Sunday 25th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 9 محرم


بدون ضجيج
ماذا يريد المسؤول؟!
جار الله الحميد

حينما يكون الكاتب واثقاً من هدفه, يلزمه ايضا شيء كبير من الرؤية الحيادية ! وحتى لو كان يحكي (بمرارة) حكاية ما, لا يمكن طرحها ب(حياد)! وال(حياد) كلمة مطاطة حتى ان اكثر (المتعصبين) يصف كتابته بالحياد, فهي (قيمة) حقيقية, لأنه من خلالها تكتسب (الكتابة) اهميتها و(فعلها) الذي لا ينكر احد انه فعل قوي التأثير وقادر على (تصحيح) بعض (اللخبطات) التي تحصل من آن إلى آخر, ليس لدينا فقط, بل في كل بقاع العالم, والذين يطلبون من (الكاتب) ان يتناول (الايجابيات) ايضا فهم (ربما) لا يقرأون للكاتب نفسه الذي يتهمونه بإبراز السلبيات, فهو كثيراً ما يكتب عن ظاهرة (صحية), ويشجع القراء على تنميتها والمشاركة الفعالة فيها, ولأن الهامش المتاح (للنقد) لدى صحفنا بتشجيع من المسؤولين يغري الكاتب بأن يستمع الى شكاوى الناس, ويهتم بإيصالها للمسؤول, فيحقق بذلك امرين هما في غاية الأهمية: اولهما انه يؤكد على التصاقه بالمجتمع والناس, وثانيهما: انه يثبت انه جدير بلقب (مواطن) وهو (لقب) ليس مسفوحا على الطرقات العامة ليتناول منه كل من يشاء مهما كانت (مواطنته) رديئة! ان (المواطن) الجدير بهذا اللقب هو ذلك الذي يبدي رأيه ويجتهد، ويحاول ان يكون (عوناً) للمسؤول الذي لن يحيط بكل ما تنفذه او تخطط له ادارته او ينقله اليه بعض موظفيه, بل يحتاج الى من يلفت نظره الى مسألة مهمة يتجاوزها الآخرون متخيلين ان هذا امر (صعب)!.
كل ذلك يبدو لي امراً متفقاً عليه!.
الشيء الذي (ربما) نختلف عليه هو: ما مدى (حياد) القارىء (مسؤولاً او غير ذلك) تجاه النص المكتوب الذي يحمل انطباع كاتبه واجتهاده (ونحن نعرف ان من اجتهد وأخطأ فله اجران), هل القارىء يقف موقف الحياد؟!, الا يتدخل احيانا في الموضوع المنشور ويقوم احياناً ب(تكذيبه) من منطلق ذاتي؟!,, الا يعكر بعض القراء غير (الموضوعيين) صفاء الجو بين الكاتب وال(ادارة التي تعرض لها بالنقد، اعرف انه ليس مأجورا! فمسؤولونا اكثر نزاهة من ممارسة كهذه, ولكن ل(غرض في نفس يعقوب), احياناً يكون هذا القارىء لا ي(ستمزج) كاتباً ما, او كما يقول اخوتنا المصريون (الراجل ده مش نازل لي من زور!) هكدا تجد قراء عندما يقرأ نقداً لكاتب معين يقول مرتاح البال (وش له والمشاكل؟!) لا زالت نظرة القارىء لم تتعد مرحلة تقليب الصفحات الرياضية باعتبار ان تبادل حتى (الشتائم) يعد الموضوع المهم لبعض القراء (ذوي الميول العدوانية)! الذين يوظفونها (بكل اسف) لإسباغ الصفات النادرة والخيالية على نجمه المفضل, ولا يستثني (احداً من الفريق (العدوّ)! من نقده الذي يفتقر الى لغة الحوار (وهنا اكرر: انني اعترف بأن الصفحات الرياضية لدينا اكثر وهجاً من غيرها كونها تتحدث عن حقائق جرت قبل ساعات وللقارىء والمحايد حق رفض او قبول ما نتحدث عنه!).
نريد قراء من جيل آخر, واع, ذي حس نقدي, مطلع على ما يدور على ارض وطنه من ملاحم البناء ومن اوجه القصور الذي يتمنى كل مسؤول ان يسمعها من صاحب الشأن (المواطن) دون ان تمر على غرفة (المونتاج) في الادارة الصغيرة موضع (النقد).
أما أنا كاتبا فأنا افضل ان يكون قرائي واعين بما يكفي لمشاركتي مشاعري اثناء الكتابة وبعدها, وان يكونوا ذوي (ملكة) للقراءة التي لا تدعي الحياد بشكله السلبي, ولكن تزود الكاتب بما يمكن ان يكون (الوقود اللازم) لكتابة مختلفة، جادة، متغيرة، وايجابية وان يكون هؤلاء على ثقة بأن الكاتب (مواطن اولاً) يسره ان يرى وطنه كاملاً مجللاً بالورد والعطاء, وان المسؤول يريد (كلمة حق) وليس بحاجة الى المديح والتزلف، هكدا علمتني الكتابة!.
***
*(كلمة لا بد من قولها):
ببالغ الشكر والامتنان أتقدم لمعالي الدكتور (اسامة بن عبد المجيد شبكشي) وزير الصحة لما اولاه من اهتمام ومتابعة دقيقة ومسؤولة لما كتبت عنه هنا حول اوضاع المرضى النفسيين, والشكر موصول ايضاً لسعادة الدكتور (احمد عبد القادر الطيب) مدير عام (الشؤون الصحية بمنطقة حائل) الذي بذل كل ما في وسعه من اجل تغيير (الاجراءات) المحنطة, واخبرهما انني الآن مرتاح الضمير كما يليق!.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved