Sunday 25th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 9 محرم


عبقريات العقاد بين المتن والإسناد
صالح بن سعد اللحيدان

لعلك تتساءل عن سبب تسمية النصارى بهذا الاسم، ولعلك ترتع في ربيع مربع وخضرة نضرة اذا انت وقفت على الاسباب والعلل وهذا يدفع بطلان التسمية بالمسيحي على وجه صواب من حيث السبب والعلة، وواقع الحال جاء عند ابن عساكر انهم سموا: نصارى لقولهم كما حكى الله تعالى عنهم نحن انصار الله او انهم كانوا بقرية يقال لها: الناصرة .
فليسوا مسيحيين كما يدعون: اليوم، لكنهم نصارى كما سماهم الله تعالى بهذا وكما هو: واقع الحال،
وهم: نصارى يقال لمن كان اصلاً من أهل الناصرة او لمن نصر الحق كما قالوا هم.
لكنهم جاؤوا بظلم وزور، وطفقوا ابداً يلتفون حول ما ادعوه كذلك: ظلماً وزوراً ويكفي هنا امران:
1 - كذب على النفس حتى صدقوها، صدقوا ما تمليه النفس، واتباع الهوى.
2 - ويكفي ان تعلم ان عيسى عليه السلام جاء بالتوحيد الخالص, أن لا يعبد الا الله تعالى دون سواه، وجاء برد كل وسيلة كفر قولية او فعلية، طردها فما عليك الا أن تنظر كنيسة ما من: الكنائس لتجد الصور المفتراة المكذوبة وهي من وحي الشيطان وحيل النفس وبقية من وثنية الصين والهند واليونان وهم يرسمون هذه الصور في الكنائس اعتقاداً تقريبياً عن صورهم:
كمريم.
وعيسى.
والملائكة.
والحواريين.
والنجار.
والنخلة.
ويحيى.
بل اشاع بعضهم انهم رأوا العذراء جاءت اليهم في الكنيسة وهكذا يكذبون ويصدقون أنفسهم في هذا وذاك ومن يتدبر القرآن وصحيح السنة الكريمة يجد حقيقة هذا بجانب الكذب على الرسل ورميهم بالسوء واكلهم المال بالباطل وجعل المال وسيلة: الوثنية الناس ولو بعد حين طويل.
وقد كان بإمكان المؤلف وهو يكتب (مطلع النور) أو: (طوالع البعثة المحمدية) ان يبين شيئاً من هذا ليبرهن على فساد دين اليهودية والنصرانية بما داخلها من: وثنية وزور وكذب وسحت واستغلال لكي يبين بعد هذا: حاجة اهل الارض الى: بعثة جديدة ورسول جديد.
وجاء في ص 126 تفسيره آية في غير سبيل لها فقد قال قبل ذلك في ص 125: ]فإن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي نادى بهذه المساواة بين الأصول والأمم لم يكن دون احد من أبناء الجزيرة كلها حسباً ونسباً من أبويه، الشريفين بل كان من شرف الأبوة في الذؤابة التي يعترف بها النظراء ويعنو لها المكابرون, وهذا الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الذي يتعلم منه الناس انهم إذا صلحوا واستقاموا: فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون !.
فهو هنا فسر هذه الآية في غير وجه مراد لها بل ابعد النجعة وغرب بل شرق فلم يهتد لها.
وقد ذكر المفسرون:
ابن جرير
والقرطبي.
وابن الجوزي.
والتوحيدي.
وابن كثير.
وابن سعدى.
والشنقيطي.
ان المراد بهذه الآية ان يوم الحساب يوم القيامة تزول الأنساب والأحساب فلا ينظر الا الى: العمل الخالص الصواب فليس بين الله تعالى وبين احد قرابة الا قرابة: الولاء له والاخلاص له والعمل له وابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى، وقد طول بعض المفسرين حول هذه الآية بما لا يمكنني ايراد ما ذكروه اذ المقام لا يقتضيه.
وحسبي ما نبهت اليه من قبل ان أي الاحكام مما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة لا يحسن بالمثقف والأديب المسلم العاقل الأمين ان يرى رأيه فيما ورد من أدلة الأحكام في شؤون الدين والدنيا، ولعل مثل هذا أضعف الثقة بمن يتناول هذا الأمر وهو خالي الوفاض ويجعل من نفسه محطة رثاء ولوم وسخرية، وبخاصة اذا كان من يفسر او يرى رأيه في مثل هذا يخشى شره او سطوته الغاشمة فإنه يترك ليكون مثار نقع لسخرية عابرة تترا ما يبرح ان تدوم حتى تظهر في وقتها المناسب بعد حين وحين ولهذا فإن العقل والأمانة والدين من اولويات ما يجب أن ينهجه كل كاتب وباحث وناقد وأديب.
وورد في ص 126 قال: ]وللديانة الانسانية مناط واحد هو ضمير كل فرد من أٌفرادها، فلما لم يكن لهذا الضمير حساب وعليه تبعة فلا ديانة لإنسان ولا لجملة الناس[.
فقوله سامحني الله واياه: فما لم يكن لهذا الضمير حساب وعليه تبعة فلا ديانة لإنسان ولا لجملة الناس , فهذا منه اقرار وان لم يرد، هذا إقرار بأن الضمير لدى الماركسية/ والبوذية/ والسيخية/ والهندوكية، والالفية والنصرانية واليهودية بأن الضمير اذا كان لدى هذه: ضميراً حياً أميناً مثلا وعاقلاً وعليه رقابة ويتحمل التبعة فإنه دين للانسان ولجملة الناس لقد ذكرت من قبل ان البوذية والهندوكية الخ لا تعد ديانة، انها نحلة من النحل الوثنية أصلها أولاً وآخراً الانسان الذي اتبع هواه والشيطان،
واليهودية والنصرانية دينان لكنهما منسوخان نسخهما الاسلام.
فليست الأمانات والاخلاقيات مقياساً ليست مقياساً وضابطاً ليعبر ما يتخذه الانسان الحياة فيصبح ديانة.
ولقد عهد الناس الممارسون للحياة ممارسة بعيدة الغور بنيهته العقل أن المصلحة
والتبشير
والاستغلال
والتجهيل
كلها أمور لا تعبر الا من خلال العقل المعيشي والأمانة والاخلاق الظاهرة هما الحصنان الاصيلان للعبور الى عقول ضعيفة معرفة حقيقة التوحيد ولوازمه، وحقيقة أمر كل هدف بعيد.
إن هذا الدين جاء بالمحافظة على:
الدين
العرض
المال
النفس
العقل.
وهذه لا تتضعضع ولا تضعف ولا تخرم الا من خلال العقل المعيشي المصلحي مع طول الدراسة والمحاولة وهذا أمر بينه كتاب الله تعالى كما في
البقرة
آل عمران
الأنعام
الأعراف
الدخان
الزخرف
الجاثية
الفتح
البينة
الفيل
ورقٌّمها:
البخاري.
مسلم.
النسائي.
أبو داود.
الترمذي.
ابن ماجة.
فليست الضمائر بمقياس ولا تكون، وان وجد من بعض المسلمين في الأمانة والأخلاق خلل ما فما ذنب الاسلام.
إن المسلم حينما يكذب أو يخون أو يرتشي او يظلم فهو هنا يحكي حال نفسه من / تربية / وقراءة وسوء نية وتظهر هذه المعادلة بقراءة سورتي: محمد, صلى الله عليه وسلم
العصر.
ويكفي ان تقرأ هنا كتابين:
1 - بروتوكولات حكماء صهيون.
2 - الماسونية في العراء
لتقف من خلال ذلك كله على ما يلزمك كونه ان يكون وهو واجب عليك منك ان يكون والا حكمت على ما ترى وتسمع من خلال ظواهر الأمور وهذه صفة ابعد ما تكون عن: الرجل والمرأة ذوي العقل والأمانة في ميزان الأخذ والعطاء.
فليس قول المصنف الذي قاله بمستقيم الا من خلال نظرة السخيف الذي يحكم بظواهر الأمور.
وجاء في ص 127 قال المؤلف: ]وكانت في الهند حضارات تأخذ بمبدأ المسؤولية الفردية ولكنها ترجع بها الى حياة سابقة متسلسلة من حياة سابقة على مدى الأزمنة التي لا تعرف لها بداءة منذ ازل الأزل فهو مولود بجرائره وآثامه وكفاره تلك الجرائر والآثام الى الأجل المقدور وليست تبعاته مرهونة بما يعمله بعد ميلاده بل هي سابقة للميلاد لاحقة به آماداً بعد آماد[.
ثم هو يستنتج من هذا فيقول: ]وعلى هذا تعاقبت الأجيال على اهمال المسؤولية الفردية في أطوار البداوة واطوار الحضارة ولم تعرف حضارة واحدة دانت بهذه المسؤولية على النحو الذي نفهمه الآن او على نحو قريب منه غير الحضارة المصرية في عصور الأسر القديمة[.
وبمراجعة ما نقله بالمعنى عن الهند نجد ثلاثة أمور:
1 - ان المؤلف قصر نفسه على نوع واحد من الكتب.
2 - ان المؤلف لم يعالج اصل ما نقل.
3 - ان المؤلف حكم فقرر.
من المعلوم من الوحي الكريم المنزل والتاريخ والآثار الموغلة في القدم أن نوحاً عليه السلام نشر الاسلام الذي هو دين الرسل عليهم السلام الذي في شرق الارض وشمالها الشرقي حتى حدود: جزيرة العرب شمالاً مما يلي العراق.
وقد بقيت دعوته طويلاً عليه السلام حتى توفاه الله تعالى ثم بعث من بعده رسلاً حتى تسلمها محمد صلى الله عليه وسلم.
فقول المصنف كما في ص 127 ]ولكنها ترجع بها الى حياة سابقة متسلسلة على مدى الأزمنة التي لا تعرف لها بداءة منذ ازل الآزال,,,[.
يوحي جداً بأنه لم يقرأ حياة: نوح عليه السلام ودعوته وآثاره سواء في الهند او ما جاورها، وسورة هود بينت باختصار حقيقة الحاصل ثم تناول ذلك المفسرون وكتبة التاريخ الثقات.
فأصل حضارة الهند الأول الاسلام ودين نوح عليه السلام وما حصل بعد ذلك انما حصل بالبعد عن: دعوة نوح بعد الطوفان.
هذه واحدة،
والأخرى: أن قوله هذا يرمز الى خلاف اصل الخلق الفطري وما جبل عليه الانسان وهذا أمر شائن وقع فيه: الدهريون والملحدون والغائيون الذين يرون غائية الحياة اي انها هي الغاية دون سواها والمؤلف ليس من هذا الصنف لكنه ذكره بسبب جهله أصول ما يجب ان يعاد اليه في مثل هذا.
فالله جل وعلا خلق الانسان بفطرة نقية صالحة، قابلة للحق وجعلها موحدة مؤمنة كما في قوله تعالى فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون وكما جاء في الحديث الصحيح ما من مولود الا ويولد على الفطرة وكما في صحيح مسلم خلقت عبادي حنفاء,,, .
فأصل الخلق على الفطرة.
اما الكفر فهو طارىء,, وسببه كما في الصحيح: فاجتالتهم الشياطين والقرآن الكريم مليء ببيان أسباب الكفر.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved