* لعلنا ندرك تماما ان الماء هو اكسير الحياة وعصبها وقد اودع الله فيه سر استمرار الحياة وتوفير المياه العذبة اصبح مشكلة وشبحا يؤرق كل دول العالم حتى ان الخبراء يتوقعون ان تكون الحروب القادمة بسبب المياه,.
* من هنا ارتفعت دعوات صادقة لترشيد استهلاك المياه وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الامين لجميع المواطنين والمقيمين في هذه البلاد الغالية من خلال حملات التوعية الاعلامية التي تنفذها وزارة الزراعة والمياه في جميع مناطق المملكة والتي تهدف الى تفاعل ايجابي ومستمر من الجميع لتحقيق اهدافها,.
* ولعلنا جميعا لا نجهل الجهد الذي بذلته الدولة وحجم المال الذي انفقته لانشاء ما يزيد على 22 محطة لتحلية المياه المالحة من البحر الاحمر والخليج العربي كما ان هناك مئات المليارات من الريالات انفقت من اجل زيادة المتاح من المياه العذبة المحلاة بواسطة تلك المحطات التي جعلت المملكة اكبر دولة منتجة للمياه المحلاة في العالم.
* وحيث تشكل المياه الاساس في استمرار برامج التنمية العمرانية والزراعية والصناعية تواجه المملكة تحديات مستمرة بسبب تزايد الطلب على المياه يقابل ذلك اهدار كبير للمياه من قبل فئة من المواطنين والمقيمين والزائرين ومن قبل بعض المصانع والمؤسسات والشركات وغيرها الامر الذي جعل الاستجابة لتلك الدعوات والحملات الصادقة من قبل الدولة امرا مهما بل واجبا ديننا وعملا وطنيا وسلوكا حضاريا جديرا بالاتباع ومساهمة في المحافظة على هذه الثروة الثمينة من اجل مستقبل مشرق وقادم جميل.
* كما ان تعميق الشعور بالمسؤولية الجماعية في هذا المجال وكذا التفاعل الايجابي مع هذه الحملات من خلال تنظيم حملات صيانة منزلية لمعالجة اي خلل او عيب داخل في تركيبات المياه والمبادرة بالابلاغ عن اي تسرب او انفجار في خطوط المياه والاستعمال المقنن للمياه في جميع الاغراض.
* وهناك برامج توعية يمكن ان تكون اكثر فاعلية عن طريق ادخال تعليم الانماط الحديثة للتقليل من استعمال المياه في المناهج الدراسية بدءا من الحضانة وتسلسلها الى المراحل الدراسية والجامعية حتى تصبح جزءا من وعي المواطن وادراكه لاهمية المحافظة على المياه وترشيد استهلاكها وبناء القناعة في داخل المواطنين بضرورة المحافظة على المياه للاجيال القادمة كعنصر اساسي وهام يحرص عليه حرصه على ماله وارضه.
* وكذلك ايجاد بدائل اقتصادية فعالة بتحديد انواع للاجهزة والمعدات قليلة التكلفة وفعالة في حين توفر استهلاك المياه داخل الحمامات والمطابخ والحدائق,, لان خزانات الطرد (السيفونات) في المنازل مثلا لم يراع عند تصنيعها ان تكون مناسبة لاداء الغرض منها في الحفاظ على المياه وصنابير المياه لم تصنع وفق معايير تساعد على توفير المياه كما ان اماكن الوضوء في المساجد من اكثر الصور اليومية اهدارا للمياه.
** فاصلة:
قال تعالى (كلوا واشربوا ولا تسرفوا).
ماجد بن ناشي العنزي