تهرم المدن كالناس,, لكن جثثها تظل في العراء، نهباً لمعاولهم!
قال ذلك صديقي، القادم من مدينة بعيدة إلى المنطقة الشرقية، حيث تجولت معه في إحدى المدن التي عاش فيها قبل عقود,.
وطوال سيرنا على الأقدام، كنت أسمع بكاء قلبه، وهو يشير إلى جثث المحلات التي يعرفها، ويمشي في الشارع الفخم (سابقاً)، الذي انتشرت سمعته الى المناطق الاخرى من المملكة,, الآن: تهدلت بناياته، وتشققت جدرانها، وامتلأت دكاكينه الذهبية (سابقا أيضا) بالغبار، والقليل منها تحول إلى مطاعم صغيرة، او محلات لبيع الاشياء البسيطة حيث تعيش بقايا العمالة الآسيوية.
كان الصديق يهز رأسه على أمجاد المدينة، وكأنه يرثي ايام كان هو ذهبياً شاباً,, مرة واحدة ضحك، وهو يقول: انظر يا أخي كم صرف على هذه المباني والمرافق؟ أين التخطيط؟ قلت له: إن كل مدننا كذلك، وربما كنا اكثر الشعوب ابتعاداً عن ماضينا (الطيني)!
جبير المليحان