاريخ.
* لمن تقرأ؟
- أقرأ للكثير من الشعراء.
* مثل من,,؟
- لا على التحديد أي قصيدة جميلة تجبرني على قراءتها ولا تهمني قراءة الأسماء.
* من يعجبك من الشعراء؟
- جميع الشعراء الجيدين.
* الجزء الأول من ديوانك صحيح الهرج ترى ما صلة التقارب بينه وبين ديوان الشاعر سعد جدلان الأكلبي سمان الهرج .
- ربما تشابه بالأسماء كما يشرفني هذا التشابه بيني وبين سعد جدلان,, الأكلبي وانا من أشد المعجبين بالشاعر سعد.
* لمن تقرأ من الشاعرات؟
- تعجبني قصائد الشاعرة تذكار الخثلان والشاعرة ريمية وتنهات نجد.
* هل للشعر النسائي دور في دغدغة مشاعر وأحاسيس المتلقي كما هو شعر الرجل أم ماذا,,؟.
- بالطبع لا لأن المرأة مهما أبدعت في كتابة القصيدة لا تستطيع الوصول الى أقل مستوى للرجل.
* نسمع كثيرا عن مسألة بيع الشعر ولم يثبت ذلك على أحد ما رأيك حيال هذه الشائعات وهل تحمل شيئا من الصحة؟
- اسمع كما تسمعون عن هذه الظاهرة كما يعتبر موضوع بيع الشعر موضوعا شخصيا اذا كان الشاعر يقبل على نفسه بيع قصيدته والآخر يضع اسمه على قصيدة ليست له والكل من الطرفين في منتهى السخافة.
* لو طلب منك ترشيح أكبر ثلاثة شعراء في الساحة الشعبية من ترشح؟
- لا استطيع التصنيف لأن الشعراء المبدعين كثيرون ولكن هناك أناس صنفوا في هذه الساحة وهم بعيدون كل البعد عنها وكل هذا على حساب الشعر النبطي.
* كثرة المجلات الشعبية في الاسواق حتى اصبح قراؤها لا يستطيعون السيطرة على استمرارية شرائها هل كل هذه المجلات تسعى الى خدمة الموروث الشعبي أم وجدت للتسويق والمجاملات فقط؟
- غالبية المجلات الشعبية هدفها مادي ولم أسمع ان أحدا ما اصدر مجلة هدفها خدمة الموروث الشعبي وأنا لو اصدرت مجلة سيكون هدفها مادية.
* من هم أقرانك من الشعراء؟
- أوساط الشعراء.
* من تفضل من الشعراء الشاعر الموهوب أم الموهوب المثقف؟
- طبعا الموهوب المثقف.
* لماذا,,؟
- لأن الشاعر المثقف يكون ملما بتبسيط المفردة أكثر من الشاعر الموهوب حيث يجعلها تتجاوز اقليمية اللهجة شريطة ألا يصبها في اطار مغلف كما هو الحاصل عند الشعراء الحداثيين.
* أخي ثامر لابد من وجود بعض الايحاءات والرموز والأخيلة في القصيدة كي لا تكون تقريرية بحتة والاخيلة وجدت حتى في الشعر الجاهلي بدليل ان عنتر بن شداد يقول:
يا دار عبلة بالجواء تكلمي
ويستحيل على الدار ان تتكلم؟
- عنتر بن شداد يطلب المستحيل ولا أوافقه الرأي.
* ما انطباعك عن شعر الرد؟.
- استطيع ارتجال شعر الرد ولكن انطباعي عن هذا اللون من الشعر هو انه قد تدنى في هذه الآونة مع كثرة الشعراء وضعف المعنى اشبه ما يكون بطبخ الحصى .
* من يعجبك من شعراء الرد؟
- أولا وقبل كل شيء أحمد الناصر ورشيد الزلامي وصياف الحربي ومستور العصيمي وشلويح بن شلاح وأسماء أخرى لا تحضرني.
* كيف ترى الشعر الحر ومن تفضل من شعرائه؟
- لا أقرأه وإنما الجميل جميل سواء في الشعر الحر أو العمودي.
* مَن مِن الشعراء تراه مناسبا لريادة القصيدة الغنائية؟
- رواد القصيدة الغنائية في نظري هم الشاعر الكبير الأمير عبدالله الفيصل والأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن.
* موسم القنص لا يخلو من المواقف الغريبة ما أغرب موقف حدث لك في المقناص ودفعك لكتابة قصيدة؟
- قد حصل لي موقف صعب في المقناص وهو ضياع طير كان محببا الى قلبي وكان سببه ان اطلقناه على مجموعة من الحبارى وكان هناك عاصفة ومع مطاردة الطير للحبارى تعطلت السيارة وفقدنا الطير هذا أصعب موقف بالنسبة لي في المقناص.
* كثرة الأمسيات الشعرية في الساحة حتى اصبحت تقام في حفلات الأعراس وما شابهها بماذا تفسر ذلك؟
- تفسيره واحد هو انقراض الشعر بعد هذه الأمسيات ونحن هنا لا نريد ان يكون الشعر لهجة في كل مكان وزمان كما ان الشاعر الحقيقي لا يقيم أمسية إلا اذا طلب منه وباشراف جهة رسمية.
* ثلاث بطاقات لمن تهديها؟
- الأولى: لوالدي, والثانية: لوالدتي.
والثالثة: لكل صاحب رسالة أدى رسالته بأمانة واخلاص.
* كلمة أخيرة؟
- اشكر جريدة الجزيرة على ما تبذله من جهد حيال موروثنا الشعبي وشعرائنا الشباب ولا يستغرب عليها ذلك، كما أشكرك على هذه الزيارة وجميع القائمين على استمرارية هذا الموروث.