يعد موسم حج هذا العام واحدا من افضل المواسم من الناحية الصحية علاجيا ووقائيا,, بعد ان منّ الله سبحانه وتعالى على حجاج بيته الحرام ويسر لهم أداء مناسكهم في ظل خدمات صحية علاجية ووقائية مكثفة ومتميزة قدمتها وزارة الصحة انفاذا للتوجيهات السامية الكريمة المبلغة لكافة قطاعات الدولة المختلفة التي بذلت كل جهودها لراحة الحجيج وتهيئة افضل السبل لهم, ولأن للوقاية دورا مهما في السلامة من الأمراض فقد تم اعداد البرنامج الوقائي الذي يهدف الى مكافحة الأمراض المعدية والمحافظة على اصحاح البيئة والتوسع في التوعية الصحية وكذلك اعداد برامج مراقبة منافذ الدخول البرية والبحرية والجوية والمتضمن كذلك الاشتراطات الصحية الواجب توفرها في القادمين للحج والعمرة والتي بلغت مبكرا الى سفارات وممثليات خادم الحرمين الشريفين في الخارج للعمل بموجبها عند منح تراخيص الحج للراغبين في ذلك.
تطبيق الاجراءات الوقائية
وقد بدأ العمل الوقائي في منفذ مطار الملك عبدالعزيزبجدة وميناء جدة الاسلامي اعتبارا من 5/11/1419ه وفي بقية المنافذ في يوم 15/11/1419ه وذلك لمراقبة منافذ الدخول وتطبيق الاجراءات الوقائية وقد بلغ اجمالي المطعمين 39097 عبر منافذ المملكة المختلفة.
كما تم تنفيذ عدد من النشاطات الوقائية في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة قبل موسم الحج والتي كان من أهمها استمرار حملات التطعيم حيث بلغ اجمالي من تم تطعيمهم في مكة المكرمة 217491 وفي المدينة المنورة 211498 فردا اضافة الى الاعداد التي تم تطعيمها في مناطق المملكة الأخرى.
حالة حمى شوكية وافدة واحدة
وخلال تنفيذ برنامج الطب الوقائي والذي يغطي الفترة من 20/11 حتى 11/12/1419ه تم تكثيف الأنشطة الوقائية في المجالات المختلفة مما أدى الى عدم ظهور أي من الأمراض المعدية أو المحجرية مثل الكوليرا والأمراض سريعة الانتشار كالدفتيريا كما انه خلال موسم حج هذا العام ونتيجة للمراقبة الوبائية اللصيقة وباستعمال كافة الأساليب العلمية الحديثة في الابلاغ على المستوى الدولي وخاصة عن طريق شبكة الانترنت وبلاغات منظمة الصحة العالمية ولما تم تطبيقه من اشتراطات صحية صارمة قبل واثناء وصول الحجاج الى منافذ المملكة المختلفة فإنه لم يكتشف سوى حالة وافدة واحدة للحمى المخية الشوكية بمكة المكرمة ولله الحمد رغم حدوث المرض في بعض الدول الاسلامية بشكل وبائي.
مراقبة مياه الشرب
وللارتقاء بخدمات صحة البيئة قامت فرق صحة البيئة بوزارة الصحة بمراقبة مياه الشرب حيث بلغ عدد قراءات الكلور في مختلف المواقع 6550 وتم التعقيم الفوري لجميع المصادر التي لا يوجد بها كلور متبق حسب النسب المطلوبة بالاضافة الى المسوحات الميدانية على خزانات المياه بالمستشفيات والمراكز الصحية بالمشاعر المقدسة في كل من منى ومزدلفة وعرفات والتي تم التأكد من سلامتها مع بداية العمل فيها,, بالاضافة الى مراقبة محلات تداول الأغذية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة,, وبالنسبة الى المدينة المنورة بلغ عدد قراءات الكلور في المواقع المختلفة 1980 قراءة وتم التعقيم لجميع المصادر التي لا يوجد بها كلور متبق.
كما قام مختبر الصحة العامة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة بنشاط مكثف حيث تم فحص أكثر من 13292 عينة وقام فريق مكافحة نواقل المرض باجراء الاستكشاف الحشري في أماكن التوالد المحتملة بالمنطقتين بالاضافة الى مكافحة الأماكن الايجابية منها.
تكثيف نشاطات التوعية الصحية
ومما تجدر الاشارة اليه ان الدورة المتميزة لنشاطات التوعية الصحية تتم على عدة محاور ففي مجال المطبوعات تم توزيع 549715 مطبوعة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمنافذ كما تم بث الرسائل التوعوية عبر الاذاعة والتلفزيون والسيارات المجهزة بما مجموعه اكثر من 328 ساعة بالاضافة الى استخدام اللوحات الارشادية المضيئة في الشوارع العامة ومنافذ الدخول,ولم تقتصر نشاطات البرنامج الوقائي على النواحي التنفيذية بل ركزت ايضا على البحوث حيث قام برنامج الوبائيات الحقلي باجراء اربع دراسات بحثية ميدانية خاصة بالحج.
ان الجهود قد أدت بعد توفيق الله وعونه الى حماية الحجاج من الأوبئة والأمراض المحجرية في ظل متابعة مباشرة ومتواصلة من كافة المسؤولين بوزارة الصحة والذين نفذوا برنامج زيارات ميدانية متواصلة للمواقع الصحية أسهمت بعون الله في دعم جهود العاملين بها وتذليل كافة الصعاب التي واجهتهم في حينها ولله الحمد.
|