Sunday 25th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 9 محرم


هكذا
حول قصص الصيد الأخير,.
فهد العتيق

* من (سلفادور دالي) الذي حمل الغلاف الخلفي لمجموعة عبدالله حسين القصصية لوحة موحية له، تكاد ان تعبر عن الحرب، الى اهداء المؤلف لهرم بن سنان وعوف بن مرة وزهير بن أبي سلمى، والى المخلصين,, والى كل دعاة السلام، السلام الحقيقي طبعا,,!! ربما من اجل ألا يقطر الدم سما على أنقى التعاليم فيحولها الى جنون والى احقاد,, كما يقول نيتشه، وهي المجموعة الاولى للكاتب وصدر له غيرها، لكن لا بأس من إعادة قراءتها.
* اتذكر بعد العام (90)م، اننا اجتمعنا - بعض الكتاب والاصدقاء - لقراءة بعض المجموعات القصصية المحلية والعربية التي صدرت في ذلك الوقت، كان من بين هذه المجموعات: الصيد الاخير لعبدالله حسين، واذكر انني كتبت بعض الاسطر في ذلك الوقت وقرأتها على الاصدقاء الذين تحدثوا ايضا عن هذه المجموعة ضمن كتب اخرى كانت محورا للنقاش المنتظم لاسابيع طويلة.
* ,,, تُقدم بعض قصص المجموعة أبعادا اجتماعية وفكرية ورمزية عميقة وقوية لموضوعاتها، والفكرة في كل نص قصصي مميزة جدا، ويتضح ان الكاتب يريد ان يقدم مواضيع او مضامين جادة وجديدة، بدليل ان كل قصة تحمل فكرة مختلفة تنتهي نهاية ساخرة او طريفة او رمزية، لكن لغة هذه النصوص تقترب كثيرا - كما اراها - من لغة الرواية في الغالب، اي اللغة التقريرية المباشرة تقريبا، مقابل رمزية في الفكرة والموضوع وليس في الشكل او (التكنيك الفني)، او اللغة التي تعتبر سهلة وعادية في معظم القصص.
* ويتضح البعد الاجتماعي والرمزي في قصة (الصيد الأخير) في هذه اللقطة: (الخليج الذي قذف في مياهه البطل سنارته فلم يجُد الا بحجارة من النفط والسأم) وهي واحدة من القصص التي تحمل دلالات هامة، لكني اظل متحفظا على طريقة القص او السرد التي تكاد ان تكون رتيبة وسائدة، مثلا قصة (الانباء) التي اعتمدت او احتمت بالسخرية فقط كملجأ فني، بديلا عن البحث عن طرائق فنية جديدة للسرد، وهنا يلاحظ ان النص القصصي يسير الى نهايته بطريقة مستقيمة او مباشرة، اذ نادرا ما نلمح لعبة فنية او اشتغالا على اللغة يخدم البعد التأثيري والايحائي والدلالي، وليس المقصود لغة القاموس المتكلفة ولكن لغة حية ومتحركة برؤى شاعرية تخدم قيمة الفن والتعبير في النص القصصي لأن النص المغلق على ذاته وعلى اهدافه المرسومة سلفا يقلل من احتمال إثارة الافكار والدلالات والاسئلة لإغناء النص، وكل هذا لا يجعلنا نغفل عن بعض الافكار القصصية الهامة في بعض نماذج من قصص المجموعة.
* وبشكل عام، ومع التقدير لهذه المجموعة التي عادت بذاكرتي الى الوراء قليلا، وما زلت اظن اننا لو سلّمنا ان النص القصصي وحدة بنائية وعضوية له علاقاته الداخلية، وانه بالتالي كائن له استقلاليته وتفرده، فإنه ايضا عالم مفتوح على الخارج وله مرجعياته المختلفة، وهنا نقف امام (الكيفية) التي يمكن ان يطرح بها النص القصصي ذاته الفنية والموضوعية، هذه الكيفية التي ارى انها المحدد الرئيسي لتميز النص حتى لو لم يقدم لنا جديدا على مستوى الفكر او الموضوع، اذ يكفي ان يعالج قضايا وتفاصيل ليست كبرى، ولكنه يقدمها لنا بكيفيات وطرائق ومعالجات فنية جديدة ومتقدمة تحاول اختراق الحالات الانسانية في واقعنا المعيش وتقدمها بأفكار اكثر جدة وعمقا وبطريقة فنية متقدمة وعالية.
* فاصلة:
وصلتني تساؤلات عن معنى عنوان الزاوية (هكذا)، وربما اسئلة اخرى في الطريق، والإجابة البسيطة انه اسم (فني) فقط، ولا يحمل أية دلالة موضوعية، وبالمناسبة، سوف تتواصل هذه الزاوية، في عامها الخامس، في قراءة العديد من النصوص والمجموعات القصصية المحلية والعربية التي صدرت حديثا، وهي مجرد انطباعات قارئ ومتابع لهذا الفن الخلّاق، بالإضافة الى قراءة بعض الروايات العربية والمترجمة.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved