Sunday 25th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 9 محرم


صالح الداغش وزغاريد الموت في فواصل

* قراءة قصيدة
* اضاءة:
اسمحوا لي جميعا على هذه القراءة المتواضعة لقصيدة تتوغل في اعماقي من لحظة قراءتي لها على صفحات مجلة فواصل المتألقة دائما وكانت في العدد 58 مارس 1999م للشاعر صالح الداغش الذي نقلنا الى داخل عشر سنوات من الانتظار لعاشق اختاره الموت في ليلة زفافه بعد هذه السنين العشر من الصبر.
* دخول:
حقا انه لعنيد جدا المستحيل!! حيت يتربص للاحلام البسيطة التي تنمو في ذواتنا بلا خيار منا.
وما اقوى الانسان الذي يجابه المستحيل ليحمي احلامه الشفافة بجلادته وطموحه ووفائه كلما صنع من نفسه بنفسه مطرا رغم حرقته!!
وصموده درعا عن قلة حيلته!! ليصل وينهي ما بدأه ويبدأ هو بنهايته!!
علمه حزنه يكن النار ما يدري اجسده
عاشق,, احلامه بسيطة!! رغم هذا ما تطال
قيّظ لخوفه يحد الوقت رهن لموعده
ينتظر ساعة تطل الشمس من وجنة دلال
المهم الليل وارى او توارى في غده
الأهم!! الصبح شعشع,, لا حنين ولا وصال
خوف وانتظار ومواعيد في علم الغيب!! الا انه يعيش ويتطلع ويتأمل ويحس رغم الليالي المتناثرة في اواخر النهارات.
والصباحات المستيقظة لكي ترتاح الليال!!
وهذا العاشق ينتظر!! ويحتضر في قلبه الالم!! والعناد في رأسه! والتحدي نصب عينيه!! فلقد تعلم كل هذا من الحزن.
دارت ايامه صعيبه,, رغم هذا لا جده
دارت ايامه عصيبه,, رغم هذا لا جدال
انتثر عقد السنين وكل منهم في حده
انسكب دم الصدور وكل منهم في نضال
يحلم بدفء الحبيبة,, يحلم بهمس ولده
يحلم بشكل اندفاعي ,, يعشق بكل انفعال
وها هو كلما استيقظ صباح,, راح يزرعه في درب الليل الموحش المحمل بالضحكات الهالكة!! والاحلام الذابلة!! والسنين المحسوبة من عمر الامل الذي يكابد من اجل سكب اقداح اليأس.
وتكبر احلام الاوفياء,, كلما انكسرت بداخلهم عَبره!!
ويتقدمون للدفء كلما لحقهم صقيع الخذلان!!
ويبنون بقلوبهم منازل النضال ليسكن فيها طموحهم المكبل خلف قضبان القدر.
بعد هذا,, انفتح باب السنين الموصده
نبت في قلبه ورود!! وقصرت العشر الطوال
,, لا ادري حقا,, لماذا عندما قرأت هذا البيت؟! شعرت بثقة غريبة بالحكمة التي تقول (ومن سار على الدرب وصل)!!
وها هو يصل بكل ما فيه من اليأس والاحلام والحزن الى الليل الراحب,, متجهاً نحو ابواب العذاب ليحكمها بكل ما حمل
من خوف العشر سنوات التي علمته ان الدروب الطويلة قد تؤدي الى (اللاشيء)!!
المهم الليل راحب فيه عرس وزغردة
الأهم!! الصبح شاحب فيه ظلمات وظلال
مات في ليلة زفافه واحضنت يدها بيده
وارتمت عشق يتيم,, يخاف من ذل السؤال
ارتسم للكحل لوحه من بكت فوق اجسده
فعلاً,, احلامه بسيطه رغم هذا,, لن تطال
يالتأكيد لقد وصل,, وفعل,, واشعل شموع المواعيد في احشاء الظلام وجفف عرق (عشر سنوات) لعق فيها كل مرارة الحرمان!!
وكأنه يقول,, ان الاحلام تسكننا لنحميها من تمزيق المستحيل,, وليكن الانتصار القليل!! اقوى من الانكسار الطويل!!
وها هو في ليلة العمر الجديد على منصة الفرح والوجود يودع هذه الحياة ليلة زفافه,, بعد ما كان مثالا للصبر والحب والوفاء ونموذجا للإنسان بكل ما فيه من تميز بالعقل وبالروح,, (والموت حق).
قال تعالى,, (واذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون) صدق الله العظيم.
عبدالله حاشم الشمري

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved