Sunday 25th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 9 محرم


مستعجل
القرار الحكيم

** كل الناس,, كانوا سعداء بالقرار الحكيم الذي صدر عن مجلس الوزراء الموقر في الاسبوع الماضي,, والمتضمن تطبيق الفحص الدوري الشامل على جميع اجزاء المركبة,, على ان تكون المستويات القياسية للغازات المنبعثة من المركبات شرطاً لازماً لاجتياز الفحص الدوري,,, وعلى ألا يسمح بسير المركبة التي تتجاوز نسبة الغازات الضارة المنبعثة منها,, الحد المسموح.
** والجميل في هذا القرار الصائب الحكيم,, الذي انتظره الجميع,, هو التوسيع على الناس بإسناد هذه المهمة للعديد من الورش المؤهلة,, وما أكثرها في بلادنا,, ولكي تلتزم هذه الورش بالمطلوب فقد وضع لها لوائح وانظمة دقيقة نص عليها المجلس,, كما تم تشكيل لجنة من العديد من الجهات المعنية لتنفيذ قرارات المجلس.
** نعم,, الكل سعيد بهذا القرار الصائب الحكيم,, فأحوال بعض المركبات في شوارعنا يبعث على الأسى,, دخان,, وتلويث ,, وتشويه,, وأضرار بعباد الله,, وليس في وسع أحد ان يعارض هؤلاء,.
** لقد كان هذا القرار الحاسم المنقذ,, والذي سيكفل بإذن الله وضع حد لهؤلاء العابثين بشوارعنا.
** كلكم تعايشون هذا النوع من السيارات وماذا تصنعه هذه الخردات من عبث,, ابتداء من تسميم خلق الله وإجبارهم على شفط مواد سامة بشكل يومي,, وانتهاءً باغلاق الشوارع والمنافذ,, لأن هذه الخردة او تلك,, تعطلت واعلنت غلق الشارع حتى اشعار آخر.
** ان بعض العمال - وهم كما قلت - عمال - هاجسه الأول شراء سيارة.
** راتبه لا يتجاوز خمسمائة ريال وفيه السكن والاكل والملبس ومع ذلك,, يريد سيارة.
** جنونه,, هو أن يبقى بدون سيارة,, فهو يذهب ويستلف ويستدين الى ان يملك سيارة,, ثم ينطلق بها وسط شوارعنا,, فيصدم هذا ويطمر هذا الرصيف,, ويكسر الاشارة,, ويعدم نصف الأشجار حتى يتعلم غصباً على الجميع.
** أما عن تصاعد الدخان من السيارة,, فحدث ولا حرج,, ويكفيك ان تسلك احد الشوارع صباحاً ومساء,, وان تعد السيارات التي تدخن,, لتجدها بالعشرات,, وليس بوسع المرور أن يعمل شيئاً لكل هؤلاء,, لأن الظباء تكاثرت على خراش,, وما تدري خراش ما تصيد,,!!
** فكانت هذه القضية في أمس الحاجة الى قرار حاسم,,والى لوائح وانظمة تحكمها.
** لقد تابعنا من خلال الصحف اليومية,, ردة فعل المواطن وفرحته العارمة بهذا القرار الحكيم,, وأجزم ان نتائج هذا القرار ستظهر بعد فترة وجيزة من تطبيقه,, حيث ستختفي هذه الخردات من شوارعنا,, - فجأة - امتثالاً للقرار,, وخوفاً من تطبيق العقوبة,, حيث ستفقد قيمتها في السوق نتيجة فقدان القدرة الشرائية من هؤلاء العمال الذين سيدركون ان القضية جادة,, وليست حَمشَة مرور وانه لم يعد بوسعه اليوم ان يشتري خردة ويرمي بها ويرمي بنفسه في شوارعنا كيفما شاء ومتى شاء.
** كما ان اطفالنا يستريحون بإذن الله بعد تطبيق القرار من استنشاق الغازات السامة القاتلة صباحاً وظهراً ,, وستقل نسبة التلوث في شوارعنا,, وسترتاح الجدران البيضاء من الصبغة السوداء,, وسترتاح اشجارنا ونخيلنا في شوارعنا من هذه الصبغات.
** وكمثال بسيط,, انظر الى اشجار النخيل في الدائري,, لتراها قد تحولت من خضراء فاقعة الى سوداء قاتمة,, والبركة في هذا الغاز القاتل,, فمثلما ذهب لهذه الغصون,, فقد ذهب الى رئة كل انسان.
عبد الرحمن سعد السماري

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved