Sunday 25th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 9 محرم


رأي الجزيرة
الناتو يقترب من أهدافه في كوسوفا

احتفلت قمة الدول التسع عشرة الاعضاء في حلف شمال الأطلسي باليوبيل الذهبي لانشائه,, وجرى الاحتفال في نفس القاعة من البيت الابيض الامريكي التي شهدت قبل خمسين عاما توقيع معاهدة إنشاء الحلف من ست عشرة دولة يومذاك.
ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي وزواله تماما عام 1990م من الوجود، والذي زال بزواله عهد الحرب الباردة التي اتسمت بها العلاقات الدولية طوال العقود الزمنية الاربعة التي اعقبت انتهاء الحرب العالمية الثانية، منذ ذلك التاريخ برز حلف شمال الأطلسي (الناتو) كذراع عسكرية طويلة للدول التي تنتمي اليه، والتي اخذت تمد هذه الذراع الى دول اوروبا الشرقية التي كانت في العهد السوفيتي اعضاء في حلف وارسو الذي زامل الاتحاد السوفيتي الى رحلة العدم,!
والمفارقة ان وارسو التي كانت مقرا للقيادة العسكرية لحلف المنظومة الشيوعية الذي تم تشكيله في عام 1954م، اصبحت - وارسو، وهي عاصمة بولندا - عضوا في حلف الناتو مع شقيقتيها براغ عاصمة تشيكا، وبوخارست عاصمة رومانيا.
ويتطلع قادة الحلف الى تبعية الاعضاء السابقين في حلف وارسو، بما فيها دول البلطيق الثلاث (استونيا ولاتفيا وليتوانيا) التي اعلنت روسيا الاتحادية انها أي هذه الدول الثلاث تمثل الخط الاحمر لتوسع حلف الناتو وأنها لن تسمح له بضمها اليه دفاعا عن أمنها القومي.
ولا يبدو على حلف الناتو انه يأخذ التهديد الروسي بشأن ضم دول البلطيق الثلاث اليه مأخذ الجد.
وربما اصبح الآن - أكثر اقتناعاً بأن روسيا التي فقدت الكثير من حلفائها السابقين في شرق اوروبا وفي آسيا الوسطى، لا يمكن ان تفقد حكمة الصبر والتعقل وقبول حدّة التحول الجذري في واقع العلاقات الدولية ودور حلف الناتو تحديداً في تنفيذ الصيغ الجديدة التي تتوصل اليها الدول القائدة لاستراتيجية الحلف السياسية والعسكرية.
ولعل تجربة تجاهل دول الحلف لمعارضة روسيا للضربات الجوية الموجهة الى يوغسلافيا منذ اكثر من شهر، كانت - التجربة - بمثابة محك اختبار من الناتو للمدى الذي يمكن ان تصل اليه روسيا في مواجهته بحزم، ومدى صلابة او ليونة هذا الحزم,!
صحيح ان روسيا جمّدت شراكتها مع حلف الناتو، وارسلت سفينة تجسس الى البحر الادرياتيكي، واجرت مناورات واسعة في البحر الأسود وفي سيبيريا بكافة أسلحتها الضاربة والمخيفة حقاً,, ولكن ذلك كله لم يكن من اجل يوغسلافيا او من اجل منع الناتو من شن هجوم بري في كوسوفا إذ ان للناتو حساباته الخاصة بشأن شن او عدم شن مثل هذا الهجوم، وانما قامت روسيا - بما قامت به - كما أعلن وزيرها للدفاع - من أجل أمنها القومي.
نخلص الى ان المخاوف التي ثارت مع بداية عمليات حلف الناتو ضد يوغسلافيا يوم 24 مارس الماضي من ان تؤدي الى تدخل روسي عسكري مباشر الأمر الذي يعني اندلاع حرب عالمية ثالثة لا يعلم الا الله وحده ما ستسفر عنه من نتائج على البشرية والعالم,, هذه المخاوف لم تهدأ فحسب، بل همدت، واصبحت كالرماد على جذوة خابية.
ومعنى هذا ان حلف الناتو سيواصل مهمته التي بدأها في يوغسلافيا حتى يحقق اهدافه المتمثلة في مطالبه الخمسة لوقف القتال وإحلال السلام في كوسوفا وبعده البلقان، وهكذا نلاحظ ان الناتو اصبح الآن اكثر قرباً الى أهدافه في كوسوفا من أي وقت مضى.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved