هل تدربت خلال الاسبوع الماضي على تمرين الاسترخاء عن طريق التنفس (التنفس البطني)؟
أرجو ان تكون قد فعلت لانه طريقة سهلة نحو السعادة الامر الذي جعلني اختاره من بين عشرات التمارين لانه من السهولة بحيث يمكنك ان تقوم به حتى وأنت تشاهد التلفزيون, وهذه اجابة على احد الاسئلة التي ترددت خلال عشرات الفاكسات خلال الاسبوع الماضي, لذا سأجيب على بعضها دون ذكر الاسماء نظراً لتكرارها, الام رزان التي انفردت بهذا السؤال:
أولا - هل يكون الشخص مستلقيا أم واقفاً أثناء الاسترخاء.
- لا أعتقد ان الوقوف وضع مريح, فيما عدا ذلك فكل الاوضاع مقبولة فاختاري منها ما ترتاحين به (الاستلقاء، الجلوس المسترخي الخ مع لبس ملابس فضفاضة).
ولسهير أقول: أعيدي التجربة باصرار فستلاحظين سيطرتك على طريقة التنفس البطني وسيطرتك على الآلام التي تتفجر في اماكن مختلفة من الجسد والتي تدل - كما أسلفت - على وجود مكبوتات طفت على السطح اي ان هذه الآلام لم تأت من الخارج بل من داخل نفسك وجسدك.
فالآلام تلتصق على التجارب المريرة كما تلتصق كومة من الذباب على بقايا الطعام, وأنت بالاسترخاء وبالتنفس البطني تلمسين التجارب المريرة وتتنفسينها إلى الخارج, لذا فمن الطبيعي ان يضج الألم إلى حين.
وماذا يفعل الذباب حين تمدين يدك لكي تغسلي بقايا الطعام؟ يضج ويتطاير في الغرفة ويملأها ازعاجا وقرفا.
وما عليك إلا ان تواصلي طرده (بمواصلة التمرين) حتى يجد طريقه إلى الشباك ان طالت المدة ام قصرت, فألم المواجهة شجاعة وهو اكثر صحية من بقاء العفونة في داخل الجسد خوفا من مواجهتها.
هل ظهور الألم ضروري للدلالة على نجاح العلاج؟
لا طبعا, ليس كل الناس يعانون الألم, فبعض الناس على العكس يسقط في حالة من الراحة الشديدة والسعادة التي تزداد كلما اتقن التمرين, والسبب في ذلك ان هذا النوع من التنفس يساعد على التنشيط الطبيعي لبعض الهرمونات التي اختل افرازها, وهو ينشط بالذات ما يسمى بهرمون السعادة فيرتفع افرازه وهذا سبب الاحساس بالراحة.
ومن المدهش ان هذا الهرمون الصديق يقوم على استحثاث بناء ما تهدم من جسدك ومن روحك اثناء فترة السعادة التي يمنحها لك, ولكن الاكثر ادهاشا ان صديقنا هذا هو ذات الهرمون الذي تقوم بعض المخدرات (مثل الكوكايين) بالتسلط عليه عنوة وتنشيطه بطريقة تعسفية, فيهب سعادة مؤقتة تنتهي بتهديم الجسد.
فسبحان من أودع في هذا الجسد أسباب سعادته وترك مهمة اكتشاف مفاتيحها للبشر.
فالغزو العلمي لأسرار النفس والروح يسير هذه الايام متوازيا مع غزو الفضاء, وما أجدرنا نحن المسلمين بالتفوق في هذا العلم لو اننا تسلحنا بالايمان العميق بالله سبحانه وتعالى وبالدور الفعال للعقل والخيال الذي كرم الله به البشر دون كل المخلوقات.
ولكننا للأسف لا نسخر هذا العقل الا للصم ثم الكر وقد جعلتنا عصا المدرسة بارعين في ذلك.
وأعود إلى الاسئلة فعدا تغير المزاج توجد ادلة اخرى على انك لمست مواطن الوجع في روحك ذكرها الكثيرون ومروا بها كما جاء في اتصالاتهم ورسائلهم.
- تغير النوم عن المعتاد: فأبو فهد قد نام نوما عميقا على غير عادة, وسارة اكتفت بساعات قليلة لم تكفها قبلا, أما هدى وأم راكان وسارة ومشعل و(ن,م,) فقد استفسروا عن سبب النوم الطويل خاصة في المرة الاولى فقد قالت لي سارة بأنها قد نامت ثلاث عشرة ساعات متواصلة.
كل هذا طبيعي لان الجسد يحتاج هذه الفترة من السبات لاعادة البناء, فلنترك طبيعة اجسادنا تأخذ منا ما تريد وهي ستتوقف عن الاخذ حين تكتفي, فلنتابعها لاول مرة بصمت واجلال اعترافا بحكمتها.
- الكوابيس التي تفجرت علي بسم الله الرحمن الرحيم, طول الليل وهي تركض ورائي وحولي؟؟
إبراهيم
رسالة إبراهيم تختصر رسائل كثيرة, وقطعا ليس هناك من لمس لعمق الذات دون تغير نمط الحلم.
فأين يذهب الذباب حين يتطاير عن بقايا الطعام؟
يظهر لك في حلم يريك اسباب قلقك واكتئابك ويظهر لك ما يسكن قاع ذاتك من قوارير معبأة باحباطات الطفولة, بل ويريك ايضا اسهل الطرق لافرازها إلى الخارج كما يفرز العرق, الامر الذي يجعلنا نعطي اكبر الاهمية للحلم الذي يعقب الجلسة العلاجية الاولى.
ولكن المشكلة في التفسير, فهو يبدو لك كابوسا لانك لا تفهم لغته, فالحلم يتكلم لغة الرمز وهي لغة خاصة قائمة بذاتها ويجب على المعالج فهمها ثم ارسال الرد إلى الحلم مستخدما نفس اللغة ثم انتظار الحلم الآخر الذي يحمل الاجابة وهكذا حتى يتم الشفاء,ولكنني سأعلمك كيف تساعد نفسك بنفسك حين تواجه الكوابيس دون معالج ودون حاجة لفهم لغة الحلم.
عليك ان تفعل التالي: احتفظ بصور الحلم في مخيلتك طوال النهار, أي لا تنس الحلم ولا تدعه يتسرب من مخيلتك, وهذا لا يعني ان تغيب عن العمل وتبقى مع الحلم, ولكن تذكر الحلم عدة مرات باليوم, مرتين على الاقل وتأمل صوره مهما تكن مرعبة او مقززة,والعجيب ان كل من أوصيتهم بفعل ذلك فوجئوا بفهمهم لرموز الحلم بشكل تلقائي.
فقد صارت تتفجر عليهم ذكريات طفولة لم يكونوا يعيرونها اهمية قبل الحلم, وفي الاسبوع القادم سوف اوجهك لما تفعل في مواجهة ما يتفجر عليك.
أما الآن فاريد - كما وعدت - ان اضيف إلى استرخائك خطوة علاجية بالغة الاهمية:
أولا : أوصل نفسك الى مرحلة استرخاء عميقة متبعا خطوات الاسبوع الماضي.
ثانيا - اقرأ الفاتحة والمعوذتين وآية الكرسي وأيّا الايات التي تطمئن قلبك, اقرأها بعمق وبخشوع شديدين, مع تركيز تفكيرك ووعيك على منتصف الصدر يمين القلب حيث تحل الضيقة والغم, ومع ذكر الله تعالى سوف تحصل على نتيجة مباشرة وسريعة تختبر بها مدى نجاح العلاج الذاتي, انها السكينة العجيبة التي تغمر نفسك وتدخلك في عوالم عجيبة من الراحة والثقة, بل ان بعض من عالجتهم بهذه الطريقة يقول بأنه ما ان سمع بسم الله الرحمن الرحيم حتى غمره سرور عجيب وشعر بشعاع دافئ يتخلل قلبه ويقطر فيه.
انه الايمان, انه اسم الله الذي يسمح له الاسترخاء بالدخول إلى اعماق مجهولة غير مأهولة من الذات ليبث فيها السكينة.