Sunday 25th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 9 محرم


بعضهم لا يعرف المرحلة الدراسية لابنه
أيقظوا الآباء لمصلحة الأبناء

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه هي المرة الاولى التي أكتب فيها للجزيرة بعد ما لفت نظري ما تتناوله صحفنا اليومية التي نعتبرها المرآة التي تعكس امور حياتنا من وضع العملية التعليمية بشكل غير معقول وتعتبر هذه الصحف أن تناول هذا الموضوع بهذه الصورة بالنسبة لها من (الخبطات) الصحفية المثمرة ولم تدرس ما له من آثار جانبية على الفرد والمجتمع على حد سواء.
وموضع حديثي حول ما تتناوله الصحف من احداث العنف التي تحدث داخل المدارس إما عن طريق اهانة الطلاب لمدرسيهم او إهانة المدرسين لطلابهم بعدة ظواهر سلبية مثل استخدام الضرب او السب وغير ذلك، مثلا (طالب يأمن العقوبة فيشج رأس مديره، مدرس التربية الوطنية يشتد به الغضب ويضرب تلميذه,, الخ).
ولعل ما يقع داخل حرم المدرسة ويتم تناوله بهذا الشكل المفزع يعتبر اهانة للتعليم لان المدرسة كالبيت يحكم كل منهما مبدا السرية في التعامل والمدرسة هي اوثق تشكيلات المجتمع علاقة بالبيت حيث ان في ذلك تطبيقا عمليا لشعار التربية الحديث وهو (البيت مدرستي والمدرسة بيتي والمجتمع بيتي ومدرستي) وأظن ان هذا الشعار قد اوضح معاني كثيرة من الصعب وصفها في صفحات وصفحات.
وإذا نظرنا الى بعض هذه الاثار السلبية لمثل هذه التعديات الصحفية نجد ان اخطرها إطلاع اطفالنا الصغار الذين هم في مرحلة ما قبل المدرسة على الصور المنشورة في الصحف وما فيها من ايذاء للجسد اجزم انها ستترك اثرا في نفوسهم بكراهية المدرسة قبل دخولها، اما بالنسبة لابنائنا في المرحلتين المتوسطة والثانوية فإنه بمجرد اطلاعهم على هذه الاحداث يعتريهم التقليد الاعمى لمثل هذه الظواهر فنكون نحن بأنفسنا الذين نعطيهم طرف الخيط لمثل هذه المهاترات والبذاءات، والجميع يعلم ماذا يحدث في العالم من حولنا من اعتداءات الطلاب على مدرسيهم وعلى بعضهم البعض بالاسلحة والقنابل (حمانا الله واياكم) آمل ألا نصل إلى هذا الحد.
ولكن هل تم البحث وراء الاسباب الدافعة لمثل هذه التصرفات هل هي من المدرس المؤهل لتربية وتعليم النشء؟ أم هي من الطلاب الذين في الغالب لا يقدرون العلم حتى يحترموا المعلم؟ أم انها من الاباء الذين يجهلون طبيعة المرحلة السنية والعلمية لابنائهم؟.
وإني من خلال اطلاعاتي لما يعرض في هذا المضمار ومن التجربة العملية لمعاملاتي مع هذا وذاك استشف ان هذه التصرفات يكمن وراءها السببان الاخيران المتعلقان بالطالب والأب.
وإنه من الغريب ان الاب احيانا لا يعرف في اي مرحلة دراسية يدرس ولده وما إذا كان قد رسب في سنوات سابقة او لا فيرى الابن ان من له حق متابعته غافل عنه,, فهل لو تابعه المدرس يكون راضيا بتلك المتابعة؟؟!
لذا أود الاشارة إلى انه يجب على الاب ان يكون ملما إلماما كاملا بجوانب حياة الابن وبطبيعة مرحلتي حياته (العمرية والعلمية).
اخواني لقد اصبح للاعلام دور كبير الآن في غرس الكثير من العادات السوية وإزالة العادات الضارة ذلك لان وسائل الاعلام تدخل كل بيت بطريقة جذابة وبصفة مستمرة فلماذا لا تكرسون جهودكم نحو توجيه الآباء الذين يجهلون واقع ابنائهم, ويرمون بمسئولياتهم على المدرسة علما بأن البيت هو المدرسة الادبية والتعليمية الاولى ومنه يبدا الفرد وعليه يقوم ادبه وعلمه ويستمر.
لماذا لا نعرض صوراً مشرفة لابنائنا مع مدرسيهم داخل قلاع العلم؟ لماذا لا تعرض صور التميز والتفوق والابداع؟
ولنعلم جميعا ان افضل وسائل التعلم هي التجربة وانه حينما يتم عرض تجارب عنيفة يكون رد فعلها اعنف منها والافضل عرض المفيد للاستفادة منه.
وأخيراً حبذا لو كان الصحفي (الخبطة الصحفية) ناضجاً علميا وخبراتيا قبل ان يدخل في مثل هذه التحقيقات المتعلقة بآمال المستقبل, لذلك اُناشد صحفنا (أيقظوا الآباء لمصلحة الأبناء) وأسألكم: لماذا كل هذا؟!!.
سلوم محمد الدباس - الرياض

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved