Sunday 25th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 9 محرم


كلمات في الأفق
حتى لا يصبح المربع شبه منحرف
عبدالعزيز الهدلق

كثيرون استغربوا ذلك التحامل التحكيمي العجيب الذي مارسه الحكم الدولي عمر المهنا ضد الهلال في مباراته الاولى في المربع الذهبي التي جمعته بالاهلي مساء الخميس الماضي على ستاد رعاية الشباب بجدة.
بل ان هناك أهلاويين كثر أخجلتهم ممارسات عمر المهنا تلك التي كان خلالها يسارع الركض نحو مرمى الهلال اكثر من مسارعة الاهلاويين أنفسهم,, ويعوق انطلاقات الهلاليين نحو مرمى الاهلي بفعالية اكبر مما يفعله العملاق عبدالله سليمان ورفاقه.
اما عن نفسي فلم أستغرب ذلك المستوى التحكيمي من المهنا ولم أستغرب ممارساته المجحفة بحق الهلال,, فهو قد عودنا كثيرا على ذلك ولا تكاد تخلو مباراة مهمة ومصيرية يقودها للهلال دون ان يكون له موقف او مواقف لا يمكن تفسيرها بنص القانون او روح المنطق تغير مسار المباراة ونتيجتها,, ويكفي ان نقول: ان عمر المهنا هو الحكم الوحيد في العالم الذي الغى هدفا بناء على حركة عين لاعب وليس يده او قدمه,, وكان ذلك في المربع الذهبي امام النصر قبل موسمين,, عندما الغى هدف خميس العويران الثالث في مرمى مضحي الدوسري بحجة ان عيني خميس العويران لم تكن تنظران للكرة بدقة,, وكثير من انصار الهلال علقوا على هذه الحادثة التحكيمية الفريدة بقولهم: ان المهنا كان حليما مع (عيني) العويران واكتفى بالغاء الهدف ولم ينذرهما او يطرد واحدة منهما,,!!
اما عكسه الخطأ الذي ارتكبه محيسن الجمعان ضد عبدالرحمن التخيفي في نهائي كأس 1407ه بين الهلال والنصر وجعله خطأ ضد الهلال بدلا من ان يكون ضد النصر فلا يمكن ان ينساه التاريخ الكروي السعودي لأن ذلك الخطأ نتج عنه الهدف الوحيد الذي استلم النصر من خلاله كأس الملك المفدى في ذلك العام.
وهكذا هو عمر المهنا يقحم نفسه طرفا في اي مباراة ويدخل كل مباراة يقودها بتصور وموقف مسبق من طرفيها، وهذا ما يجعله يرتكب الاخطاء الشنيعة والفادحة.
إن من الاعتقادات بل والثوابت التي اصبحت سائدة ومعروفة عن عمر المهنا انه يدخل المباريات الكبرى وفي ذهنه ان تخرج بالتعادل ما امكنه ذلك فهو يعتقد انه بذلك قد ارضى طرفي اللقاء,,!
وهل ارضاء طرفي اي لقاء يكون باخراج مباراتهما تعادلا؟! للأسف هذا ما يحدث كثيرا من المهنا,, فويل كل الويل للفريق الذي يتقدم اولا فسيضغط عليه بشكل عجيب حتى يلحق الفريق الآخر بالتعادل ثم بعد ذلك يبدأ في التواوزن حتى ينهي المباراة.
أنا اعتقد انها حالة نفسية تنتاب عمر المهنا عند كل مباراة كبرى يقودها واعتقد انه من الواجب على لجنة الحكام الرئيسية ان تنتهج الاسلوب العلمي، في عملها وتخضع تلك الحالة لدراسة دقيقة لعلها تصل الى مسبباتها ومن ثم علاجها.
لقد ارتكب عمر المهنا خلال مباراة الهلال والاهلي الاخيرة أكثر من ثلاثين خطأ,, تحكيميا وجميعها ضد الهلال,,!! ابتداء من ضربة الجزاء التي طنشها لصالح بشار عبدالله الذي تعرض لإعاقة واضحة وصريحة داخل منطقة الجزاء من قبل حارس الاهلي عبدالمجيد الغامدي والتي لم يكتف المهنا باغفالها بل توجه مسرعا نحو بشار مهددا اياه بعدم تكرار السقوط (مهما اعاقه الحارس وامسك بقدميه),,!! ثم ما تلا هذه الجزائية من قرارات تمثلت في اخطاء غريبة يحتسبها على لاعبي الهلال في حين يغفل اخطاء كبرى ارتكبها بعض لاعبي الاهلي وكذلك احتسابه لأكثر من ركنية غير صحيحة ضد الهلال واخيرا امطاره لاعبي الهلال بالبطاقات الصفراء غير المستحقة عندما اقتربت المباراة من نهايتها,, كما لا يجب ان ننسى ذلك الكرم الحاتمي في احتساب الوقت بدل الضائع بلغ اربع دقائق في الشوط الاول وخمس دقائق في الشوط الثاني ولم يكن هناك ما يستحق احتسابا ولو نصف هذا الوقت,,!!
لقد احرج عمر المهنا الاهلاويين في تلك المباراة وأخجلهم بعاطفته الجياشة تجاههم وهذا ما جعلهم يصبون جام غضبهم على مدربهم ولاعبيهم الذين قصروا كثيرا اثناء المباراة في حين لم يقصر الحكم وقدم لهم التسهيلات الوانا واشكالا,, ولكن كل ذلك لم ينفع لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه,.
خطوة نحو الاحتراف ,, الحقيقي
أثلجت التعديلات الجيدة في لائحة الاحتراف صدور كل الرياضيين بما حوته من مواد وبنود جاءت لتنصف اللاعب وتمنحه مزيدا من الحرية في الحركة والانتقال,, ففي السابق كان نظام الاحتراف أشبه بالجامد فقد كان ممنوعا على اللاعب الانتقال واختيار النادي الذي يعجبه إلا بموافقة ناديه,, اما الآن وحسب التعديلات الجديدة فيستطيع اللاعب الانتقال لأي ناد يرغبه ودون موافقة ناديه الاصلي بشرط ان ينتهي عقده معه.
لقد كبَّلت الاندية نظام الاحتراف قبل التعديلات وجعلته شبيها بنظام الهواة ولم يختلف عنه سوى بتسليم اللاعب رواتب شهرية فقط، اما التعليمات الادارية لكثير من الاندية فبقيت على ما هي عليه,, لذلك كان لا بد من احداث تغييرات وتعديلات تهز تلك العقليات الادارية النائمة فجعلت قرار انتقال اللاعب بيده لا بيد ناديه، وهذا البند المهم في التعديلات الجديدة سينقل نظام الاحتراف لدينا نقلة كبرى وسنرى لاعبين موهوبين كادت انديتهم أن تنهيههم في كشوفاتها لأن قرار الانتقال بيدها واللاعب الذي يرفض ناديه انتقاله فما له الا الاحتساب والصبر,, وانتظار انتهاء عمره الافتراضي في الملاعب كي يتم تنسيقه ليستثمر ما تبقى ليحترف في احد اندية الدرجة الاولى,.
لذلك يتوقع ان تشهد الفترة القادمة حركة نشطة في المفاوضات والتربيطات بين بعض الاندية وبعض لاعبي الفرق الأخرى من اجل انتقالهم وسيكون محمد الدعيع وعبيد الدوسري وسعد الدوسري ومنصور الموسى واحمد ضاري ومحمد السلال من أبرز الاسماء التي ستنتقل الموسم القادم لاندية أخرى لا محالة.
الزياني كشف واقع المدرب الوطني
في تبريره لوضعه تلك التشكيلة الهلالية الخاطئة التي بدأ بها المباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد قال المدرب الوطني القدير خليل الزياني,, لو لم ألعب بفلان وفلان من اللاعبين من البداية لقالوا لي لماذا لم يلعبا ولو وضعت فلان وفلان في الاحتياط لقالوا لي,, لماذا,؟!
وأكد الزياني انه قبل المباراة سأل اللاعبين هل فيكم احد غير جاهز لاداء المباراة,؟!
وكان أبو ابراهيم شجاعا وهو يعترف بتلك الحقائق التي تكشف وبوضوح عن واقع المدرب الوطني,.
فهو مدرب يبحث عن رضا الجميع من حوله وبالاخص الادارة,, فهو يخشى الا يلعب فلان او فلان لكي لا يكون تحت طائلة المساءلة,,!! ويحسب ألف حساب للأقوال التي ستوجه له لو وضع فلان او فلان من اللاعبين على كرسي الاحتياط,,!!
لقد كشف الزياني ان المدرب الوطني حبيب و طيب ومطيع وخواف و غير جريء وغير واثق من نفسه ولا يحب تحمل المسؤولية ,,!
إن كثيرا من اللاعبين بل والنجوم لا يعلمون أحيانا ان كانوا أساسيين او احتياطيين في فرقهم قبل المباريات، ورد ذلك الى قوة شخصية المدرب وثقته في نفسه بأنه يستطيع ان يزج بأي لاعب وفي اي مركز ويتحمل مسؤولية قراره وهذا ما يجعل اللاعبين يتنافسون في التدريبات لكسب ثقته ورضاه,.
اما ان يرتهن المدرب للاعبين ويحملهم المسؤولية نيابة عنه عندما يسألهم من منكم جاهز لأداء المباراة فهذا لعمري عجز تدريبي ما بعده عجز.
فشكرا لك يا ابا ابراهيم فتجربتك مع الهلال لم تخل من فوائد,.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved