تحية طيبة,, ملؤها التقدير والاحترام للقائمين على الصفحة الثقافية,, وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتقدم بتجربتي النقدية من خلال هذه الصفحة العزيزة علينا جميعا لقصة الكاتبة مها الزبيدي في العدد رقم 9644 بعنوان (زوجي الغاضب) ،منذ الوهلة الاولى لقراءتي لها تبادر إلى ذهني القصة التي نشرت للقاصة بعنوان (بالامس فقط) والذي شدني لتذكرها هو التشابه الواضح في اسلوب الكاتبة من ناحية الصراحة المطلقة وانها اطلقت لمشاعرها وقلمها العنان للتعبير عما تعانيه وهي بالطبع (تجربة شخصية) ورصد كل ما تمر به بجرأة وبطريقة مباشرة وواضحة لتصبح هاتان القصتان حديثا من الكاتبة تبث فيه همومها ليصل فوراً إلى القارئ إذاً قصة (زوجي الغاضب) وأيضا (بالامس فقط) لم تستند إلى اي شخصية وانما بطلة القصة هي الكاتبة نفسها وهذا ما نتعرف عليه من اول كلمة كتبت (ها أنا) ضمير المتكلم الذي منه وإليه ترجع المعاناة التي تعيشها مما يجعل اسلوب القصتين قريبا إلى الخاطرة وأنا ارى انه عندما شرعت في كتابة هذه القصة والتي قبلها كانت تحت وطأة شيء من اليأس او الحرمان من الاحساس بالسعادة التي كانت تنتظرها وذلك من خلال المفردات التي وردت في القصتين.
لذا فإن المشاعر تستشف عمق المعاناة التي تمر بها مما يجعل الاسئلة تتبادر إلى ذهني يا ترى لماذا هذا الرضا التام بمعاملة زوجها من ضرب وإهانة لأجد الاجابة في قولها (لانني احببتك واخترتك بملء ارادتي فعاقبتني على عصياني لوالدي) هنا الاسباب التي تجعلها ترضى به منها الحب الذي غلب ارادتها لترضى وتقتنع برأيها ولم تأبه لنصيحة والدها لذا فهذه المسببات هي الدوافع الرئيسية التي تجعلها تبعد تفكيرها عن الحلول التي تخلصها من العذاب فماذا تنتظر من هذا الزوج بعد ان فقدت كل شيء بسببه ونلاحظ ان مشاعر الكاتبة تمتزج بأنواع متعددة من الاحاسيس تجاه زوجها من الرضا بمعاملته والاعتراف بقسوته الى الاحساس به والقلق من اجله وبعد كل هذا العناء تريد ان تعلم سبب غضبه لتواسيه وتعتذر منه وانا أرى بأنه لو ختمت هذه القصة بأن تجعل للكرامة والحب الفرصة لمقاومة هذا العذاب لكانت النهاية اقوى من ان تختم قصتها كما بدأتها بصيغة الامر في قولها (اضرب، اضرب) وفي نهاية هذه الرؤية اقول: ان الكاتبة مها الزبيدي تمتلك مخزونا ابداعيا وجذبا لانتباه القراء.
وأشير إلى ان الموضوع في القصتين (بالامس فقط) و(زوجي الغاضب) قد استند لفكرة واحدة موضوعها يدور حول شخصية القاصة نفسها ومعاناتها لكن الكاتبة قد صاغتها في قالب قصصي جميل وان كان يضم صراعا من الالم والاسى إلا انها تضمنت المصداقية والواقعية.
وأخيراً أتمنى للكاتبة مها حياة سعيدة وان تنال هذه الرؤية النقدية رضاكم ورضا الجميع,, وشكراً,.
صدى الذكريات
سدير