عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
فقدنا بالامس القريب عالما جليلا عرفته الامة من خلال مشاركاته الاعلامية المتعددة وفي مقدمة ذلك البرنامج اليومي (نور على الدرب) الذي كان فيه نعم الموجه والمرشد من خلال اجاباته الشافية المبسوطة بالدليل الواضح البين من الكتاب والسنة واقوال سلف الامة.
ولقد كان للشيخ صالح بن غصون رحمه الله مشاركات في الدعوة الى الله في مجالات عدة من خلال المحاضرات والدروس والاجابات على الهاتف يتضح من خلالها غزارة علمه وعمق فهمه لمشاكل الامة ومحاولة ايجاد الحلول لها وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولقد وردت ترجمة له يرحمه الله في كتاب تاريخ القضاء والقضاة في العهد السعودي لمؤلفه عبدالله بن محمد بن عايد الزهراني حيث ولد الشيخ في عام 1341ه في مدينة الرس احدى مدن القصيم وفقد بصره في عام 1354ه وهو في السنة الثالثة عشرة من عمره بسبب مرض اصاب عينيه ودرس في بداية شبابه في المساجد والكتاتيب على المشايخ والعلماء في مدينة الرس وحفظ القرآن الكريم في صغره ومن ابرز مشايخه سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله قرأ عليه في الاصول والفروع والشيخ عبداللطيف بن ابراهيم رحمه الله درس عليه في الفرائض.
واخذ عن سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز وفقه الله والشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله والم بمختلف الفروع والاصول في علم الشريعة وحينما ادرك مشايخه نبوغه واهليته رشحوه في وقت الملك عبدالعزيز للقضاء فعين قاضيا في حوطة سدير سنة 1368ه ثم نقل الى قضاء شقراء في عام 1371ه بالاضافة الى شغله منصب القضاء في شقراء كان يدرس بعض المواد الاسلامية في المعهد العلمي في شقراء واستمر في القضاء الى عام 1381ه ثم نقل الى قضاء الاحساء بمدينة الهفوف ليرأس المحكمة الشرعية بها واستمر بهذا المنصب حتى آخر عام 1390ه حيث نقل الى قاضي تمييز في محكمة التمييز في مدينة الرياض بالاضافة الى كونه عضوا في المجلس الاعلى للقضاء الى عام 1409ه حيث طلب الاحالة على التقاعد وبقي عضوا في هيئة كبار العلماء الى عام 1413ه حيث سافر في هذا العام في رحلة علاجية الى خارج المملكة ثم عاد بعد اجراء بعض العمليات الجراحية له فرحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته فكم اسدى من نصيحة وغير من منكر احتسابا لوجه الله قال ابو مسلم الخولاني: (العلماء في الارض مثل النجوم في السماء اذا بدت للناس اهتدوا بها واذا خفيت عليهم تحيروا).
وقال سفيان بن عيينة (ارفع الناس عند الله منزلة من كان بين الله وبين عباده وهم الانبياء والعلماء).
وقد كان الامام البخاري رحمه الله جالسا في الحلقة يعلم طلابه اذ جاءه نعي الامام الدارمي فقال مخاطبا نفسه

ان تبق تفجع بالاحبة كلهم وفناء نفسك لا ابالك افجع

وهكذا الدنيا لا تبقى صافية لاحد,, ولقد جاء في الحديث: انتم شهداء الله في الارض فقد حضر للصلاة على جنازة الشيخ خلق لا يعلمهم الا الله حيث امتلأ المسجد بدوريه الارضي والعلوي وكذا الساحات المحيطة بالمسجد وصدق من قال: بيننا وبينكم يوم الجنائز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته