المرأة,, احتار الفلاسفة في تركيب شخصيتها وتجسيد تفكيرها ومزاجها وكل فسرها حسب ما يعاصر من تجارب ومجموع ما يقرأ من معلومات ودراسات عنها والزوج من اهم واول المعاصرين لمشكلات المرأة وأمزجتها وتقلب شخصيتها ومختلف انفعالاتها ويظل التعامل مع بعض النساء احياناً صعبا جداً بحكم ترك المجال لعاطفتهن ان تسيطر على العقل وفي قاموس المرأة تُرى ماذا تعني محاسبة الرجل لها؟ اي هل الزوج عندما يقف كي يحاسب زوجته يختلف تفسير ذلك لدى الزوجات ام لا؟
كثير من النساء يرغبن في الزواج بشكل كبير لانهن يعتقدن ان المعيشة في بيت الزوج تترك للزوجة حرية الخروج (اليومي) من بيتها مثلاً لانها تصبح مسؤولة عن نفسها بصورة اكبر مما لو لم تكن متزوجة لذلك نرى كثيراً من النساء - بمجرد زواجهن - نجدهن كل يوم في سهرات ومناسبات او زيارات للصديقات لانهن في بيت اسرهن سابقاً يعتبرن صغيرات اي لا يزلن لم ينلن الضوء الاخضر لذلك وامام ذلك قد يحاسب الزوج زوجته بالعتاب او بالجدل والنقاش الا ان بعض النساء يعتقدن ان محاسبة الزوج في اي امر من الأمور - وبخاصة فيما يتعلق بالخروج من المنزل - هو نوع من كبت الحرية والحد منها والتضييق على هذه الزوجة وهؤلاء النساء يكتفين بأن يكتبن لازواجهن ورقة يضعنها على الطاولة ليخبرنهم بالمكان الذي ذهبن اليه وموعد عودتهن ومثل هؤلاء النساء - كما ذكرت - يكرهن محاسبة ازواجهن لهن او سؤالهم عليهن,, وفي المقابل نجد بعض النساء اللاتي يتضايقن اذا ما سأل ازواجهن عليهن فالزوجة منهن ترغب ان يسألها زوجها اين ستذهب ومتى ستعود لانها تعتبر ان اهماله لامر كهذا هو نوع من اهماله لها اي انه غير مبال بها واعتقد ان مثل هذا الأمر فيه نوع من المنطقية الواقعية الى حد ما فالزوج اذا اهتم بموعد عودة زوجته فهذا يعني غالباً وليس دائماً بأنها تعني لديه شيئاً او ان وجودها في المنزل وغيابها يعني شيئا ولكن الذي لا يهمه ان يسألها أو يستفسر منها عن امر كهذا يعني انه رجل متفرد بذاته غير مرتبط بزوجته لانه لا يبالي متى عادت؟ او متى ذهبت ؟! وهنا اتساءل هل تحب الزوجة محاسبة زوجها ام لا؟!.
هذا لا يعني ان هذه المحاسبة دائماً تنم عن منطلق ايجابي بل احياناً قد تنتج عن رغبة الزوج في حب التملك لتسيير هذه الزوجة وبرمجتها كيفما يشاء واشعارها دائماً بانه يملك (الريموت) الذي يستطيع به التحكم في وجهتها,, نعم صحيح ان الرجل وزوجته يديران المنزل ولكن كثيرا من الرجال يلجؤون للمحاسبة تصغيراً من هذه الزوجة وليس خوفاً عليها او احساساً بوجودها وكينونتها داخل منزلها او نفسه هو كزوج!,, في مثل هذه الحالة لا بد ان يلجأ الزوج الى الابتعاد عن هذا الشعور بالسيطرة لكي لا تشعر الزوجة بالتحقيق والاستجواب من زوجها بل اعتقد انه من الاولى على الزوج ان يكسب مثل هذا الاسلوب نوعاً من المحبة والعطف والمودة فالزوج الناجح هو الذي يستطيع ان يحكم زوجته بالمودة قبل العنف وباللين قبل القسوة ولكن للاسف هناك بعض الازواج لم يدركوا ولن يدركوا كيف يديرون منازلهم بأسلوب التقارب قبل كل شيء، فهل المرأة هنا غريبة في طبعها ام الرجل اكثر غرابة؟!.
نجلاء أحمد السويل