Sunday 25th April, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 9 محرم


منطق
الحاسب المجنون,.

كل يوم يمر يحمل بين طياته اخباراً جديدة، تتعلق بالحاسب الآلي وبالمنتجات المرتبطة به، وتتسارع عجلة التطور التقني فيكون التحدي!، نعم,, وأية تحد اكبر من مجال التقنيات الحاسوبية؟, هذه التقنيات التي لا يبدو انها سوف تتباطأ في المدى القريب,, فهل قبلنا نحن العرب هذا النوع من التحدي؟ ولكن الواقع يفرض علينا ألا نبقى في خانة المتفرجين، فماذا صنعنا؟ وماذا خططنا للمستقبل في هذا الحقل؟.
أين نحن من دول آسيوية وأوروبية خاصة اذا تعلق الأمر بالحاسب الآلي وبرامجه واستخداماته؟,, سؤال صعب، والاجابة عليه اصعب!.
عندما نعيش الواقع الملموس نجد اننا (في العالم العربي بأكمله)، لا نزال نلهث في مؤخرة الركب نحاول فهم ما تدفع به الينا الاسواق من معطيات (صلبة) او (لينة)، وما نكاد نستوعب بعض ابجديات ما طرح علينا من تقنيات وبرامج حتى نجد اننا نتعامل مع منتجات ومعطيات (انتهى تاريخها)، ونزل في الأسواق غيرها مما يلغيها او يتفوق عليها بمراحل, ونكتشف ايضا اننا عندما تهب علينا بعض الرياح المواتية فتغمرنا بشجاعة فيها شيء من التهور فنشتري احدث ما توصل اليه عقل الانسان في مجال الحاسبات الآلية وبرامجها، نكتشف اننا وقعنا في واحدة من اثنتين: اما ان نكون وقعنا ضحية عملية نصب في النوعية والجودة، وما اكثر الغش في هذا المجال, او ان نكون تورطنا في صفقة اصبحت وبالاً علينا حيث نكتشف متأخرين عدم توافق ما تم شراؤه شبه التام مع اية تجهيزات قديمة او برامج، وربما طال هذا (اللاتوافق) المستندات والوثائق التي جهزت على اجهزتنا القديمة.
اما بخصوص البرامج التي لا تعد ولا تحصى فهي تجعل العاقل يفقد عقله لكثرتها وتنوعها وتشابهها في آن واحد, ناهيك انها تتجاوب وتتزامن مع معطيات السوق، فاذا نزلت الى الاسواق آلات من نوع جديد تزامن مع نزولها برامج لا تصلح الا معها ولا يمكن الاستفادة بكامل مميزاتها الا مع اجهزة حديثة ومتطورة (تتوافق) معها وكان الأمر قد رتب بين منتجي الاجهزة واباطرة البرامج الحاسوبية.
وفي مجال تعريب البرامج والأنظمة هام العرب على وجوههم فما بلغوا نصف ما بلغت امم اقل منهم شأناً الا في الجد والعمل، وقصر المبرمجون العرب فيما يفترض انه واجبهم، وقليل من الحكومات العربية اولت الحاسبات والبرامج والترجمة شيئا من الاهتمام, والذي يحدث ان المؤسسات (التي هي في غالبها غير حكومية) والتي تهتم بترجمة برامج وانظمة الحاسبات تلهث هي الاخرى في محاولة للتسابق مع هذه السوق المحمومة، فما ان تنتهي من تعريب برنامج معين الا ويكون قد فات الأوان حيث تكون الشركة المنتجة لذلك البرنامج قد انتجت طبعة جديدة (مزيدة ومنقحة) واصبحت النسخة المعربة قديمة ولا تتوافق مع الأجهزة الموجودة في السوق!!.
هذا هو حالنا مع الحاسبات الآلية وبرامجها، فهل هناك من لديه تصور افضل مما قيل؟ التساؤل يظل مطروحاً والمجال مفتوحاً, وللحديث صلة ان شاء الله.
د, عبد الله بن عبدالرحمن آل وزرة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved